الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهم الكردي لراهنه (1)

كاوار خضر

2019 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



فهم المرء لراهنه من عوامل التوفيق في حياته والنجاح، إن عمل به.

باعتبار الفرد هو اللبنة الأساسية لأي مجتمع بشري، فنجاح هذا المجتمع أو ذاك يعتمد، بالدرجة الأولى، على مدى استيعاب أفراده عصرهم والعمل به. فكل مجتمع متخلف -في وضعنا الحالي- ينمّ عن عدم فهمه لراهنا، أو عدم العمل بمعاييره.

الجهل بالمعايير المعاصرة لمجتمع ما سيمة بارزة عن تخلفه. ومعايير أي عصر تتضمن الجوهري منها والشكلي أو الثانوي. فترك الأساسيات (الجوهريات) وتحقيق الثانويات لا يرقى بالمجتمع إلى خانة الثبات وبقاء الحال. من الممكن، في فترة ما أو لأسباب معينة، أن تسيل لعاب بعض الطامعين، الأقوياء، فيه. وليس بعزيز عليهم أن يجدوا مسوغات لالتهامه، وتزول الثانويات التي كانت مرآة تنعكس فيها مظاهر العصرنة غير المؤزرة بالموجبات (الأساسيات) من المعايير، فصار عرضا للزوال، وحصل ذلك لبعض دول شرق أوسطنا؛ حين سال لعاب الطامحين فيها.

ونحن الكرد كمجتمع ليس له كيان خاص به، بل حركات جماهيرية مناضلة من أجل الفوز بكيان يقينا من الاضمحلال والإذابة. وحركتنا النضالية تعود إلى قرون في التاريخ؛ ولكن دون أن تثمر بما يحقق من طموحنا المشروع. وعلة هذا الإخفاق -الملازم لمسيرتنا- متعددة العوامل، وعلى رأسها عدم مواكبتنا لعصرنا والعمل بقوانينه.

كيف كان ويكون هذا الإخفاق الملازم؟ لا يمكننا إدراكه إلا بالرجوع إلى ذاتنا بنقد علمي أصيل، بعيدا عن نوازعنا وعواطفنا ومشاعرنا الجياشة، حين الحكم والاحتكام على ما نُمْنَى به وبها من فشل وإخفاقات، ومن بعدهما الخيبة وفقدان الثقة بالنفس. هذه أمور تتواجد فينا بشكل مؤسف وعلى مر القرون، علينا الاعتراف بها، مهما كانت مريرة أو مخجلة، فالتهرب منها بعامل العاطفة أو الخجل، هو بمثابة ترك الجبهة للعدو أن يحتلها، دون مقاومة، آمنا مطمئنا.

وأكثر المؤثرات فينا تبعيدا عن الفهم والإدراك، بل الإحاطة براهننا، هو إعلامنا غير الملم بالجوهر، بذلك يفقدنا التحليل السليم وكذلك التركيب الصحيح. لنعد إليه (الإعلام) قليلا، فهو الناهض بنا، في هذه الحقبة، لتحقيق المنشود. تبيانا لهذا الادعاء، من طرفنا، سنتصفح بعض المقالات المهتمة بشأننا، ونبدي بها ملاحظاتنا.

أولى المقالات في سلسلتنا هذه. يتناول كاتبه قمة أنقرة، ويبحث فيما هو بصددها ومآلاتها. يعالجها الكاتب مبينا بعض مجرياتها، منتقلا إلى التوقعات المستقاة منها.

يتيقن فيها من الفشل الأكيد، مستندا على القمم السابقة لها...، ويتدرج إلى أن يخبرنا أنه كانت هناك مساومات وتبادلات بين تركيا الأردوغانية والقائمين على النظام السوري بشقيهما ممثلا بشواهد الغوطة وحلب وغيرهما، هذه حقيقة لا ننكرها، ولكن لا يبحث الكاتب عن سبب هذه المساومات والتبادلات وما بينهما، من الجانب التركي بشكل خاص وإمكانياته! وكأنه يريد التأكيد على خيانة تركيا للمعارضة السورية. من غير الخوض في التفاصيل، هنا السؤال، لماذا تركيا ستخون المعارضة؟ وفي المعارضة مصلحتها أكثر من أن تخونها! فنحن بحاجة، كقراء، إلى معرفة سبب هذه الخيانة؛ لكي نفهم تركيا الأردوغانية، وإلا ماذا سنستفيد لو علمنا أن تركيا خائنة وحسب. أيظن الكاتب لو علمت المعارضة بخيانة تركيا ستعترف بنا؟ ولا تبخس علينا حقنا؟ ونعلم جميعا أن المقتسمين يتخاصمون فيما بينهم، بل يتحاربون؛ ولكن عندما تصل الأمور إلى حقوقنا يتعاونون علينا وكأن الخصام أو الحرب لا وجود لهما بينهم، على العكس الإخاء والتعاضد يطفوان على علاقاتهم بهذا الخصوص. والحالة هذه، ماذا يظن الكاتب أن يتكون في لا وعينا؟ نتساءل هل فكر صاحب المقال بمناولته هذه أن يرقى بنا إلى مستوى أعلى يعيننا على فهم المقتسمين حين الخصام فيما بينهم وغيرها؟

ما يحزن أنه ستتراكم في وعينا الباطن معلومات دون مساند، ظانين أنه إذا استعنا بأحدهما ضد الآخر، في حالات مثل هذه، سيتحقق المنشود! وهذا ما يحصل معنا منذ قرون. لقد رأينا ما حل بنا في العام 1975م. في هذه الحالة، هل أفادنا الكاتب أم دفعنا إلى مواقف لا يحسد عليها، ولنلقي باللوم على غيرنا؟ عليه، لا داعي أن ننزعج أو نستغرب عندما يقال عنا أنكم "بندقية مستأجرة". أليس حريا بنا أن نخجل من هذا؟ ونثب كتابا ومفكرين ومنظرين ومحللين... وثبة العارف لهذه النقيصة، ونبعدها عنا بالكف عن أمثال هذه "الإبداعات والتنظيرات والعبقريات الإعلامية...".

---------------------------------------------------------------------

تجمع الملاحظين: لا ندعي بأننا كتاب أو باحثون أو محللون...، ولسنا واحدا منهم، ولا ننتمي إلى ذلك الصنف من المهتمين بشأننا من أبناء جلدتنا. بل، نشعر بتبلور بعض الملاحظات لدينا عندما نتناول مقالات تعني بقضيتنا، فنحاول طرحها (ملاحظاتنا) على ساحتنا الإعلامية بغية الحصول على أجوبة تعيننا في السير على الطريق السليم والفهم الصحيح، لما نمر به الآن، وما مر بنا عبر تاريخنا النضالي الذي لم ينتهِ بعد.

شيء آخر نريد قوله: أنه لا بد أن يراسلنا بعض الأخوة إيميلات القذف والشتم والتهم... فمبدؤنا هو: "الكل ينفق ما عنده". نحن عندنا إبداء الملاحظات بقصد الحصول على الإجابات، والمناوئين لديهم ما ذكرناه للتو. هذا لا يغضبنا ولا يزعجنا، سنسير على ما ذكرناه آنفا؛ لكي نراكم المعلومات الصحيحة ونتسلح بالمطلوب من أجل مواجهة عدونا.

عنهم كاوار خضر

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د