الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخونة والأدعاء بالحرية والديمقراطية

نزار رهك

2003 / 4 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

www.Rahakmedia.com

 

كثر   طبالي الحرب  الذين يدعون معاداتهم للديكتاتورية وكثرت معها تصريحاتهم وكتاباتهم الديمقراطية  المكرسة لا للوطن ولا لمعاناة الشعب . بل إن مهمتهم تتحدد في محاربة المناضلين الحقيقيين من أجل الديمقراطية ومواجهة الوطنيين الشرفاء من شيوعيين وديمقراطيين ومستقلين والأدباء والفنانين و غيرهم من الذين سبقوهم في معاداتهم للديكتاتورية , بحراب التهم المقصودة بوقوفهم الى صف النظام وجعل من أنفسهم أصحاب شأن وحريصون على مصلحة البلد الذي يدنسه (كلاب صدام ) حسب تعبير أحدهم وكأن العراق الذي تدمره الآلة الحربية الأنكلو – أمريكية  ليس فيه بشر وليس فيه من الضحايا الذين هم أكثر معاداة للنظام من هؤلاء الخونة أنفسهم.

إن الخونة هؤلاء  لم يكونوا قط أعداء للنظام وأنا أقف مع الرأي أن يقدم أي منهم تاريخه السياسي مفصلا إن كان غير ذلك .

المناضل السياسي من أجل شعبه ووطنه حتى لو إعتقد بأن لا خلاص للنظام إلا بالحرب , فانه على الأقل يكمن جانبا للحزن على الضحايا الأبرياء , جانبا من خيبة الأمل في التغيير دون هذا الدمار الذي سيدفع الشعب العراقي لا غيره ثمنه عشرات من السنين . خيبة أمل الخونة هؤلاء ليسائلوا أنفسهم ماذا قدموا في النضال ضد نظام صدام حسين ليلتجأوا بهذه السهولة للدوائر المخابراتية الأمريكية . بعض هؤلاء الكتاب يستنسخون المواضيع من المصادر الصهيونية في إسرائيل والآخر يكرر بقليل من التحريف الموضوعات الدعائية الكويتية في تطبيلها للأستعمار الأمريكي – البريطاني الجديد . كتاب حولوا من أنفسهم ليكونوا أبواق الدعاية العسكرية الأمريكية  وهم أكثر من ذلك , لا يعترفون بجرائم القصف على المدنيين  حتى لو أعترف الأمريكان بها وأعتذروا , أما الخونة فلا يعتذرون . أنهم مستميتين في دفاعهم عن صدق النوايا الأمريكية تماما كما الأسرائيليين . والبعض يهلل للهجوم  ويقول جملا يكررها النظام في حروبه السابقة مثل ( محلا النصر بعون الله )  إن قراءة لكتابات الخائن داود البصري مثلا يجد إن مهمته محددة في مهاجمة أشخاص محددين ذو توجه محدد (جماعة الخيار الثالث )  وبغض النظر عن صحة أو صواب خط معين فقد كانت كتاباته شبيهة بالطريقة الأسرائيلية في مواجهة العرب أو الفلسطينيين  حرب لاهوادة ضد كل مايقوم به الفلسطينيين وضد كل معارضة , كانت مواضيعه ومازالت سخيفة ومنحطة  ويسخف الآراء والبلدان (السنغال ) ويضع نفسه مع الأمريكان بموقع المتعالي وهذه من أساليب الكويتيين والأسرائيليين  ولا تنم عن شخص محترم يستحق الرد والأجابة لأنه لا يحترم إن الرأي الآخر جاء أيضا من المنطلقات الوطنية بغض النظر إن كان صائبا أم مخطئا وإن الحوار المتمدن يستوجب الأستماع و فسح المجال الكافي لفهم الآراء .

وهذا الشخص يروح أبعد من قدرته في سب وشتم جميع المحطات العربية (ماعدا الكويتية  طبعا ) ويسب جميع المحللين السياسيين كونهم مغاربة أو فلسطينيين  ورئيس الأركان المصري السابق سعد الدين الشاذلي والتظاهرات العربية وهو الأسلوب الأسرائيلي بعينه (جميع هؤلاء هم معادين لأسرائيل ) . وبودي أن أطرح تسائل ساذج : ماذا لو إن ظهر بعد نهاية الحرب إن مجرما مثل طه الجزراوي أو الصحاف يعملون لصالح الأمريكان وينتظرون اللحظة المناسبة لقتل صدام حسين وسيكون هو الشخصية المهمة التي يبحث عنها الأمريكان بديلا عن صدام ؟

أعتقد كان من الأفضل له أن يختار له إسما آخر (داود الكويتي) مثلا ليكون إسمه وكتاباته رمزا للعلاقة الكويتية الأسرائيلية.

وخائن آخر يتحدث عن عمالته بأعتبارها أحسن من العمالة للكجي بي وهو لا يملك ما يسند رأيه ونسي إن ملفات الكيجي بي قد تم فتحها للعلن ولم يظهر إن شيوعيا عراقيا واحدا  كان عميلا لها وأود أن أقول له إن هذه الحجة لا تستر سقوطه وخيانته لشعبه ووطنه هي ليست حالة عامة وأخلاقية عراقية وإن الأمريكان سيخوضوا الحرب إن سقط هذا الخائن في أحضانهم أم لا  , إن ساند الجريمة أم رفضها .ومصير الخونة سوف لا يقل عن مصير صدام حسين وإبن لادن الموت والجحيم  ومزبلة التاريخ.

 ولأجل أي شيء كل هذه المواقف؟ من أجل  الحرية التي يوعد بها بوش؟

البارحة ظهر وزير الخارجية الأمريكي باول بصراحته وهذه المرة كانت لطمة لكتابنا والسياسيين الخونة عندما صرح بعد زيارته الى بروكسل إن الحكومة العراقية الجديدة ستتكون من حاكم عسكري وشخصيات مهمة من الداخل (أي عملاء سبقوا الكتاب وسياسيي مؤتمر لندن وكانوا منذ سنوات يهيئون مائدة الحرب هذه) . إن الأمريكان ومعهم عملائهم يعتقدون إن سقوط النظام كافيا لوصولهم الى غاياتهم وتحقيق مصالحهم ويعيشون في رغد قصور صدام حسين التي سيعيد الأمريكان بنائها  قد نسوا إن هناك شعب إسمه الشعب العراقي كانت تطوقه نظام الكلاب المسعورة سيتحرر وسيمتلك الشارع  وسينفجر وهو يعرف مناضليه من خونته ويعرف إن صدام حسين كان أيضا أحد هؤلاء الخونة  وإرتمى بحضن البريطانيين والأمريكان .

أي إنكم لا تمتلكون شيئا جديدا وماتكتبوه من حقد وكراهية تجاه المناضلين الحقيقيين من أجل الديمقراطية (الحرية حسب المفهوم الأمريكي ) لا يؤثر قيد أنملة على أبناء مدينة الشعلة الصامدة بوجه الديكتاتورية وبوجه صواريخ (الحرية ) الأمريكان ولا على أهالي بلدة الحلة ولا مدينة الشعب

 على صفحتها الأولى أيضا نشرت الغارديان صورة لعراقي ينتحب بجانب جثة والدته التي قتلت و15 فردا آخر من أفراد عائلته بينهم ستة أطفال في غارة على بلدة الحلة أمس. ووصفت مراسلة الصحيفة في مقال لها من بغداد شريط فيديو شاهدته لجثث القتلى في مستشفى البلدة. وقالت إنها رأت على الشريط عشرات الجرحى من النساء والأطفال بينما غطت دماؤهم أرض المستشفى.

هكذا يتحدث العالم عن مأساة الحرب

إن العالم يستصرخ ألما للضحايا وتتناول وسائل الأعلام صورها البشعة رغم إن المعركة لم تبدأ بعد كما يدعي طرفي الحرب معا . عصابات البعث يتمترسون على أبواب المنازل وسطوحها وقذائف حلفائكم تستهدف هذه المنازل وبالتالي يتساقط المدنيون قتلى وجرحى ..والجريمة لم تكتمل بعد .

إن النازيون الجدد في واشنطن في خوضهم للحرب وتقديم خسائر بشرية من الأمريكان هو لأجل تحقيق أهداف ومصالح  أحتكارية لن تكسبوا منها أيها الخونة حتى الفتات . والحرية الموعودة سوف لن تكون أحسن من حكومات الخليج تحت السيطرة الأمريكية .

 لماذا يعطوا الشعب العراقي أكثر ؟

 

عن رهك ميديا

342003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي باشتباكات في جباليا | #


.. خيارات أميركا بعد حرب غزة.. قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ




.. محاكمة ترامب تدخل مرحلةً جديدة.. هل تؤثر هذه المحاكمة على حم


.. إسرائيل تدرس مقترحا أميركيا بنقل السلطة في غزة من حماس |#غر




.. لحظة قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين