الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدب المرأة ..بين اليمين واليسار

كريم عرفان

2019 / 10 / 2
الادب والفن


الذى ينظر إلى أدب المرأة سيلحظ وجود عالمين مختلفين ..لكل منهما قوانينه وأساليبه وقيمه الأدبية ؛ وتكتب الاديبة أوالمبدعة وفقا لآلياته حتى ولو لم يكن ذلك في حسبانها ؛ وذلك ما سيلحظه القارىء المدقق الذى سيرى أن عالم المرأة الادبى يحتوى على تنوع شديد واختلاف بين من يكتبن الأدب ؛ولكننا نرجع ذلك التنوع والإختلاف ونحصره في كيانين مستقلين تماما عن بعضهما ..
العالم الأول أو الكيان الأول نصفه "باليمين الأدبى" و الذى له خصائص معينة وأركان أساسية تجعل منه اتجاها مستقلا وهى أركان وخصائص كثر منها على سبيل المثال .. الإقرار والإعتراف ب ( ثنائية الجنس الأدبى ) فهو اتجاه يعترف بأن المرأة لها حضور خاص ومستقل في عالم الأدب وأن الرجل والمرأة كلاهما يسهم في المجال الأدبى . وأن المرأة لها خصائصها الفيسولوجية والنفسية التي تجعل لها عالما مختلفا ومستقلا تماما في الكتابة والإبداع. كما أن هذا التيار يعتمد التقاليد الاجتماعية والأعراف التي تحيط ببيئته ولا يرى الخروج عليها مطلقا ..بل على العكس يرى أن هذه التقاليد إن طبقت بشكل صحيح فإن ذلك سيحفظ للمراة مكانتها وكرامتها في المجتمع فالمشكلة ليست في التقاليد والقواعد المجتمعية وإنما في عدم تطبيقها بشكل صحيح ؛ لذلك فهو تيار" محافظ "..
فإذا جئنا إلى الجانب الآخر أو الكيان الآخر والذى نطلق عليه "اليسار الأدبى " فإنه في الغالب الأعم يقيم رؤيته على نفى هذه الثنائية التي ذكرناها ( ثنائية الجنس الأدبى ) بشكل "راديكالى" قاطع في بعض الأحيان و أحيانا أخرى بشكل أكثر تخفيفا ..فأنصار هذه الرؤية من المبدعات والكاتبات يرون أن الادب أحادى الجنس يقوم على الإنسان ....فالرجل والمراة كلاهما "إنسان" إذن – فحسب هذا الإتجاه -فلا يحق لنا التصنيف والتمييز أو التفرقة بين أدب رجالى وأدب نسائى .والادب يرصد هذا الشأن الإنسانى .فالإنسان جوهر الأدب ووتقوم أيضا الكاتبة أو المبدعة في الغالب التي تعتنق القيم "اليسارية الأدبية" بتحطيم التقاليد الاجتماعية المعروفة في كتابتها وابداعها لكى تنشىء عالما جديدا خاصا يحيا فيه" الإنسان " بالشكل الذى يراه هذا التيار ويضعه من سلوك وقيم و أفكار يعتنقها؛ فهذا الإتجاه دائم الإنتقاد لأوضاع المجتمع وكذلك للعادات والتقاليد والأعراف التي نشأ عليها ويريد تغييرها ؛ لذلك فهو اتجاه "متحرر" ..
وبالطبع هناك منطقة رمادية وسطى تقع بين هذين العالمين تتحرك فيها المبدعة أو الأديبة جيئة وذهابا ..وهذه المنطقة الشاسعة تحتمل التداخل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال