الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(3 أ).. المشروع التركي العثماني؟!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2019 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ثانياً: تـــركــيــا والمشروع التركـــــــــــــــــــي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:

تـــقـــديـــم :
ويهمنا أن نؤكد منذ البداية على أن :
لا يجب النظر إلى المشروعين التركي والإيراني بنفس المنظار والحكم عليهما بنفس المعيار ، الذي ينظر ويحكم به على المشروع الصهيوني ، لأن المشروع الصهيوني معروف ومعلن ووقائعه واخطاره مجسدة على الأرض العربية ، وهو في حالة زحف دائم ويومي باتجاه العرب وأرضهم وقيمهم ، ويمثل تهديداً مباشراً للوجود العربي برمته!

أما المشروعين التركي والإيراني فلا شيء مؤكد بشأنهما ، ولا شيء رسمي من الدولتين والجارتين المسلمتين بخصوصهما ، إلا من بعض أقوال وتصريحات لأفراد رسميين وغير رسميين من الدولتين تصب في خانتهما ، ويدخل مع هذه الأقوال والتصريحات ما سنرصده نحن بشأنهما ، أو نراه أو نتصوره عن بعض ملامح هذه المشاريع أو امتداداتهما الفعلية إلى داخل الأرض العربية!.
ومع هذا سنحاول أن نرصد ونسجل ونعتمد (الوثائق والنصوص والأقوال الرسمية المتعلقة بهذين المشروعين ، الصادرة عن جهات رسمية) دون الالتفات ـ بنفس القدر ـ إلى كل ما نراه ونسمعه عنهما من جهات معادية للدولتين ، في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ولدوافع متنوعة ، وصادرة في غالبيتها عن جذور طائفية عند أصحابها!

ومهما كانت نتائج بحثنا هذا عن المشروعين ـ حتى وإن تأكد وجودهما ـ يبقى الأتراك والإيرانيون ـ كما أسلفنا في(ج1) ـ (خصوم وليسوا أعداء تاريخيين لنا) .. بحكم عدة اعتبارات :
o أولها : أننا وإياهم جميعنا مسلمون وتجمعنا معهم عقيدة دينية واحدة!
o وثانيهما : يجمعنا وإياهم تاريخ واحد وحضارة مشتركة!
o وثالثهما : يجمعنا وإياهم مصير واحد مشترك وحتى مصالح مشتركة تتأكد يوماً بعد يوم بحكم الجوار الجغرافي!
o ورابعهما وأهمهما :
أن العرب والأتراك والإيرانيون هم أكبر ثلاث أمم إسلامية ، وهي الأمم التي قام على أكتافها التاريخ والحضارة الإسلامية ، وهناك جهات دولية وإقليمية عديدة تعمل على إحداث الوقيعة بين هذه الأمم الإسلامية الثلاث!
*****
لكن.. ورغم كل هذه المشتركات التي تجمع هذه الأمم الإسلامية الثلاث ، يبقى هناك ما يجمعنا نحن العرب معهم أو يفرقنا عنهم .. عدة قضايا أهمها:
مدى قرب أو بعد كل من الدولتين من القضايا العربية ، تأييدا ومساندة أو معاداة ومعاندة لها ، أو وقوفاً منها على الحياد: ولهذا سيكون لكل من الدولتين معياراً يختلف عن معيار الدولة الأخرى ، في مواقف الدولتين من القضايا التالية :
o القضية الفلسطينية : باعتبارها (البوصلة) التي تشكل المصير والوجود العربي برمته؟
o الموقف من الكيان الصهيوني : اعترافاً بــــه أو معاداة لـــــه؟
o المقاومة العربية : هل هي حالة مشروعة أو هي "مجموعة أعمال إرهابية" في نظر الدولتين ، وكما يصفها بعض العرب؟
o الاستقلالية والتبعية : مدى استقلالية القرار الوطني لكل من الدولتين ، ومدى ارتباطه بالمشاريع الدولية؟
o الإيديولوجيا والعقيدة الوطنية : لكل من الدولتين التركية والإيرانية ، وهل هي عقيدة توسعية أم أنها محددة بحدودهما الدولية الحالية؟
o الرقعة الجغرافية التاريخية للدولتين العثمانية والصفوية : ومدى شمول اطماعها للوطن العربي كلياً أو جزئياً؟
*****

ثانياً: تـــركــيــا والمشروع التركـــــــــــــــــــي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
ربما يكون المشروع التركي أخطر على العرب من المشروع الإيراني لأسباب كثيرة ، تأتي في طليعتها طبيعة الشعب التركي التي تمتاز بالتعصب للقومية التركية حد المغالاة . وهذا التعصب متأتي من كون الأتراك قد أقاموا باسم الدين الإسلامي إمبراطورية كبرى ، شملت معظم بلدان الوطن العربي وأجزاء واسعة من آسيا وأوربا ، وأن حلاوة هذه الإمبراطورية التركية الكبرى لا زالت في فم الأتراك يتذوقونها في مساءاتهم وصباحاتهم ، فلم يمضي بعد قرن واحد على سقوطها ، ولهذا هم يحنون إلى إمبراطوريتهم العتيدة تلك ويتحرقون شوقاً لإعادتها وإعادة أمجادها ، بعد تلك الهزيمة المخزية في الحرب العالمية الأولى!!
ولأن الشعوب تتعلق دائماً ـ كتعلقنا نحن العرب مثلاً بتاريخنا الإسلامي ـ بالعنصر الروحي أو المادي الذي رفعها في الماضي عن واقعها السيء الذي كانت تعيشه قبله ، وشكل لها قطعة كبيرة ووجهاً مشرقاً من تاريخها ، ولهذا تتمسك الشعوب دائماً بذلك العنصر الانقاذي ، وتحاول أن تعيد تجربتها المشرقة السابقة بذلك العنصر نفسه!!

ومعروف أن الأتراك قبل هجرتهم إلى منطقة الشرق الأوسط واستيطانهم هضبة الأناضول ، كانوا عبارة عن قبائل وعشائر بدوية مغولية بدائية ليس لها نصيب من الحضارة.. وقد هربت من بطش جنكيزخان في بداية القرن الثالث عشر الميلادي واستوطنت هضبة الأناضول ، وتوسعت منها ومن خلالها إلى ما حولها من أرضين وبلدان كثيرة ، وأقامت على أديمها إمبراطوريتها العظمى تلك ، وكان الإسلام هو (العنصر الحاسم) في تحويل الأتراك من بدو بدائيين أجلاف ، إلى شعب متحضر ودولة كبرى وامبراطورية عظمى مترامية الاطراف!!

ولهذا فأن الأتراك ـ رغم القشر الغربية الكمالية البادية على سطح حياتهم ـ استمروا بالتمسك بالإسلام ، واعتبروه منقذهم الوحيد ، وبه وحده يمكن أن يعيدوا أمجادهم الإمبراطورية!
ولما جاء (رجب طيب أردوغان) وحزبه "العدالة والتنمية" ذو الخلفية الإسلامية إلى السلطة ، دقوا على هذا الوتر الحساس عند الأتراك بقوة ، وحملوا إليه خطاباً و (رؤية اسلاموية مشبعة بروح عثماني) ، وحققوا له نجاحات اقتصادية وسياسية مشهودة ، ولهذا تجاوب وتفاعل معظم الشعب التركي تقريباً مع هذا الخطاب إلى أبعد الحدود التفاعل!
ولأن أردوغان قد أثبت لشعبه بأنه ليس (فم للكلام فقط) ينطق بكلمات ـ كمعظم الحكام العرب ـ ثم ينساها أو يعمل بنقيضها فيما بعد ، إنما هو يفعل ما يقول ويقول ما يفعل!!
*****
وإذا كانت (الــعـــثـــمــانــيــــة) روحاً تشبع بها الأتراك وحلماً حلموا بها طويلاً ، فإن أردوغان قد بعثها من مرقدها ، وجعلها حقيقة يعيشها الأتراك اليوم في واقعهم ، ومجسدة فعلاَ على بعض أراضٍ عربية!!
وذلك بعد احتلاله أردوغان لأراض سورية وعراقية لحد الآن ، على أمل أن تأتـــــــــــي أو تعاد بعد ذلك بقية أراضي الإمبراطورية العثمانية السابقة تباعاً!
ولأن من المستحيل أن تكون أوربا أو آسيا الوسطى هي البداية للبعث العثماني ، لأن هئولاء أقوياء وتحميهم قوى دولية كبرى ، لا قبل للأتراك بمواجهتهم وتنفيذ أحلامهم الإمبراطورية على أراضيهم.. وعليه: فإن (المجال الحيوي الوحيد) المفتوح أمام احلامهم الإمبراطورية ، هم العرب والأرض والبلدان العربية!!
لأن العرب اليوم ـ بفضل حكمة حكامهم ـ ضعاف وممزقون "شر ممزق" ويمرون بأسوأ لحظات وجودهم!
فمعظم حكوماتهم توابع لقوى دولية أو إقليمية ، ويشكلون اليوم ـ أضعف مخلوقات الأرض ـ والمجال الحيوي الوحيد المفتوح دون عوائق ، لجيرانهم ولجميع القوى الدولية والإقليمية الطامحة والطامعة بأرضهم وثرواتهم ، وللأتراك منهم بصورة خاصة!!
لقد اقتنع أردوغان وحزبه ومناصروه ـ حسب ما تقول به الأحداث ـ أن اللحظة التاريخية التي يمر بها العرب اليوم هي اللحظة التاريخية المناسبة ، التي يمكنهم من خلالها إعادة الحياة في أوصال إمبراطوريتهم العثمانية العتيدة!
ولهذا ساهمت تركيا ـ ولا زالت تساهم بقوة ـ بجميع الأحداث التي تزيد في التمزق والضعف العربي وتجيره لصالح البعث العثماني ، مستغلة لهذا الغرض قوى الظلام الاسلاموي وإرهابيو القاعدة وداعش والنصرة والحزب التركمانستاني وآخرين كثيرين غيرهم ، مقدمة لهم جميع أشكال الدعم المالي والتسليحي واللوجستي والإقامة الوقتية أو الدائمة في تركيا ، والعبور منها وإليها لكل من العراق أو سورية ، ولا زالت تقدمها لهم بأشكال متنوعة!
فتركيا هي وحدها التي تطيل بعمر إرهابي سورية اليوم ، بتنصلها أو تميعها لجميع الاتفاقات مع روسيا وإيران بشأن الإرهابيين حفاظاً على مواطئ أقدامها في سورية ، ومحاولة جعلها ساحة مفتوحة لها ولمخابراتها وجعلها منطلقاً لمشروعها العثماني إلى باقي الأقطار العربية!!
*****
علامات على طريق البعث الامبراطوري العثماني :
إن العلامات الدالة على محاولا أردوغان وحزبه وقطاع عريض من الشعب التركي ، على بعث الروح العثماني وإحياء الامبراطورية العثمانية كثيرة ومتعددة ، نختار منها أهمها :
أولها : ..............................(يـــتـــبـــع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و