الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب غريزة الحرية 1

ندى أسامة ملكاني

2019 / 10 / 1
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


مؤلف الكتاب هو نعوم تشومسكي، صادر في عام 2017، الطبعة الأولى؛ عدد صفحاته 198
نعوم تشومسكي قبل أن يكون ناقدا ومؤرخا وناشطا سياسيا هو أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكي وعالم بالمنطق والإدراك.
يتضمن الكتاب 8 مقالات مختارة تنفد وتقدم تصورا واضحا للسياسة الأمريكية والتطرف السياسي. أما عن سبب تسمية الكتاب باسم غريزة الحرية فهو بعد أن دون المؤلف الجملة التالية: " إذا افترضت أن ليس هناك أمل، فأنت تضمن أنه لن يكون هناك أمل. إذا افترضت أن هناك غريزة للحرية ، وأن هناك فرصا لتغيير الأشياء إذن فهناك إمكانية أن بمقدورك المساهمة لجعل العالم أفضل" .
وتشتمل المقالات الثمانية على مواضيع في نظرية المعرفة وأسس العلم والعقلانية ودور المثقف والعلاقة بين العمل الفلسفي والنشاط السياسي والطبيعة البشرية والفوضوية والرابط بين كل هذه المواضيع هو موضوع الحرية.
وفي الطبيعة الإنسانية ، كواحدة من المقالات التي تظهر لنا كفصل قائم بذاته في الكتاب، يتحدث تشومسكي عن الحرية كأصل إنساني، يحاول المؤلف من خلال منهج فكري توليدي أن يكشف عن طبيعة الحرية الإنسانية كبنية مركونة في اللغة ، بتعبير آخر وأكثر وضوحا، يتمكن الفرد من خلال اللغة أن يولد حالات لا حصر لها من التعبير عن المشاعر والأحاسيس والأفكار وأدق التفاصيل بل فرض هوية خاصة أيضا، وذلك لأن اللغة مؤسسة على مجموعة محدودة من القواعد التي تمكن الإنسان من القيام بهذا النشاط الإدراكي والإنساني بكل فروعه.
وفي مقال " عن المساواة والفوضوية" يساجل المؤلف حول بعض الأفكار الخلافية التي تميز بها المجتمع الحداثي او جادل عنها " المساواة في الحقوق والمساواة في الظروف والمساواة في الفروق البيولوجية" ...
تقر الرأسمالية كما يؤكد الباحث المساواة في الحقوق، ولاشك أن هذا الكلام منطقي على اعتبار أن الرأسمالية متفرعة عن الفلسفة الليبرالية بفكرها العام، لكنها في آن معا لا تهيىء المساواة في الظروف، بما يجعل المساواة في الحقوق خالية من اي معنى بالنسبة للحياة العملية للإنسان في مجتمعه. وينتقض المؤلف وبسخرية ولع بعض البحوث الجامعية بإثبات فوارق الذكاء والقدرات بين البشر وفق الأعراق أو الثقافات او غيرها من الظروف والعوامل الخارجية، فيرى نعوم تشومسكي أن هذه الأبحاث ليست إلا وسيلة تهدف لتشكيل قاعدة تنظيرية وأداة تبريرية لاستغلال الشعوب تبعا لتلك التقسيمات النمطية.
ذلك يقضي بطبيعة الحال إلى تعزيز بنية التسلط والعنصرية في المجتمع والعقل.
في مقالة " ضد العقل" يهاجم الباحث بمزاج لاذع بعض البحوث حول العقلانية والعلم المنشورة عام 1995، حيث نلاحظ في نقده تعجبا مما تجمع حوله تلك الدراسات من هجوم على العقل والعلم مبشرة بنهاية مشروع التنوير، صحيح ان العالم في عصر مابعد الحداثة والعقلانية في مرحلة النقد إلا أن تشومسكي يرى أن نعي مشروع التنوير رسالة تبهج قلوب من هم في السلطة فيحتكرون العقل لمصلحتهم الخاصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟