الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أحد ينكر عظّمة القائد

تقي الوزان

2006 / 5 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


مثلما ظهرت المؤشرات الدالة قبل أجتياح العراق , تظهر اليوم أغلب هذه المؤشرات على السلوك الأمريكي في طريقة تعامله مع ألملف النووي اَلإيراني . ومن هذه المؤشرات , تخصيص أكثر من سبعين مليون دولار أمريكي "معلنة" لدعم الأعلام , والجماعات المناوئة للنظام . كذلك توجيه دعوات الى أغلب ألنخب السياسية الإيرانية المعارضة لغرض تجميعها , وبلورة مشروع برنامج سياسي يتولى وضع خطة طريق لتغيير النظام الحالي . ومن الملفت للنظر تحرك منظمة "فدائي خلق " بهذا الأتجاه , بالرغم من وضعها في قائمة المنظمات الأرهابية من قبل الأمريكان أنفسهم .
ومن العلامات البارزة ايضاً , دعوة الشباب والمعلمين الإيرانيين في الدول الغربية للتدريس في الوحدات العسكرية الأمريكية والأنكليزية للمفردات الفارسية ألأكثر أستعمالاً , وكذلك للعادات والتقاليد ألأجتماعية الإيرانية .
الخطوة الأخيرة ألأوضح بهذا الأتجاه هو إعادة العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا , والتطبيع الكامل معها , وخلال ستة أسابيع فقط .
لقد مضت ثلاثة سنوات على النهج الليبي المتراجع , والذي يسميه الأعلام الغربي ساخراً ب"الطريق الليبي ", الذي أستجاب للمتطلبات الغربية , والأمريكية على وجه الخصوص . المتمثل بالتراجع عن طموحات التسلح النووي , وعن أسلحة الدمار الشامل , وتسليم ما تمتلكه ليبيا من معدات وأسلحة غير تقليدية الى الأمريكان . والألتزام بقطع علاقاتها بالمنظمات "الأرهابية" من وجهة النظر الغربية , وعدم تقديم أي دعم لها . والأعتراف بحادثة سقوط طائرة الركاب في "لوكربي"وتسليم المشتبه بهم ومحاكمتهم , أضافة للتعويضات ألمجزية لضحايا الحادث .
كل هذا "الطريق الليبي " الجديد لغرض تجنيب ليبيا وزعيمها القذافي مصير العراق ومصير صدام حسين . الذي أصبح النموذج الذي تهدد به الولايات المتحدة الأمريكية كل الزعماء العرب وغيرهم ان هم امتنعوا عن السير في فلكها السياسي . إلاان الأمريكان لم يكتفو بهذا لغرض اعادة العلاقات الدبلوماسية , فقد كانت لديهم اجندة خاصة , وطويلة , لها علاقة بحقوق الأنسان , والحريات السياسية , واعادة الحقوق والأموال التي صادرتها الثورة الليبية من العوائل الهاربة . والطريق أطول مما أعلن عنه يوم الأثنين الماضي من أعادة العلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل .
ان الذي خدم الحكومة الليبية , وأعفاها من سلسلة المطالبات الأمريكية المتبقية ـ التي لايهم الأمريكان تطبيقها ـ , هو الصراع الدائر بين الأمريكان وإيران حول مشروعها النووي , والتوجه الأمريكي في تأمين مصادر الطاقة البديلة لنفط الخليج , والذي سيتأثر ضخه حتماً مع أي تصادم عسكري في المنطقة . سواء ما هددت به ايران من ضرب وقطع أمدادات نفط الخليج التي تقع تحت مرمى نيرانها , أو بأرتفاع الأسعار والتأمينات التي تصاحب كل تصعيد عسكري .
ان النفط الليبي يضخ الى البحر الأبيض المتوسط مباشرتاً , وهو من النوعية الجيدة , والقريبة من مستوى سطح الأرض . ولا توجد أي مشكلة تعيق تدفقه في حالة نشوب حرب جديدة في الخليج , والذي زاد من سرعة القرار الأمريكي في تطبيع العلاقات هو فسح المجال لشركات النفط الأمريكية للأسراع بتطوير الحقول , وزيادة معدلات الأنتاج بأقرب وقت ممكن . والذي سيفسره الأعلام الليبي على انه أحد أنجازات القذافي الذي أجبر الأمريكان للأسراع بالتطبيع . ولا أحد من الشعب الليبي يستطيع أن ينكر عظّمة القائد وذكائه .
لقد استفادت ليبيا والعقيد القائد من كارثة العراق , وأعاد حساباته في المصير الذي ينتظره ان أستمر في تحديه الفارغ .
وتستفيد ليبيا اليوم من الكارثة المحتملة لإيران , فيرفع عنها الحصار الأقتصادي , وتعود للتواصل مع السوق العالمية بمختلف النشاطات . ورغم الخسارات التي تحملها الشعب الليبي لأكثر من عشرين عاماً مضت , إلا انه يبقى الطريق الأكثر سلامة من طرق الأنتحار التي تنتهجها ايران وسورية , ويجنب الشعب الليبي من كارثة تعصف به وبقائده , وتعيده خمسين عاماً أخرى الى الوراء مثلما حدث في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟