الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية

محمد ارمين كربيت

2019 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


توطئة ...
تحدد عملية تشكيل الائتلافات الحكومية في اسرائيل عدة معايير لعل أهمها : المسافة الايديولوجية والمصلحية التي تفصل بين الاحزاب السياسية، والحجم النسبي للحزب القائد (ذو الاغلبية الواضحة) للائتلاف وبين الاحزاب الاخرى، حيث ان لتلك المعايير أهمية في التفاوض وفي قابلية وامكانية اجرائها.
اضف الى ان الائتلافات الحكومية تهتم بالحسابات الاستراتيجية المبنية على حسابات الكلفة والمكيب او المنفعة من جراء الائتلاف من عدمه، لذا نجد هنا ان للحزاب ذات التوجه الديني دور محوري في تشكيل الائتلافات الحكومية؛ نظرا لكلفتها الاقل من غيرها حيث تعد اكثر مرونة في قضايا السياسة الخارجية والاقتصادية، مع اعطائهم وزارات يمارسون عبرها سياساتهم الدينية بشكل مؤسسي كوزارة الداخلية ووزارة التعليم ...الخ.
في هذه المقالة سنتناول الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة حيث اصبح الحديث يدور عن تشكيل حكومة وحدة وطنية لذا اصبح من الضروري التطرق الى تشكيل حكومات الوحدة الوطنية ومدى نجاحها من عدمه.
تجري الانتخابات هذه السنة للمرة الثانية اذ جرت في 17/9/2019 تنافست فيها 32 قائمة انتخابية على 120 مقعدا في الكنيست ، جاءت هذه الانتخابات بعد اقل من خمسة اشهر اذ سبقتها انتخابات للكنيست في 9/4/2019، جرت هذه الانتخابات بعد فشل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو (زعيم حزب الليكود) في تشكيل الحكومة برئاسته نتيجة لتعثر المفاوضات بينه وبين حزب اسرائيل بيتنا برئاسة افيغدور ليبرمان (يمثل حزب اسرائيل بيتنا اغلبية اليهود القادمين من روسيا)، ويمثل هذا الصراع بين شقي اليمين المتشدد الديني واليمين العلماني وهو احد مسارات التصدع في البنية السياسية الاسرائيلية (سيتم التطرق للتصدعات الاجتماعية والسياسية في مقالة مفصلة اخرى)
سمحت اعادة الانتخابات فرصة للاحزاب السياسية لاعادة حسابتها بشأن تحالفاتها لتشكيل الحكومة. اضف الى ذلك فقد تميزت الانتخابات هذه المة بحالة استقطاب شديدة خاصة مع توزع الاحزاب السياسية الى مجموعات ايديولوجية لتمثيل المجتمع اليهودي المتنوع اثنيا ودينيا فضلا عن التنوع القومي في اسرائيل بين اليهود والعرب والاخير بات يشكل خطرا ديمغرافيا بالنسبة للاغلبية اليهودية لكن المفارقة في هذه الاجواء الانتخابية كان للعرب وضعا باهت وثانوي .
من جديد تبرز قضايا التهديد للامن الاسرائيلي في الانتخابات للتعبئة والتحشيد لاجل اثارة مشاعر الجمهور وكسبهم وتمثل ذلك بشكل رئيس من قبل تحالف ازرق ابيض، الذي اراد تسويق نفسه على انه القادر على مواجهة التهديدات التي تواجه اسرائيل، فضلا عن طروحات نتنياهو بضم اراضي جديدة تحت السيادة والاعتراف (تعهد في حال فوزه بالانتخابات بضم غور الاردن وشمال البحر الميت)، كحال القدس متوجها هذه المرة الى مناطق جديدة سعيا منه لكسب اصوات الناخب الاسرائيلي.
نتائج انتخابات ايلول: حصل تحالف ازرق ابيض الذي يتزعمه رئيس الاركان السابق بيني غانتز على 33 مقعدا وبذلك يمتلك اكبر حصة مقارنة باقرانه، لكن يبقى هذا التحالف اقل من 61 مقعد المطلوبة لتشكيل الحكومة، وحصل الليكود على 32 مقعدا وتحال القائمة المشتركة ذات الاغلبية العربية على 13 مقعد وحزب شاس على 9 مقاعد ويهودية التوراة على 7 مقاعد، وحصل حزب اسرائيل بيتنا على 8 مقاعد ، وحزب يمينا على 7 مقاعد وحزب العمل – غيشر على 6 مقاعد وتحالف ميرتس بقيادة ايهود براك على 5 مقاعد.
تشكيل حكومة الوحدة الوطنية
تاريخيا قامت حكومات الوحدة الوطنية في اسرائيل في فترات مختلفة، منها في عام 1967 اثر اجتياح اسرائيل الدول العربية؛ بدافع بـ (مواجهة الخطر الخارجي)، قامت اول حكومة وحدة وطنية شملت حزب العمل(الحزب الحاكم)، ومعارضيه التقليدين من تكتل جاحال الذي جمع في حينه بين حزبي حيروت والليبراليين.
أما حكومات الوحدة الوطنية التي قامت بين حزب الليكود وحزب العمل بين عامي 1980 و1990، فقد كانت بسبب صعوبة انفراد احد الحزبين بتشكيل الحكومة ومن الجدير بالذكر كان هناك تقارب بين الحزبين في مسائل تخص الامن والاقتصاد، اما المشاكل التي واجهتهما هي الاحزاب الدينية، الموقف من عملية السلام، والتعامل مع الاراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
اما حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت في عام 2001 بين حزبي الليكود والعمل فقد قامت بدافع الوقوف بوجه ما سموه بـ (الارهاب الفلسطيني) والتي عكست بوضوح توجه الثقافة الاسرائيلية نحو اليمين، فضلا عن انها كانت تحاول الغاء لاي دور سياسي للنواب العرب داخل الكنيست ونزع الشرعية عن اي حكومة تتشكل بدعهم.
اخيرا يمكن القول ان المساعي الحالية لتشكيل حكومة وحدة قد لا يكتب لها النجاح بسبب الاختلافات بين المعسكرين حول قضايا تخص السياسات الداخلية والاختلافات والتصدعات الاجتماعية والاثنية بين التكتلين فضلا عن اختلاف ايديولوجياتهم من حيث الاتجاه القومي او الديني سيفاردي او اشكنازي يهودي روسي او غيره كل ذلك يقلي بظلال من الشك حول القدرة على الاستمرار بتشكيل حكومة الوحدة وفق النتائج التي فروتها الانتخابات هذا فضلا عن قضايا فساد تلاحق المكلف بتشكيل الحكومة نتنياهو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و