الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بن لادن وهيفا

عادل مرزوق الجمري

2006 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ما بين "بن لادن" وأبطال "تورا بورا" من جهة، وبين "هيفا" وجميلات بيروت من جهة أخرى قاسم مشترك، فكلاهما "خطر" و"تهديد" على شباب مجتمعاتنا العربية، وفي واقع الحال، يعيش الشاب العربي بين مطرقة "الموت" في سيارة مفخخة، وبين الإحتباس الإضطراري أمام القنوات الغنائية، على ان توصيف تلك المنطقة الفاصلة بين مدافع "بن لادن" وكليبات "هيفا" لازالت عصية على الإستنباط.
نحن في هذا العالم "ندفع ثلاثة مليارات دولار مقابل النظر لصور النساء العاريات"؟، وننفق ما يقارب الثمانية مليارات دولار قيمة لاشتراكات المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، والتي وصلت عدد صفحاتها إلى 650 مليون صفحة حسب إحصاء عام 1998، فيما يتوقع خبراء الشركات العملاقة العاملة في مجال الاتصالات وتقديرات وزارة التجارة الأميركية أن يكون عدد هذه الصفحات قد وصل إلى أكثر من "6 مليارات" صفحة في منتصف العام الجاري؟.
أمام هذا الإقتصاد الإباحي والترويحي الضخم، والمرتكز حتى الآن في "الغرب"، لا مجال هنا في "الشرق" للإحتجاج على "نانسي"، أو "إليسا"، أو حتى فتاة الغنج "هيفا"، ومن جهة أخرى، لابد أن لا "نستخف" بتلك الإشكالية التاريخية، عبر تكرار تلك الوصاية التي يفرضها كل جيل على الجيل الذي يليه، والتي أصبحت قصة "مملة".
قد تفهم تلك الأسطر على أنها محاولة دفاع "غبية" عن نانسي ورفيقاتها، إلا أن حقيقة المبيعات المليونية، وحقوق البث لأغاني هذه التوليفة هي أكبر من أن تتعرض للإهتزاز سواء كتب عنها "عادل مرزوق" أو حتى "هيكل".
لهذا الجيل طموحاته، وثقافته، وما يتلاءم مع إحتياجاته، ولابد من أن نعطي هذا الجيل حقه في إستماع ومشاهدة ما يريد، ليست "هيفا" ظاهرة بقدر ما هي "حقيقة" جيل. بعض الزملاء الإعلاميين في الآونة الأخيرة هاجموا بشدة موضة "الواوا" لـ "هيفا"، وتفشيها في المجتمع، وهذا ليس بالأمر المستغرب على أي حال، إلا أن الملاحظة الأدق، هي أن أكثر هذه العداوات والنقودات "نسائيةَ"، فلم ألحظ نقدا "ذكورياً" لهيفا ورفيقاتها البيروتيات!!.
كالعادة، ترتكز أكثر النقودات على "فخ" المهمات الرسولية في إصلاح الوضع العربي، وحمايته من الإنزلاق نحو الإبتذالات الفنية والأخلاقية، هذه الدعوات تشابه إلى حد ما تلك التي تنشر تجاه الفكر التكفيري في تورا بورا، فالنقودات الأخلاقية والتربوية التي أظهرت نجاعتها في القضاء على ظاهرة "بن لادن" هي نفسها من ستقف بالمرصاد أمام تعري "هيفا" وغنج "إليسا"، وفي جزئية المعالجة لخطر "بن لادن" و"هيفا" نقطة تشابه أخرى تستحق "التأمل"!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات