الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هتلر الذي بداخلنا

محمد سالم

2019 / 10 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


هتلر كان له اخطاء لكن البنية التي أقامها لألمانيا كانت هي اساس نهضة المجتمع الألماني فيما بعد الحرب العالمية الثانية هكذا صرح رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال ولكن هل هذا تصريح ينم عن جهل فيما فعله هتلر ذاك الديكتاتور السفاح الذي تسبب في مقتل ما يفوق الستة مليون انسان في محارق جماعية تمت علي ايدي زبانيته ومقاتليه والذي حول العالم الي محرقة كبيرة اشعل حربا عالمية تسببت في ازهاق ارواح ٦٠ مليون انسان ام هو تصريح كاشف لبنية العقل المعجب بنموذج النازي هتلر هو ابن احلام امة مأزومة تضعضعت اثر الحرب العالمية الاولي وأثر الازمة الاقتصادية الطاحنة في العشرينات امة تراودها احلام استعادة مجد الجرمان الذين كانوا يحكمون اوروبا في غابر الزمان ولقروون عندما وحد شارلمان اوروبا الرايخ الاول تحت سلطانه ووحد بسمارك الرايخ الثاني الامبراطورية التي هددت القوي الاستعمارية في منتصف القرن التاسع عشر لكنها صارت امة مهزومة بعد الحرب العظمي وفقيرة تغذي ثقافتها احلام استعادة المجد الامبراطوري ، في زمن الحرب العظمي تفاعلت الجماهير مع هتلر كانت تخرج في مظاهرات تهتف الي الامام ياروميل القوي السياسية كانت تأيد النازي كون الحاج امين الحسيني ورشيد الكيلاني قوات عربية مساندة لهتلر وادعي حسن البنا اسلامه وتسميته بالحاج محمد هتلر هل كان هذا مجرد مكايدة للمحتل الانجليزي او تحالف تكتيكي من اجل نيل الاستقلال منه انما الامر يتعدي اكثر من ذلك لقد وجدت الثقافة العربية في نموذج هتلر المنتصر مثالا لما يداعب الوجدان حلم استعادة الامبراطورية التي قامت في القرن السابع الميلادي في غضون خمسين عاما ، انهزم هتلر وقسمت المانيا الي دولتين قبل أن تتحد في تسعينات القرن الماضي الكارثة جعلتها تفيق تعيد النظر في الثقافة التي خلقت هتلر اما نحن لازالت افكار هتلر حاضرة نسمعها في كل خطبة جمعة اللهم اعد للمسلمين مجدهم اي مجد ؟! مادلالة هذا المجد انه في استعادة الفتوحات المجد ليس مجد ابن رشد وابن سينا والزهرواي انما مجد خالد بن الوليد وعمروبن العاص وقتيبة بن مسلم سمي الزعيم جمال عبد الناصر ابنه باسم خالد وصدام والقذافي كانا يسميان كتائبهم ومعاركهم بأسماء المعارك الكبري التي انتصر فيها العرب واجتاحوا فيها بلاد الفرس والروم أن البنية الثقافية بنية تراودها احلام التوسع والاحتلال هذه البنية كانت هي الارض الخصبة التي خرجت منها جماعات الارهاب المسلح باسم الدين تحاول استعادة المجد بمحاولات فردية كانت هي المؤسسة لبنية الديكتاتورية التي تري المجد في التوحد في خلف قائدا ما مع نخبته المنتقاه بعناية الخلاف معه مذموم يشتتنا عن الهدف المنشود هو خيانة لا تغتفر كما أن الاشتباك مع القديم الذي هو سبيل العودة كفرا بين وبين الكفر والخيانة اصبح العقل العربي بين فكي كماشة تحاصره تمنعه أن يتواصل مع زمانه أن يدرك أن زمن الامبراطوريات قد ولي زمانه وان القديم لم يعد يناسب الحاضر ويعوق المستقبل القديم يقدم المستقبل علي مذبح الماضي والعالم لفظ الامبراطوريات مع بزوغ التنوير في القرن السابع عشر فرق بينا وبين العالم الحر يتعدى اكثر من اربعة قرون نحن وقف الزمن عندنا عند القرن الرابع الهجري وقف الزمن والعالم يتقدم الي مابعد الحداثة لنكون نحن متحف التاريخ لنموذج للإنسان في العصور الوسطي ربما يأتون الينا في المستقبل القريب ليدرسوا أنثروبولوجيا الانسان في عصور الظلام ، هتلر لم يكن زلة لسان خرجت من مسئول كبير انه العقل الباطن قد نطق وكشف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد