الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المندسون

اسماعيل شاكر الرفاعي

2019 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


المندسون

في مقال سابق ، أطلقت صفة العميان على حكومة عبد المهدي لانها فشلت في ان تتعامل مع قصف الطائرات المسيرة بالمنطق العلمي والتقني : فتبني رادارات او صواريخ رادعة لمثل هذا النوع من العدوان الخارجي ، واكتفت بالطلب من المعممين والمكشدين القيام بالدعاء الجماعي في الجوامع والحسينيات : عسى ان يرزق الله حكومة عبد المهدي برادار عسكري يكشف لهم عن المخبوء في سواد الليل ، ويدلهم على الدولة التي أرسلت مراراً وتكراراً طاءراتها المسيرة وقصفت مخازن أسلحة عسكرية في بغداد وتكريت والرمادي وأماكن أخرى .
حكومتان فشلتا في روءية الغزاة : الأولى كان يقودها نوري المالكي عام 2014 التي قصرت عن روية الغزاة الأرضيين ، وسلمت- من غير قتال - ثلثا تراب العراق للإرهاب الداعشي ، والثانية هي حكومة عبد المهدي التي قصرت عن روءية الغزاة من الجو : فتساوت الحكومتان من حيث قصور روءيتهما عن روءية الغزاة . وقصور الروءية هنا لا يعني القصور البيولوجي ، وإنما يعني القصور في المعرفة والإدراك ، الناتج عن قصور المنهج الذي تسترشد به الأحزاب الإسلامية : منهج الدعاء .
ومنهج الدعاء هو الذي لا يكلف الخزينة مالاً . انه المنهج الذي حدد معالمه الحديث القدسي القاءل : " عبدي أطعني تصبح يدي التي ابطش بها ....... تقل للشيء كن فيكون " ، ولذا فبإمكانك ان تتخيل ما تريد وتتكفل قوى الغيب في تحقيق أمنيتك بثانية لا اكثر .
لكن منهج الدعاء واسترحام قوى الغيب : فشل على مدى 15 عاماً علها في حمل قوى الغيب على النظر لحكومة عبد المهدي ، وللبلاد التي مزقتها الأحزاب الإسلامية والميليشيات ، بعين العطف فتشملها برحمتها الواسعة ، وتمنحها بإعجاز سماوي قوة تكنولوجية وصاروخية لا تقارن بإنجازات البشر الفانين .

روءية المندسين

فكيف تمكنت حكومة عبد المهدي الضريرة من روءية مندسين في المظاهرات ؟
مندس : مفردة ذات حمولة تآمرية ، تطلق على احتجاجات المواطنين ومظاهراتهم من اجل الخبز والكرامة والخدمات ، وهي مفردة تستبق زخات الرصاص الحي الذي ستطلقه الدكتاتوريات على المتظاهرين . فهي إذاً مفردة : ادانة ، تدل بوضوح على الجناة ومرتكبي المجازر البشرية الذين يجب ان يساقوا الى المحاكم ( محاكم الشعب الثورية ) بعيداً عن هيمنة الفقهاء والميليشيات والأحزاب الإسلامية .
وألحق ان هذا الوصف ليس ماركة عراقية صرفة ، إنما سمعته في الأشهر الأخيرة ينبعث كخوار بقرة من حكومات الجزاءر والسودان : تلك التي حسمت فيها الجماهير امرها على الإطاحة بأنظمتها الاستبدادية ، فإذا ما سمعت وصف المندسين تأكد ان الحكومة في مأزق شديد وأنها بصدد تصفية المظاهرات بالرصاص الحي : كما حدث قبل أسابيع في السودان ، وكما حدث اليوم في العراق ..

لويزيانا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن