الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الاسلام السياسي المقاوم قادر على قيادة حركة التحرر الوطني في المنطقة في مواجهة التحالف الامبريالي الغربي والصهيوني مع أنظمة العمالة العربية .....؟؟؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2019 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


جميعنا يعلم أن الخليج والمنطقة العربية تشهد في السنوات الاخيرة صراعاً عسكريا وسياسياً وإعلامياً طاحناً .. وهذا الصراع المُستعر هو من جهة بين الجمهورية الاسلامية في ايران المُتحالفة مع محور المقاومة وتحديداً مع المقاومة الاسلامية اللبنانية , ومن جهة أخرى مع الرجعية الخليجية والعربية وقوى الاسلام السياسي الاخواني والقاعدي التكفيري التي تتلقى دعم خليجي مُطلق في توجيه وتآمر مكشوف من منظومة الغرب الامبريالي .
وقد أخذ هذا الصراع في السنوات الاخيرة طابعاً لا يُبشر للاسف بخير , ولن يكون بأبعاده ومعطياته الراهنة في صالح المنطقة على المدى المُتوسط أو البعيد, ولن يخدم وحدة شعوبها وأمنها القومي وتعايش مكوناتها المُتمايزة بتعددها الديني والمذهبي والعرقي في ظل التآمر والتحريض الغربي والصهيوني والرجعي الخليجي ... وقد ظهرت بالفعل وبوضوح بوادر مُقلقة للغاية ليس فقط لانقسام عرقي بين شعوب المنطقة , بل أيضاً وهو الاشد خطورة الانقسام المذهبي الوهمي الخطير (السني الشيعي) في ظل التحريض الاعلامي السعودي والخليجي وفي ظل الجهل والتخلف الذي يُسيطر على جزء كبير لا يستهان به من مُختلف شعوب المنطقة بلا استثناء .
وهنا لا يُمكننا في بادئ الامر أن ننكر الموقف الايراني الداعم بقوة للقضية الفلسطينية والمُعادي بشدة للكيان الصهيوني .. كما لا يُمكننا أن ننكر أن الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني الشقيق هم جزء لا يتجزأ من دول وشعوب وتاريخ المنطقة والشرق الاوسط .. كما لا يُمكن إنكار دور المقاومة الاسلامية اللبنانية وحزب الله في مُقارعة العدو الصهيوني وتقديم المئات من الشهداء في تحرير الجنوب اللبناني عام 2000 وكسر شوكة العدوان الصهيوني على لبنان في حرب تموز عام 2006 بتسليح ودعم مُطلق من القيادة السورية , وكذلك التصدي مع الجيش العربي السوري للجماعات الجهادية والتكفيرية التي هددت أمن سوريا ولبنان والمنطقة خلال الحرب التكفيرية المُدمرة التي شُنت على سوريا منذ عام 2011 .
ولكن بالمُقابل لا يستطيع أحد أن يُنكر أن المنطقة تُعاني للاسف (حتى على المستوى الشعبي) من التمزق الطائفي والمذهبي الخطير الذي ساهم في إشعاله في السنوات الاخيرة التحريض المُمنهج (بتوجيه غربي) من قبل الاعلام القطري والسعودي والاماراتي وبعض القنوات الاعلامية في لبنان ومصر والعراق وغيرها من قوى الرجعية وأنظمة العمالة العربية والخليجية .
وفي ظل هذا الصراع والتوتر وأجواء الانقسام المذهبي والطائفي الذي يشمل للاسف ليس فقط مُعظم الانظمة الخليجية وبعض الدول الاقليمية كإيران وتركيا والعراق ولبنان , بل أيضاً جزء لا يُستهان به من شعوب المنطقة ... نجد السيد حسن نصر الله في أحد خطاباته الاخيرة يُعلن للعالم من لبنان وبصوت عالي ولائه المُطلق لولاية الفقيه ولإيران بالعبارات الحرفية التالية " ان إيماننا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الامام السيد علي الحسيني الخامينئي دام ظله , وأن الجمهورية الاسلامية في ايران هي قلب المحور (أي محور المقاومة) وهي مركزه الاساسي وهي داعمه الاقوى وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره " .
وهنا لم يأخذ للاسف السيد حسن نصرالله في خطابه هذا بعين الاعتبار الواقع اللبناني والعربي والانقسام المذهبي والطائفي والعرقي الخطير الذي تشهده المنطقة , وكأنه يُعطي لاعداء المنطقة عن دون قصد المُبرر للتشكيك بالدور العربي في محور المقاومة وبولاء هذا المحور المُطلق لايران والتقليل من أهمية الدور العربي فيه , في الوقت الذي لم يتطرق فيه السيد حسن نصرالله في خطابه للدور السوري المحوري والمركزي والقيادي في محور المُقاومة ومُنجزات الجيش العربي السوري الرئيسية والقيادية في هذا المحور من خلال آلاف الشهداء الذين سقطوا من أجل الدفاع عن المنطقة وعروبتها والمُساهمة في تلاحم شعوبها المشرقية بتعددها العرقي والديني والمذهبي .
وهناعلينا أن نُؤكد على ألاهمية القصوى بأن لا تكون المقاومة وحركات التحرر الوطني في المنطقة باعتبارها شكل من أشكال النضال السياسي البحت تحت أي راية دينية أو مذهبية لما قد يجلبه ذلك من تسهيل التآمر والتحريض الديني والمذهبي المُمنهج الذي تمارسه قوى الرجعية والخيانة والعمالة في المنطقة ضد قوى المقاومة والتحرر الوطني .... وبالتالي فمن الضروري للغاية أن يتم تصحيح هذا المسار الخاطئ قبل فوات الاوان ... وهي بلا شك مهمة شاقة للغاية وفي غاية الصعوبة والتعقيد, ولكن من الضروري انجازها مهما استغرقت من الزمن .. وهذا العمل التصحيحي يقع بشكلٍ رئيسي على عاتق جميع القوى الوطنية والتقدمية في المنطقة والمشرق العربي ولا سيما على الساحة اللبنانية والسورية والفلسطينية ... كما أن تصحيح هذا المسار الخاطئ لا يمكن أن يتم إلا من خلال العمل الشاق والدؤوب والحوار والتواصل والتنسيق السياسي والتنظيمي والامني والعسكري مع مختلف تنظيمات الاسلام السياسي الوطني والمقاوم لتحقيق الاندماج المطلوب بعيداً عن أي راية دينية أو مذهبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالحكي نعم
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 9 / 28 - 13:26 )
بالحكي نعم قادر بس بالفعل كلا


2 - الاسلام السياسي لا يقاوم احدا
محمد البدري ( 2019 / 9 / 28 - 22:47 )
ظهور الاسلام السياسي هو تعبير عن تناقضات الاسلام التي انكشفت بسبب ثورة المعلومات وثورة الاتصالات، فاصبح من لم يكن له سوي شيخ ازهري يلقنه ما يسمي بالاسلام وحقائق الدين والعقيدة اصبح حقله مكشوفا لما لم يسمع به من قبل من نقد ومعارف جديدة، ولهذا ظهر الاسلام السياسي لاعادة نظام القمع للعقل والفكر لاعادة انتاج 1400 عام جديدة لصالح افكار بدوية قبلية اصلها عربي.
اما قصة انه مقاوم فهو بالفعل مقاوم للتنوير والعقلانية ونظريات العلم الحديثة والمعرفة الجديدة. فحيثما ظهر الاسلام السياسي نجد التخلف والخراب والنشاط الارهابي. ولمن يحب ان يلقي بهذه التهم علي الاستعمار فمن الواجب ان نعترف ان الاسلام السياسي له دعم من الدول الاستعمارية دون اي خجل من قادة ومشايخ الاسلام السياسي,

اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير