الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنيه الثقافيه ودورها فى التحول الديمقراطى

عبد العزيز الخاطر

2006 / 5 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


البنيه الثقافيه ودورها فى التحول الديمقراطى

بقلم / عبدالعزيز بن محمد الخاطر
( كاتب قطري )
قوة الدولة تختلف من منطقة الى أخرى داخل عالمنا العربي الكبير وهذا الاختلاف له مدلولاته السياسية والاجتماعية وتأثيراته على تطور المجتمع وسهولة ولوجه الى المرحلة التحول الديمقراطي المنشود ففي البلدان التي لا تزال البنى الثقافية والاجتماعية فيها فاعله نرى دوراً للدولة يختلف عن تلك البلدان التي لم يعد يوجد فيها بنى تقليدية فاعله أو استطاعت الدولة أن تقضي عليها أو إذا افترضنا وجودها فأنها على الأغلب شكلية .
أستطيع أن أسوق أمثله لتوضيح ما أقصده فالمثال على وجود قوى أو بنى ثقافية فاعلية يمكن رؤيته في كل من لبنان حيث الطوائف أو اليمن حيث القبيله تلعب دوراً حاسماً في إدارة المجتمع وتحولاته في هذه البلدان نجد الدولة تتعامل بشكل سياسي يميل الى توزيع المقدرات بين هذه البنى أو القوى على نحو توافقي لتتمكن من السيطرة على زمام الأمور وهي هنا أقل بطشاً وعنفاً . في حين أن المثال على قيام الدولة بإزالة البنى الثقافية داخل المجتمع يتمثل في تونس ( راشد الغنوشي في إحدى حواراته ) والنتيجة لذلك امتلاك الدولة للمجتمع بشكل كلي وقضاءها على أي إمكانية للتطور في اتجاه المنحنى الديمقراطي الذى يفترض إيجاد بدائل لهذا البنى التقليدية بشكل تدريجي يمكن المجتمع من التقليل من سيطرة الدولة وبطشها .
أما المثال على شكلية هذه البنى التقليدية وعدم فاعليتها بشكل يجبر الدولة على توزيع الأنصبة فهي بلدان الخليج العربي فالقبيلة فيها رغم وجودها إلا أنه وجود شكلي لا يستطيع الوقوف أمام الدولة وجبروتها أو إجبارها على التعامل معها أو مع مؤسسات المجتمع الأخرى بشكل أكثر حيادية لأسباب كثيرة منها الندرة السكانية واعتماد الاقتصاد على الريع المستخرج بواسطة فعاليات أجنبية لا تشارك فيها القوى الوطنية إلا بالنذر اليسير والجميع يعلم لما لهذه البنى الثقافية والاجتماعية بجميع أشكالها ، القبلية والطائفية من دور كبير أثناء مرحلة مقاومة الاستعمار ومعارك التحرير الوطني في جميع بقاع أمتنا العربية ، ولكن التحول السلبي حصل بعد الاستقلال حيث امتلكت الدولة سواءً كانت على شكل الحزب الواحد أو القبيلة أو الطائفة زمام الأمور وتنكرت لتلك القوى التقليدية وماضيها وتاريخها وعملت بالتالي على تهشيمها أو أزالتها أو إبقاءها كديكور لا أكثر ولا أقل فأصبح الأمر وكأننا في حاجة الى استقلال ثان ، ليس من المستعمر هذه المرة ولكنه من الدولة بشكلها الشمولي الذى يدوس على بنى المجتمع التي يمكن تطويرها بحيث تصبح نواه للتحول الديمقراطي المنشود . أن الديمقراطية في نهاية المطاف صيغه توافقية بين العديد من الأطراف ذات المصلحة المشتركة من هذا التعايش . لذلك يتطلب الأمر تحويل هذه البنى وتطويرها الى صيغ أكثر ملائمة للعصر . وعدم العمل على تهميشها أو القضاء عليها إذا كانت هناك رؤية مستقبلية تتعدى أبعاد المنفعة الشخصية الآنية ، لذلك لا نعجب حين نقرر أن اقرب الدول العربية الى التحول الديمقراطي الحقيقي هي تلك التي لا تزال فيها البنى الثقافية مؤثرة كما أشرت سابقاً وابعدها عنها هي تلك التي همشت هذه القوى أو قضت عليها وأن بدت الصورة غير منطقية عند المقارنة بين بلد كتونس أشد البلدان العربي قرباً من أوربا ولكن بسيطرة تامة للدولة حيث لا وجود لقوى ثقافية مؤثرة وبين بلد كاليمن تحتاج فيها الدولة الى تعامل خاص مع البنى الثقافية الموجودة لكي يستمر التعايش بين الطرفين وهو شرط الديمقراطية ولكن الإشكالية تبقى عندما تكون هذه البنى الثقافية والاجتماعية أقوى من الدولة بحيث تصبح هي الدولة لتعود الأمور الى نقطة الصفر من جديد. فالامر يحتاج الى حاله من اللاحسم تستدعى التوافق كحل لابديل عنه لكل الاطراف .

l











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل قانون الجنسية الجديد في ألمانيا| الأخبار


.. صحيفة العرب: -المغرب، المسعف الصامت الذي يتحرك لمساعدة غزة ب




.. المغرب.. هل يمكن التنزه دون إشعال النار لطهو الطعام؟ • فرانس


.. ما طبيعة الأجسام الطائرة المجهولة التي تم رصدها في أجواء الي




.. فرنسا: مزدوجو جنسية يشغلون مناصب عليا في الدولة يردون على با