الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستدراك ضروري ..

جعفر المظفر

2019 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


إستدراك ضروري ..

جعفر المظفر

أفادني الأستاذ (طلال السوري) كثيرا حينما كتب لي على هامش مقالتي الأخيرة وصية يتمنى فيها علي أن لا تأخذ مقالاتي عن عبدالخالق السامرائي ( منحى تبييض سيرة حزب البعث) لأنه في رأيه (حزب دموي فاشي بافكاره ومعتقداته وممارساته .....).

ثم إذا به يصل سريعا إلى الإشارة الأكثر أهمية التي أكد فيها نصا أن (مقتل السامرائي من قبل رفيق له), أي من قبل صدام, لا يعتبر مطلقا (شهادة حسن سلوك).

ومعه أنا أجزم أن تروتسكي مثلا الذي قتله ستالين ليس فاضلا لمجرد أن ستالين قتله, وصدام حسين أيضا لا يصبح فاضلا لأن الأمريكيين هم الذين قضوا على نظام حكمه وسلموه للمالكي لكي يعدمه , والنجيفي لا يصبح جيدا لمجرد وجود خصومة مزعومة مع المالكي, وهذا الأخير لا يصبح وطنيا لمجرد أنه بالضد من البرزاني في قضية الدولة الكردية والإنفصال عن العراق.

وأجد أن الأستاذ طلال لم يكن مخطئا يوم أراد القول : وما شأننا نحن ضحايا البعث بصراع بين بعثي وآخر حتى يطلب منا أن نختار الأفضل بينهما في معادلة بعثية كانت مسؤولة إلى حد كبير عن وضع العراق في مأزقه التاريخي المدمر.

لكني كنت تمنيت عليه أن يكون أكثر دقة ليقبل بحقيقة ان السامرائي كان أراد غير ما أرداه صدام, ولو قدر له أن يكون هو المنتصر في ذلك الصراع لتلافى العراق كثيرا من مآسيه المدمرة التي تسبب بها صدام ورعاعه.

ثم إنني تمنيت على الأستاذ طلال أن يقرأ بعض مقالاتي في (الحوار المتمدن) والتي كنت إنتقدت فيها فكرة الحزب الشمولي بعثيا كان أم شيوعيا أم دينيا, متمنياً عليه في نفس الوقف أن أن يحذو حذوي فلا يهاجم حزبا شموليا لصالح حزب شمولي آخر, وإنما يفعل ذلك بموجب مساطر وفراجيل تُقاس بها جميع خطوط وزوايا الإنحراف عن المسار الإنساني العام .

إن المطلوب حتما أن نكون مبدئيين بمستويات عالية حتى يكون بإمكاننا أن نجري مراجعة عادلة لتاريخ الصراع السياسي في المراحل السابقة بهدف الإستفادة من دروسها وليس لغرض الإستمتاع بها كقصص وروايات, أو لغرض التبارز والتنابز والغلبة التي فات أوانها.

أما عبارته الأخيرة

(دراما مقتله من رفاقه ليس شهادة حسن سلوك) فأنا معها مائة في المائة, وهي ما تهمني هنا بالدرجة الأولى, وأحسب أن من أجلها جاء هذا الإستدراك.

لكني تمنيت عليه أن يفحصها على ضوء الفقرة الأخيرة من مقالتي هذه وهي التي تقول:

( وأجزم أن الشهيد المغدور عبدالخالق السامرائي, وكل الشهداء الآخرين, ومن أي حزب كانوا, سوف يرضيهم أن نطالب بحقوقهم كمعاني قبل أن نطالب بحقوقهم كأشخص.)

وتبقى الفقرة الأهم: بما إنني كنت قد خرجت من الحزب تنظيميا نهاية عام 1980 وإختلفت معه فكريا عام 1982وذلك على صعيد نظرية الحزب نفسها, فسيكون من غير المعقول ان أمُجد هنا عبدالخالق البعثي بدلا من عبدالخالق الإنسان.

ولذلك كان هدفي هنا هو الدخول من خلال السامرائي إلى قيمه الإنسانية المفتوحة والخارجة على المكان والزمان.

وإن علينا أن نتذكر أن السامرائي كان قد صعد إلى المشنقة وهو يهتف بحياة حزبه تعبيرا عن صدقه مع نفسه, ولكني أظنه لو ظل حيا لسنوات بعد مقتله لما ظل بعثيا, ولدارسي سيرته فهو كان بالفعل عبارة عن مشروع لحزب آخر أو لـ (بعث) آخر كان أول ما سيتغير فيه هو إسمه لغرض أن يكون اسمه الجديد أكثر إنسجاما مع المضمون النقيض للمثاليات والإسقاطات التاريخية التي جاء بها عفلق.

وحتى يكون كلامي مفهوما ساقول بالحرف الواحد .. لو أن عبدالخالق السامرائي عاد حيا وظل بعثيا ولم يتخذ موقفا من نظرية الحزب المثالية المربكة التي تقوم فكريا على إسقاط مرحلة تاريخية إستثنائية على مراحل مختلفة المعطيات والتحديات والوقائع, لكنت أنا أول خصومه وأول معارضيه.

وعن هذا الموضوع سيكون هناك موضوع.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاحزاب في العراق
طلال السوري ( 2019 / 9 / 28 - 16:27 )
لااعرف كيف وصلت الى الاستنتاج -- فلا يهاجم حزبا شموليا لصالح حزب شمولي آخر,

ارجوا ان تراجع تعليقاتي على صفحات الحوار

سانقل لك جزء منها

رغم مجازر شباط 1963 عاد الحزب الشيوعي للتحالف مع البعث في جبهة لا وطنية ولا شرعية وزكى البعث وصدام شخصيا كحزب قائد ومكنه من التحكم في رقاب العراقيين مقابل بعض المناصب وحفنة من الدولارات

الشيوعيين اول من بذر بذرة الفساد بمساهمتهم بتآسيس ميليشيا المقاومة الشعبية. وسار على نهجهم حلفائهم البعثيين(الجيش الشعبي) وها نحن في زمن الحشد الشعبي


2 - طلال السوري
جعفر المظفر ( 2019 / 9 / 28 - 23:47 )
السيد طلال السوري
مع ميلي إلى عدم الدخول معك في مساجلات غير مثمرة سأنقل لك ما كنت أنت كتبته حرفيا كتعليق على مقالتي السابقة, وهو لا شك يختلف كليا عن ما جئت به في ردك أعلاه, بل أن الرد الذي إدعيت كتابته لا وجود له أصلا.

إن نص ردك كان :
Talal Alsury
(عسى ان لاتاخذ مقالاتك منحى تبييض سيرة حزب البعث فهو حزب دموي فاشي بافكاره ومعتقداته وممارساته ---- و هنالك علامات استفهام كتيرة على شخص وصل الى موقع قيادي في حزب فاشي دموي

(دراما مقتله من رفاقه ليس شهادة حسن سلوك) .إنتهى
أن القارئ سيدرك من أول لحظة ان لا وجود لتشابه بين التعليقين.

أما الذي ذكرته أنا في مقالتي والذي اثارك إلى هذا الحد فهو لم يكن يخرج من مساحة التمني لخطأ في قراءة جملة تصورت أن صاحبها من أصحاب الثقافة الماركسية.
ولذلك فإني أسحب ما تمنيته منك هناك لأستبدله هنا بآخر يأمل لك راحة البال وهدوء الخاطر معتذرا عن مناقشة موضوعة هي ليست من صلب إهتمامي الآن.
وتاركا لك حرية صلب من تشاء.

اخر الافلام

.. ليبيا: هل يجهز خليفة حفتر أبناءه للحكم؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. ما هي المعلومات المتوفرة لدى السعودية عن الحجاج التونسيين ال




.. البرلمان الأوروبي - قطرغيت: القضاء البلجيكي يترك المبادرة لل


.. في ثاني وثالث أيام عيد الأضحى في الجزائر: نحو 170 حادث مرور




.. هيئة بحرية بريطانية ترجّح غرق السفينة اليونانية التي استهدفه