الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركة النظام البعثي الفاشي -1

جاسم هداد

2006 / 5 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في احدى تهديداته لشعبنا العراقي افاد الطاغية صدام بأنه لن يسلم العراق لغيره الا خرابا ، وبعد خمسة وثلاثين عاما من حكم نظام القتل والأجرام ، يعيش العراق خرابا شاملا اجتماعيا اقتصاديا صحيا دينيا مذهبيا .....الخ .

ففي ظل نظام البعث الفاشي تمت عسكرة المجتمع ، وكثرت وتعددت المسميات ، فدائي صدام ، اشبال صدام ، جيش القدس ، جيش النخوة ، ولم يسلم من ذلك حتى طلبة المدارس الأبتدائية ، وبدلا من الألعاب التي تغذي مدارك الأطفال وتساعد على نموهم الذهني ، غزت الأسواق الألعاب التي تشيع العنف ، فترى الأطفال الذين بعمر الزهور يلعبون بالمسدسات والرشاشات والدبابات .

نظام القمع والتسلط زرع بذور العنف والعسكرة ، وحصد العراق ذلك الآن ، وما يلاحظ على الساحة العراقية دليل على ذلك ، فغدت لغة السلاح هي الفيصل في حل الخلافات ، او الأختلاف في وجهات النظر ، ولا مجال للحوار والتفاهم ، وغابت قيم التسامح والتعاون والتوصل الى الحلول الوسط ، وكما قال المهاتما غاندي " عدم التسامح في حد ذاته يمثل صورة من صور العنف وعقبة أمام نمو الروح الديمقراطية الحقة " .

وغاب حكم القانون ، وحلت محله سلطة الميليشيات ، وأنشأت محاكمها الخاصة بها وقامت بفرض قراراتها وقوانينها على المواطنين ، وفرض اتاواتها ، والويل كل الويل لمن يخالف تعاليمها .

غادرت الرحمة القلوب وحلت محلها السادية ، فتنقل تقارير الطب العدلي حالات تمثيل بالجثث وتعرض الضحايا الى تعذيب وحشي قبل تصفيتهم ( بيان رئاسة الجمهورية في 10 مايس 2006 ) ،
واصبح العثور على الجثث الملقاة في الشوارع والطرقات والمزابل مسلسلا يوميا ، وابتدعت اساليب غاية في الوحشية في تصفية الضحايا كـ " الدريل " ، ناهيكم عن الذبح والمصحوب بـ " الله أكبر "

والأنسان الذي حرم الله والشرائع السماوية والقوانين الوضعية قتله بدون ذنب ، تقوم قوى الأرهاب التكفيرية وبدعم لوجستي من ايتام البعث الفاشي بتفجيرات يستشهد بسببها عشرات الأبرياء ، غير مفرقين بين طفل ومسن ، اوبين رجل وإمرأة .

ولم تسلم من العمليات الأرهابية حتى دور بيوت الله ، فتم هتك حرمة المساجد والحسينيات ، وسالت الدماء داخل بيوت الله ، وتم إحراق كتاب الله الشريف ، والمثير للأستغراب حقا ان الفاعلين لذلك يزعقون بعالي الصوت " الله أكبر " ، ولا ندري من هو " الله " الذين يكبرون له ، اليست هذه بيوته التي تنتهك حرمتها ؟ ، وأليس هذا كتابه الذي يتم حرقه ؟ واليس هؤلاء الذي يتم قتلهم وتسفك دماؤهم داخل بيوت الله هم من عباد الله ؟ . وبأي شرع سماوي يتم تحويل بيوت الله لأوكار للعصابات الأرهابية ، ومخابئ للأسلحة ؟ . وما حصل في المدرسة القادرية دليل على المتاجرة بالدين والرياء والكذب .

ان ما حصل من تشوه في النسيج الأجتماعي لمجتمعنا العراقي جريمة كبرى تستوجب محاكمة الطاغية صدام وازلامه والمنتفعين من نظامه والذين تصدروا قيادات العمل السياسي والأعلامي والأجتماعي والأقتصادي خلال أيام حكمه السوداء ، على ما اقترفوه بحق شعبنا العراقي ، ابو النخوة والشهامة والعزة .

فهل من المعقول ان يشارك الأبن مع احدى العصابات في خطف والده !!؟؟ ( حصل هذا في البصرة ونقلت قناة الفيحاء الفضائية اعترافات الأبن العاق ) ، وهل يمكن تصديق ان يشارك إنسان مع عصابة مجرمة في خطف ابن وبنت عمه ، ويقوم المجرمون بالأعتداء على البنت ثم يقتلون الشاب والشابة ,والعراقي كان يقال عنه ( جارته اخته ) , ومع الأسف يقال ان 80% من عمليات الأختطاف تتم بالأشتراك مع الأقرباء او الأصدقاء .

الأحزاب التي تقود العملية السياسية وبيدها السلطة التنفيذية ، تتحمل المسؤولية كاملة عن تطور المجتمع سلبا او ايجابا ، ولنا في بلدان الدول الأسكندنافية خير مثال ، وبالتأكيد ان ما حصل في مجتمعنا العراقي من ردة وتخلف هي نتيجة سياسة القمع والتنكيل التي مارسها النظام البعثي الفاشي ضد كل فكر نير تقدمي طوال فترة حكمه ، مما سهل على انتشار الظلامية والتطرف الديني المتشدد التكفيري .

وتنفيذا لمخططاتها الأستراتيجية في المنطقة تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تدميرها وخرابها الذي بدأته عند فرضها الحصار على شعبنا ، وهي على يقين تام ان المتضرر الوحيد من الحصار هو شعبنا العراقي ، اما نظام الطاغية واعوانه فلقد كان الحصار لهم نعمة ، وكأن العراق وشعبه لم يكفيه ما لحق به طوال حكم البعث الفاشي ، وتريد قوات الأحتلال إكمال ما بدأ به الصنم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: أسو


.. الجزيرة ترصد مبنى الشركة المتهمة بتصدير أجهزة البيجر التي ان




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش تداعيات اغتيال القيادي بحزب الله ال


.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #




.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست