الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يقرع ناقوس الخطر !!

حسين التميمي

2006 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


عندما نقول التربية لا نشخص فلان او علان .. لكن أرجو وبمسؤولية ، ان يفهم القارئ بأنني أعني بهذه المفردة كل من لهم مسؤولية تربوية بدأ من الوزير وليس انتهاء بالمعلم .
الصورة الأولى : معلم أو مدرس يطلب من التلاميذ تصميم نشرة جدارية , ووفقا لاختصاص المعلم او المدرس يمكن ان تكون هذه النشرة علمية او تاريخية أو أدبية أو أي مجال آخر . الاجراء الذي سيتخذه التلاميذ (بعد اغراء من المعني بدرجة اضافية تدرج في معدل الطالب الفصلي او السنوي) هو الاستعانة برسام او خطاط كي ينجز النشرة او وسيلة الايضاح ، ومن ثم يتم تثبيت اسم المعلم أو المدرس تحت عنوان (باشراف المدرس كذا) وتحته تدرج اسماء الطلبة الذين اشتركوا في دفع الرسام او الخطاط . ولا يتحمل الطالب أي مشقة ولا يبذل أي جهد في هذا المجال سوى عملية نقل النشرة أو الوسيلة التعليمية من المكتب الحرفي الى المدرسة ، وهو غالبا لا يقرأ ماتضمنته النشرة ، ولا يهتم كثيرا بالمعلومات التي حوتها ، لكنه يدقق كثيرا بقراءة الرقم الذي سيضعه الاستاذ في دفتره أو سجله ، كدرجة مضافة الى جهد الطالب الفصلي أو السنوي .. ولو شئنا النظر بعلمية وموضوعية الى العملية برمتها لقلنا انها جريمة ترتكب بحق المسيرة التعليمية وبحق الاجيال التي ستأخذ بناصية المستقبل . والاركان المشاركة بها هم : الوزير ثم مدراء التربية ثم جميع الكوادر التدريسية التي ترعى مثل هذه الممارسات .
الصورة الثانية : مدرس في المرحلة الاعدادية أو استاذ في معهد أو كلية أو أي مرحلة من المراحل الأخرى التي تستلزم كتابة البحوث والدراسات لنيل الشهادات .. ومما يؤسف له ان هذا الأمر يشمل طلبة الماجستير والدكتوراه ولو بنسبة أقل ممايحدث لمن هم في البكالوريوس وما دونها .
وصريح القول يلخص .. أن جميع المدرسين والاساتذة في المراحل الاعدادية والمعاهد والكليات يطالبون الطلاب ببحوث تخص المواد التي يدرسونها ، وهؤلاء يلجأون الى مكاتب الأنترنيت ويدفعون مبالغ باتت تخضع لتسعيرة شبه موحدة ، فالبحث الذي يقع في عشرين صفحة ثمنه كذا من آلاف الدنانير ويتضاعف الرقم كلما ازداد عدد صفحات البحث وتشعبت محتوياته او فصوله وابوابه .. ولا يخجل هؤلاء الطلبة من التعامل أو المفاصلة على المبلغ المدفوع وبصوت عال ، حتى أننا نشعر ونحن نستمع لهم بأن هناك امكانية لقياس القيمة المادية للبحث العلمي بواسطة الكيلوغرام .. لكن لمن لهم دراية بالعملية التربوية ومراميها العلمية لا يعاب على الطالب بهذا الشأن أكثر مما يعاب ويدان الاستاذ الذي سيتسلم هذا البحث ويضع عليه الدرجة وهو يعلم مصدره ، ويعلم ايضا (بالتحديد) عنوان المكتب الذي انتج هذا البحث .. لابل وصل الأمر ببعض الأساتذة انهم ينصحون الطالب بالقول : اذهب الى المكتب الفلاني (فالانترنيت عندهم اسرع) ولديهم شخص متخصص في عمل البحوث !!
ترى هل هذه هي الطريقة المثلى للاستفادة من الانترنيت ومن الثورة العلمية التي احدثها ، وهل ان عالمنا يعي معنى ان يكون العالم قرية صغيرة ، وليس نافذة للصوصية وسرقة جهد الغير ووضع اسم الطالب (التنبل) عليه لمجرد انه يدفع (المقسوم) لصاحب المكتب !!
ومالفائدة من جعل الطالب مجرد وسيط بين المدرسة ومكتب الخط او الرسم او الانترنيت ، أي انه لا يبذل أي جهد سوى دفع اجور العمل المنجز من جيبه (او من جيب ولي امره بتحديد أدق) ولو تخيلنا ان هذا الطالب (وقد تعلم وتربى على هذه الطرق والاساليب فضلا عن اساليبه الاخرى في تجاوز الامتحانات بالغش ودفع الرشوة ) فما الذي سيكون عليه شخص كهذا في المستقبل ، سيما لو انه عيين كمدرس او معلم في احدى المدارس ؟ ماالذي سيقدمه للأجيال القادمة ، والى كم درجة سيتردى سوء الأداء من جيل الى آخر مادمنا لم نقرع بعد ناقوس الخطر !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والتلويح بالسلاح النووي التكتيكي


.. الاتحاد الأوروبي: أعضاء الجنائية الدولية ملزمون بتنفيذ قرارا




.. إيران تودّع رئيسي ومرافقيه وسط خطى متسارعة لملء الفراغ السيا


.. خريجة من جامعة هارفارد تواجه نانسي بيلوسي بحفل في سان فرانسي




.. لماذا حمّل مسؤولون إيرانيون مسؤولية حادث المروحية للولايات ا