الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن حكمة إله الدماء...!!؟

كريم كطافة

2006 / 5 / 18
كتابات ساخرة


لقد نجح متدينو هذا الزمن الرديء، في تشويه إلههم الذي يزعمون عبادته وإتباعه، وينتحرون وينحرون الآخرين من أجله، أيما تشويه. لقد قالوا أن من حكمته تعذيب هذا المخلوق الضعيف،الحشرة، الحقير، في هذه المسافة الفاصلة بين المهد واللحد، المخلوق السائر بقدميه إلى أفران الحرق السماوية. وأن جل ما يمكن لهذه الحشرة أن تعمله هو سعيها لتقريب الوعد الإلهي بالقيامة الميمونة. قيامة تلك الأفران، التي وضعوا لها هي الأخرى علامات ومقاييس، وهي كثيرة على أية حال، لكن تظل أغربها؛ الزعم القائل: متى ما وصل الدم للركاب في أرض السواد، عندها ستبدأ القيامة بالقيام..!!
لا أدري إن كان منسوب الدماء العراقية قد بلغ (الركاب)، أم أن هناك بضعة سنتيمترات ما تزال ضرورية من أجل تحقق الوعد الإلهي..؟ علماً، أني لم أفهم بعد ما هي حكمة هذا الإله، في اختيار الثلث الأول من طول الـ(بني آدم)، مقياساً لتحقيق عدالته أو قيامته، ثم أي (ركبة) من (ركاب) البني آدميين هي المقصودة باتخاذها مقياساً لمستوى ارتفاع الدماء..؟ نعرف أن ثمة (ركب) تبلغ وبكل أنواع القياس (ركبة ونص) من (ركب) البشر العاديين.
أننا لو أخذنا فناناً وهو مخلوق ورأينا كيف يداري منحوتته كما تدارى العين الرمداء، وكيف يتذكر الساعات والأيام والأشهر والسنين ربما، التي قضاها في تحميل تلك المنحوتة غير الحية، الشفرات والرسائل التي أراد البوح بها، لاستطعنا أن نحكم وبسهولة على أن إله (الدم للركاب) ما هو إلا إله مزيف لمخلوقات فاشلة ومضللة.
على أية حال، هذا ما يبشر به مسلمو هذا الزمن الرديء، مسلمو الجيوش والأحزاب والمنظمات الإسلامية وهم كثر، وأن جل ما يعملون له وبه، هو تقريب موعد تحقيق الوعد الإلهي بقيامته. مع أن أحداً منهم لم يجب بعد على هذا السؤال ولعلهم لم يعلموا: أن الدماء البشرية في كثير من الوقائع قد تجاوزت ليس الركاب فقط، بل وتجاوزات أطول قامة بشرية، أظنهم لم يسمعوا بفظائع الحرب الأولى والثانية. حيث بلغت ضحايا السوفييت وحدهم أكثر من 30 مليون ضحية. ألم تكفي في حينها تلك الدماء لتغرق كل أصحاب الركب الطويل منهم والقصير.. أم أن القيامة لا يحلو لها القيام إلا على أشلاء العراقيين وفي العراق تحديداً..؟
مرة أخرى لا أدري، لِمَ هم فرحون ومتشوقون لتحقيق هذا الوعد، هل حقاً هم قد ضمنوا مقاعدهم في تلك الجنة الموعودين بها، وهل هم متأكدون من أن إمرائهم وفقهائهم لم يخدعوهم ويقدموا لهم بطاقات دخول مزيفة هي الأخرى، ألم يسمعوا عن (سوق مريدي) الذي يزورون به كل شيء بدءاً من العمامة إلى وثائق نواب الشعب المدرسية..؟ ثم من يقول أنك أنت المعني بمنطق تلك الآية القائلة: وكل حزب بما لديهم فرحون وحزب الله هم الغالبون.. هل يكفي أن تطلق على نفسك اسم (حزب الله) أو (جيش المهدي) أو (كتائب الغضب) أو (جيش الطائفة المنصورة) أو (سرايا الجهاد) أو (جيش بدر)..إلخ إلخ إلخ الأسماء كثيرة، لتضمن الدخول إلى (ستاد) الآخرة السماوي، حيث المباراة النهائية بين فريقي المؤمنين والكافرين..!!؟ هل هذا هو حقاً الإله الذي بشرت به الأنبياء والرسل، بدءاً من (آدم) إلى (محمد)..!!؟؟
ولو عدنا مرة أخرى إلى نشوة ذلك الفنان وحرصه على منحوتته، ألا يكمن وراء ذلك أن عظمة المنحوتة من عظمة خالقها، والعكس صحيح، ضعف وحقارة ورداءة المخلوق من ضعف وحقارة وفشل خالقه..!!
أي حكمة يريدون الوصول إليها.. هل حقاً سيكون الإله سعيداً وهو يرى مخلوقه الذي فضله على كل مخلوقاته الحية وغير الحية وجعله خليفته في الأرض وأعطاه هذا الجهاز الراقي الذي به يريد تسخير الكون كله وليس فقط اكتشافه.. هل ستكتمل الحكمة الإلهية برؤيته يسير بقدميه إلى أفران الصهر السماوية.. هل حقاً هذا إله بكامل قواه العقلية، أم أنه إله دموي، سادي، لا يستحق أكثر من وضعه في زنزانة إنفرادية طيلة عمره، ليس في (غوانتانامو)، بل في أحقر بقعة من بقاع صحراءنا العربية حيث لا ماء ولا هواء ولا أي مظهر من مظاهر الحياة التي يحاربها فقهاء الظلام ويريدون وأدها..!!؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان