الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشاعة حب

ياسمين جويلي
كاتبة حرة

(Yassmeen Geweliy)

2019 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إشاعة حب فيلم مصري كوميدي رومانسي تم إنتاجه عام 1960 بطولة عمر الشريف وسعاد حسني ويوسف وهبي
إخراج فطين عبد الوهاب….

قصة الفيلم مأخوذة " عن مسرحية حديث المدينة (The Whole Town s Talking) لجون إمرسون وأنيتا لوس ..

قصة الفيلم تدور أحداث الفيلم حول "حسين" (عمر الشريف) الشاب الخجول المرتبك الغارق في حب ابنة عمه "سميحة" (سعاد حسني) في الوقت الذي لا تعيره هي اهتماما….
وتحب ابن خالتها "لوسي" الشاب الذي يجيد الرقص والغناء…
ولكن عم حسين "عبد القادر النشاشجي" (يوسف وهبي) معجب بشخصيته يبدأ …
.في تحويله ظاهريا إلى شخصية أخرى تستطيع أن تجذب بنته عن طريق رسم خطة ماكرة بأن ينشر إشاعة أن حسين على علاقة بهند رستم الممثلة الشهيرة…..


من هنا نفهم ان الاشاعه يتم صناعتها وبسهوله وحرفية كبيرة وقد
نجحت السوشيال ميديا بامتياز بدون مرتبة الشرف في صناعة بل في اختراع الاشاعة السريعة الانتشار بشكل لا يُصدق….
ففي بضع دقائق بل يضع ثوانٍ تنتشر أشد الإشاعات فتكاً بالعلاقات على كل المستويات….

فهل نلوم صناع السوشيال ميديا أم نلوم مستخدميها وهم صناع الاشاعات الذين و لا شك ساعدتهم كثيراً تقنيات السوشال ميديا في فبركة الاشاعة ….
بشكل لا يمكن معه إلاّ الوقوع في براثنها بإعادة نشرها وتعميمها على القريب والبعيد، ليصبح التكذيب والنفي شغلنا الشاغل طوال اليوم بين مكذب ومصدق….

فهل هي ضريبة العصر الذي نقلنا من حالٍ الى حال..
أم هي ضريبة اختلال الوعي أو نتيجة الوعي المفقود!!

الذي لاشك فيه أننا أمام ظاهرة جديرة بالدراسة والبحث والتشخيص والعلاج الذي يشكل مربط الفرس…
والتحدي الحقيقي الصعب والشرس الذي نواجهه في هذه اللحظة الفارقة التي أصبحنا فيها جميعاً مدمني هذه الاجهزة…
وصارت إلينا أقرب وأهم من الأصدقاء ومن الأهل والأولاد والعائلة.

لن نلعن الاجهزة، ولن نرميها بحجر في محاولةٍ للهروب مما صنعت أيدينا وهي تكتب وتبث…
وتنشر الاشاعات وغيرها مما يثير العواصف والزوابع حتى في علاقات الاسرة الواحدة وبين الاصدقاء

باختصار الذنب ذنبنا والمسئولية مسئوليتنا…
ومن كان منكم بلا جهاز من اجهزة السوشيال ميديا فليرمها بحجر.!!

لا نريد أن نقع فريسة نقد الآخر لننجو بأنفسنا ونخلي مسؤوليتنا عن المساهمة المباشرة في نشر الاشاعة وتعميمها…
فنحن نعيد ثم نعيد ارسالها مع علمنا أنها إشاعة…
و ربما اشاعة... ولن تُعطي أنفسنا مساحة للتفكير والتحسب والتدقيق والتيقن…
المهم هو شعار السبق...الذي صار كل واحدٍ منا يتباهى ويتفاخر ويزهو أنه صاحب الأخبار.

ولا أعتقد ان ادعاء الحكمة بطريقة الوعظ الفوقي سيكون ناجعاً في علاج الظاهرة…
بل ربما فاقم من أخطارها ومن سلبياتها…
وضاعف من انتشارها…
فنحن نحتاج الى أسلوبٍ آخر تماماً يضع الفرد منا أمام حقيقة أخطار وسلبيات الظاهرة..
وأمام مسئوليته التي لا يشعر بها الآن ويستغرق في صنع الاشاعة.

ولأن الاشاعة جزء من الحرب الاعلامية من عقودٍ مضت…
ولأن صناعتها اليوم باتت في متناول الجميع بلا استثناء..
فإنها لن تنتهي في المدى القريب ولكنها حتماً ستنتهى
أو الأدق والأصح، ستتراجع بشكل ملحوظ عندما تفقد نجاحها وتبور تجارتها حين يكتشف الناس من صناعها أن أحداً بات لا يصدقهم.

فمثل هذه الظاهرة تتآكل من الداخل من ذاتها ومن نفسها..
وربما بدأنا نلاحظ الآن أن مستخدمي السوشيال ميديا بدؤوا يشكون و يتشككون فيما يصل إليهم، ويسألون السؤال الكبير...ما مصدرك ،او ماهو مصدر المعلومة، ،وهو الأصح والاضمن ...

هذا السؤال حول مصداقية ما ينشر وما يعمم…
بداية تآكل ظاهرة صناعة الإشاعة في السوشيال ميديا…
لكننا بكل تأكيد لا نملك تحديد تاريخ النهاية الاخيرة..
فلسنا هنا لنقرأ الفنجان..
وإنما لنطرح أسئلة الظاهرة و نحاور بعضنا بعضاً حولها..
وقد بدأت تخضع للشك والريبة في اخبارها…
ما ينذر صناعها بأنهم دخلوا نفق الكذب المكشوف او المشكوك فيما ينشرون وما يعممون..
وكما قيل من زمن بعيد لا يصح إلاّ الصحيح.. أليس كذلك؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة