الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخيمات الفلسطينية في سورية..مراجعة نبيل السهلي

نبيل السهلي

2019 / 9 / 29
القضية الفلسطينية


تعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين من أهم القضايا في إطار القضية الفلسطينية ، نظراً لانها
طالت القسم الاكبر من أراضي فلسطين التاريخية ، ونحو 60 في المائة من اجمالي الشعب
الفلسطيني ؛ حيث اقيمت دولة الاحتلال الصهيوني على أكثر من سبعين في المائة من مساحة
فلسطين التاريخية البالغة (27009) كيلومتر مربع ، وتمّ طرد 850 الف فلسطيني ليصبح
عددهم حالياً 2019 أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني .
في موسوعته الموسومة بعنوان ( موسوعة المخيمات الفلسطينية ) سيحاول الباحث احمد
الباش القاء الضوء على اتجاهات تطور المخيمات الفلسطينية في كل من الضفة الغربية
وقطاع غزة والأردن ولبنان وسورية، وهي نطاق عمليات الاونروا الخمسة . الجزء الأول من
عمله البحثي كان حول المخيمات الفلسطينية في سورية ، وقد صدرت الطبعة الأولى منه عن
مركز اجيال للتوثيق والدراسات خلال العام الحالي 2019، في مدينة مالمو السويدية.
وقد رصد الباحث احمد الباش في فصول كتابه الجديد(البحث) التطورات المختلفة لاوضاع
المخيمات الفلسطينية في سورية منذ نشأتها بعد نكبة عام 1948 ، يضاف اليها ملخص عن
ما آلت اليه تلك المخيمات خلال الأزمة السورية . اللافت قدرة الباحث احمد الباش استحضار
عناوين متشعبة وهامة لتغطية كافة جوانب الحياة واتجاهات تطورات في مخيمات سورية ،
وعززها بالمعطيات والتحليل المنهجي ن حيث تطرق الى بدايات نشأة المخيمات وتطورها
العمراني والمتغيرات الديموغرافية والجغرافية فيها والظروف الاجتماعية والاقتصادية
والتعليمية والصحية والاجتماعية وكذلك الحراكات الرياضية والثقافية والسياسية ، كما سلط
الضوء على دور المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في المخيمات الفلسطينية في سورية
ومعاناتها خلال الأزمة السورية ، حيث كان لها اثار كارثية على المخيمات وتجمعات اللاجئين
انفسهم ، وكان من ابشع صورها تدمير أجزاء كبيرة ، وخاصة مخيم اليرموك ومخيم درعا
وحندرات في حلب ،كما تمً تهجير أعداد كبيرة من سكان المخيمات الفلسطينية إلى المنافي
البعيدة والقريبة المستحدثة. أكد الباحث الباش أن كلا من الاونروا والهيئة العامة للاجئين
الفلسطينيين العرب قد أشرفتا على الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين في سوريا .
وأهم ماتضمنه الكتاب ، تسليط الباحث احمد الباش الضوء على أهم أوجه المعاناة للاجئين
الفلسطينيين في سورية بعد عام 2011 ، وتتمثل ، بفقدان الأمن والأمان ومجهولية المصير
، وتغيير أولويات اللاجئين بعد طردهم من بيوتهم ،وفقدان اللاجئين بالفصائل الفلسطينية ،
والاهم البحث عن جواز سفر يحميهم خلال تنقلهم بالمطارات العربية ، في الوقت الذي ينتابهم

الخوف من الاعتقال وانسداد الافق والملاحقة ، والاخطر من ذلك كله تشتت العائلات
الفلسطينية من سورية في العديد من دول العالم وصعوبة تجميعها من جديد .
أشار الباحث احمد الباش إلى وجود عشرة مخيمات تديرها الاونروا في سوريا ، منها ستة
مخيمات تمً إنشاؤها بعد نكبة عام 1948، في حين أنشئت المخيمات الست الأخرى بعد نكسة
حزيران /يونيو 1967، وفي هذا السياق لايعتبر مخيم اليرموك من المخيمات المذكورة رغم
انتشار خدمات الاونروا من صحة وتعليم فيه بكثافة ، فهو يتبع لوزارة الادارة المحلية
السورية عبر خدمات تقدمها بلدية اليرموك الموجودة في شارع فلسطين وسط المخيم .
ومن الأهمية بمكان الإشارة أن سورية استقبلت (85) لاجئ فلسطيني إثر نكبة عام 1948 ،
(60) في المائة تركزوا في العاصمة السورية دمشق والمخيمات القائمة هناك ، نظراً لان
العاصمة تعتبر مركز جذب اقتصادي بالدرجة الأولى . وصل مجموع اللاجئين الفلسطينيين في
سورية خلال عام 2012 إلى (535) ألف لاجئ فلسطيني ، إضافة ل(65) نازح فلسطيني من
الضفة والقطاع . وحتى العام المذكور كانت المخيمات الفلسطينية تستأثر على (40) في
المائة من إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين ، وإذا أضفنا عدد اللاجئين في اليرموك والبالغ
آنذاك (151) ألف فلسطيني ، فإن المخيمات كانت تستحوذ على نحو(60) في المائة من عدد
اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ، الذين تنحدر غالبيتهم من مدن وقرى الجليل والساحل
الفلسطيني .
تكمن أهمية موسوعة المخيمات الفلسطينية التي صدر الجزء الأول منها قبل ايام في مدينة
مالمو السويدية وغطى تطور المخيمات الفلسطينية في سورية، في أنها تتصدى لأهم قضية
ألا وهي قضية اللاجئين الفلسطينيين ، وتتعزز تلك الأهمية عندما يقوم بعملية البحث والتوثيق
، باحث له باع وتجربة طويلة كالباحث أحمد الباش معد هذا البحث الذي قمنا بمراجعته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟