الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوسلو كان المخدة الحريرية التى اعتمد عليها الإحتلال

محمود الشيخ

2019 / 10 / 1
القضية الفلسطينية



منذ 2005 لم يمارس شعبنا حقه في انتخاب ممثّليه ، ومن حقه عدم سلب حقوقه ، ومع ذلك تستمر سياسة سلب هذا الحق ، ثم إنّ إجراء الانتخابات قد تقود إلى إنهاء الانقسام ووضع حد له ، ثم تؤدي إلى اعتماد سياسة كفاحيّة تساهم في وحدة الصف الوطني ، لهذا يجب أن نخطوها بِعَزم ثابت ودون تردّد ، فاسلوا لعب دوراً في ضرب مشروعنا الوطني ، أعتقد أنّ اوسلو في درجة اضراره للقضيّة عالية لا يقل عن اضرار أيلول الأسْوَد سنة 1970 فهو أَسْود الأيلولين أيلول 1970 وأيلول 1993
لأنّه مهد الطريق لسيطرة اسرائيل على الضفة الغربية ، وتقزيم المشروع الوطني الفلسطيني ، وزاد عدد المستوطنات والمستوطنين في البلاد ، إذْ ارتفع عدد المستوطنات إلى ( 244 ) مستوطنةوزاد عدد المستوطنين من ( 140) ألف مستوطن إلى أكثر من (800) ألف مستوطن غير البُؤر الاستيطانية المُقامة في البلاد والبالغ عددها ما يقرب ( 200) بؤرة ، ثم خَلَق انقسامات في الصف الوطني ، وتبدّلَتْ المفاهيم الوطنيّة ، وأسقطتْ القيادة كافة أسلحة الضغط على الاحتلال ، كالمقاومة الشعبيّة ، واعتمدت على حُسن نوايا الاحتلال ، واعتقدَتْ أنّ الوسيط بينهما في التفاوض نزيهاً ولديه أخلاق انسانية ، يسعى إلى وضع حد للاحتلال ، ويدافع عن حرية الشعوب ، وضد أي شكل من أشكال الاحتلال ، هكذا اعتقدَتْ القيادة التى تفاوض ، وهي غير عابئة برأي شعبها وقوّاه السياسية فأغرَقتْ شعبنا في أوهام سياسية ، لعِبَتْ دوراً في تبديل المفاهيم وانتشار ثقافة اوسلو التى أحبطَتْ شعبنا وأبعدَتْه عن كافة القوى السياسية ، واعتبرتها كاذبة ، ولا تسعى لأي هدف غير مصالحها الفُؤيّة ، ومخصّصات تنظيماتها ، وغدَتْ شعاراتها غير قابلة للتصديق ودعواتها لأي فعالية غير مستجابة ، بل غدَتْ الحراكات الشبابيّة والنسائيّة أقرب للناس ولأهدافها السياسية والاجتماعية ، تتفاعل معها الجماهير وتسمع لها ، وتشكو وجعها لهذه الحراكات ، زيادة على ذلك أصبحتْ السلطة بديلاً عن (م.ت.ف) وبذلك تراجع دورها بل لم يعد لها دور على الساحة بفعل دور القيادة السياسية من جهة ، وفشل القوى السياسية الأخرى التى تدّعي أنها موجودة على الساحة الفلسطينية ولا يتعدّى وجودها وجوداً شكيلاً ، دورها كسيح بل أحياناً تهاب من طرح رأيها خوفاً من العقاب ، ثمّ إنّ الاتفاق لعب دوراً في الانقسام ليس سياسياً فحسب ، بل أدّى إلى انقسام جغرافي ، ونشأ بعد نشأة السلطه فئة بيرقراطية من الداخل والخارج لها مصالح لا يمكنها قبول أي تصادم مع الاحتلال مهما كانت درجة أضرار السياسة الاسرائيلية وتعسّفها في البلاد ، همّها مصالحها ، ودفاعها عن سياسة التفاوض التى تعتمدها القيادة ومتمسّكة فيها رغم كافة الأضرار التى لحقتْ بالشعب الفلسطيني ، تصفّق هذه الفئة للقيادة بل تدعمها وتقف في وجه من يعارضها بل تصرعلى تمسّكها بها مهما كان رأي الشعب الفلسطيني وقواه السياسية الراكدة .
لقد تعطّلتْ مؤسسات الشعب الفلسطيني بفعل قرار القيادة،كردة فعل على الإنقسام، ولم يعد هناك مؤسسات تشريعية لها الحق في القبول والاعتراض والتقييم والمراجعة وسنّ القوانين ، اليوم الرئيس والمؤسسات التشريعية ومنظمة التحرير وكافة المؤسسات بيد الرئيس يعني الرئيس هو كل شيء ، هذه الفردية لعبتْ دوراً في تعميم سياسة أنا ( الملك ) زاد هذا من استخفاف القيادة ليس بالقوى السياسية وبالشعب الفلسطيني برمّته ، والغريب أنّ شعبنا المحبط من سياسة القيادة وسياسات كافة القوى صامت لكن إلى متى سيستمر في صمته ، ومتى سينفجر ، في وجه الجميع وجه الاحتلال ووجه كافة القوى السياسية التى لم تحسب أي حساب للشعب الفلسطيني صانع الانتفاضة الأولى التى دمر اتفاق اوسلو نتائجها.
لقد عطّلتْ القيادة المجلس التشريعي ، وأبقتْ على صرف رواتب أعضائه ومخصصاتهم ، وفي الأمم المتحدة صرّحتْ أنها ستدعو إلى انتخابات عامة ، والعامة لم يحددها ، ثم هل سيعطّل اجراؤها عقبات مصطنعة ، بهدف تعطيلها ، هناك طرفين هما الذين بيدهما التعطيل أو انجاح الانتخابات ، فهل هم صادقون في الدعوة لإجراء الانتخابات ، لكن أجزم أنّ شعبنا سيتحرك يوماً ولن يسكت رغم مراهنة هؤلاء على استمرار سكوت شعبنا عن سياساتهم التى أدّت إلى بسط سيطرة الاحتلال على البلاد .
أعتقد أنّ الدعوة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية أولاً ثم الوطني ثانياً يجب تبنّيها من كافة القوى والحراكات لأنها الطريق لإنهاء الانقسام من جهة ، ولوضع نهج سياسي مُتّفق على استراتيجيته تعتمد المقاومة الشعبية أسلوباً للوصول إلى حقوقنا وليس المفاوضات العبثية المعتمدة من القيادة السياسية ، إن السياسة الفلسطينية المعتمدة ساهمت في منح الاحتلال فرصة ذهبية لبسْط سيطرته وتمدّده في البلاد لأنها المخدة الحريرية التى ركن إليها سياسة اسرائيل في كافة سياساتهم وجاء وضوح الموقف الأمريكي اعتماداً على رخاوة الموقف الفلسطيني ، فلو كان الموقف صلب وواضح ويعتمد على شكل من أشكال المقاومة ، لتغيرت سياسات ومواقف لكن هيهات تقنعهم بذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم