الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انتهى القرن الأمريكي 2: قراءة نقدية

ندى أسامة ملكاني

2019 / 9 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


هل انتهى القرن الأمريكي 2...قراءة نقدية
إذا، يأتي الكتاب للإجابة على التساؤل التالي: هل القوة الأمريكية في تراجع؟ وهل ستتفوق القوة الصينية على نظيرتها الأمريكية خلال العقود القادمة؟
فيجيب المؤلف جوزيف ناي أن القوة الأمريكية في تراجع نسبي وليس مطلقا، كما كنا قد ذكرنا سابقا، فصحيح هناك تراجع في نسبة مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية مثلا في الإنتاج العالمي إلا أن السياسات التي تبنتها واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية وتأسيسها للنظام الدولي والاقتصادي كانت سببا جوهريا في النجاحات التي حققتها القوى الصاعدة في الاقتصاد العالمي، وعلى عكس القوى الصاعدة، واشنطن تمتلك زمام المبادرة على الفعل دوليا وصوغ سياسات دولية وتشكيل تحالفات وائتلافات، وهي اليوم مثلا ستظل الرابح الأكبر في صراعات منطقة "الشرق الاوسط".
ثم يفند الرأي القائل إن القوة الصينية في تنام إلى الدرجة التي تكون فيه قادرة على التفوق على القوة الأمريكية، اقتصاديا كمتوسط دخل الفرد، وعسكريا فهي بالمرتبة الثانية في الإنفاق العسكري بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي مجال القوة الناعمة، تفوقت وستظل الولايات المتحدة الأمريكية متفوقة على الصين ويرى ناي أن السبب هو سيطرة المؤسسات الرسمية الصينية على مبادرات القوة الناعمة، مع تفويض فرص المؤسسات غير الرسمية او مؤسسات المجتمع المدني التي هي أساس لنجاح القوة الناعمة، والسبب الثاني يتعلق بالنزاعات الإقليمية مع دول الجوار كااليابان وفيتنام ، ما يزيد الصعوبة أمام بكين لجذب مواطني تلك الدول لتأييد القيم الصينية.
وهذا يمثل الجانب السياسي في حديث جوزيف ناي عن مفهوم القوة ومقارنة القوة الناعمة لدى الولايات المتحدة الأمريكية ولدى الآخرين، كما جاء في كتاب القوة الناعمة، وعلى الرغم من التفوق الأمريكي على الصيني حتى في مجال القوة الناعمة، إلا أنه مما لا شك فيه أن القوة الصينية قوة صاعدة ومنافسة وشريكة احيانا، فيطرح ناي استراتيجية توازن القوى في آسيا أو إعادة توازن القوى إلى القارة الآسيوية، وهي إحدى محاور استراتيجية الأمن القومي الأمريكي لعام 1915، لاحتواء النفوذ الصيني آسيويا وعالميا، من قبيل تزايد الوجود الأمريكي في القارة الآسيوية والعمل على تحديث تحالفاتها مع دول ترفض القيادة الصينية للنظام الدولي، كاليابان وكوريا الجنوبية والهند.
وانطلاقا من رؤية أوباما أنه ليس هناك دولة واحدة قادرة على تحمل أعباء النظام الدولي وحدها، وفي ضوء وجود مصالح مشتركة بين واشنطن وبكين في مجال الطاقة والبيئة وقضايا أمنية مثل محاربة الإرهاب، حيث أكدت الوثيقة على سعي الإدارة الأمريكية لتطوير علاقات بناءة مع الصين، فواشنطن تهدف لإشراك بكين في مجال تكلفة إدارة أزمات إقليمية وعالمية.
وذكرت مسبقا أن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى الرابح الأكبر في الصراعات الدائرة في سورية ،يرى ناي أنه في ظل توفير الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية في خضم الحرب الدموية سواء بسبب تشعب الصراعات ومخاضات الحل السياسي، فإن الولايات المتحدة ستدخل عسكريا وهذا ما حدث فعلا باستخدام القوة الذكية فمن جهة تستخدم القوة العسكرية المباشرة او عن طريق الوكلاء او الاستفادة من تغذية الصراع السني الشيعي الذي تقوم به جهات إعلامية وعسكرية منذ بدء الصراع المسلح في سورية أو عن طريق الخطابات السياسية ومبادرات الحل السياسي والدبلوماسية العامة أو دبلوماسية تحت الطاولة.
في مقابلة أجراها دونالد ترامب في يوليو 2019، شدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يجب أن تكون شرطي العالم بأسره وهذا يعني تصاعد الاهتمام بالحرب بالوكالة ، ويتابع " إذا نظرت إلى روسيا فإنها ليست شرطي العالم إنها شرطي لروسيا فقط، إذا نظرت إلى الصين ليس لديها قوات في كل مكان مالديها هم اناس يخرجون المعأدن من الأرض...."
كتب المحلل العسكري الإسرائيلي ريثوفن بداتزور " في زمن القوة العظمى الوحيدة التي لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلبها والتي تبقى قيادتها قولبة العالم على مثال رؤيتها الخاصة له، أضحت الأسلحة النووية أداة جاذبة لشن الحرب حتى على أعداء لايملكونها"
فلماذا مثلا يجوز لواشنطن أن تنفق مبالغ طائلة على الأسلحة وتمتنع بكين عن ذلك؟ يجيب على ذلك ماكس بوون عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي " لأننا تضمن أمن العالم ونحمي حلفاءنا ونبقي مسالك الملاحة البحرية الحيوية سالكة ونقود الحرب على الإرهاب بينما الصين تهدد الآخرين ويمكن لها أن تشغل سباقا للتسلح، وهي أعمال لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتصورها مجرد تصور.
وعلى أبة حال ، هذا الحديث له علاقة بالفلسفة السياسية الترامبية ومفهوم القوة الناعمة الجديد الذي أعادت الإدارة الأمريكية إنتاجه من جديد، وهو عنوان المقال القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟