الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب غريزة الحرية 2

ندى أسامة ملكاني

2019 / 10 / 4
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


يوصف مؤلف هذا الكتاب، بأنه أب علم اللسانيات الحديث، فاللغة في مؤلفاته هي وسيلة لتوليد طرق التعبير عن المشاعر وأدق التفاصيل، بل أيضا وكما ذكرت سابقا فرض هوية خاصة.
يدعو تشومسكي إلى تنظيم اجتماعي يستند إلى الطبيعة البشرية القابلة للتشكيل بشكل لا نهائي على حد وصفه إذ يرد في الكتاب قوله التالي: " أحب الاعتقاد بأن الدراسة التفصيلية لأحد مظاهر السيكولوحية البشرية أي اللغة البشرية قد تسهم في تأسيس علم اجتماعي إنسانوي قد يستخدم كمرجع في المعركة الاجتماعية"... لا تخلو هذه الدعوة من الغموض، وعلى أية حال فكر تشومسكي يحتاج إلى دراسات في مجال علم اللغويات وعلم السياسة وعلم الاجتماع ولاسيما في مجال التطبيق العملي.
يقف نعوم تشومسكي ضد بعض الكتاب والمؤلفين والباحثين الذين يولعون بإثبات فوارق الذكاء والقدرات بين البشر وفق الأعراق والثقافات أو غيرها من العوامل والظروف الخارجية.
وهذا حال الكثير من الدراسات الأستشراقية حتى نجدها في فكر بعض منظري الديمقراطية والفصل بين السلطات منظري المناخ عند مونتسكيو، لكن تشومسكي يسخر من ولع بعض البحوث الجامعية بالانشغال بإثبات الفوارق البيولوجية والاجتماعية والسياسية بردها فقط إلى عوامل ما دون التعمق في الدراسة.
فهي ، اي تلك الأنماط من الدراسات لا تفضي برأيه إلا للتسلط والعنصرية، ويخلص تشومسكي من نقاشه وتحليلاته إلى أن الانشغال بمفهوم العدالة المبني على الاستحقاق لا المساواة يلعب اليوم دورا مهما في حماية الملكية من هجمات بعض دعاة المساواة بمعناها المتطرف الذي يلغي ذاتية الفرد سواء بشقها الرأسمالي او بشقها الماركسي

يصف تشومسكي آراءه بأنها تقليدية لا سلطوية إلى حد ما تعود أصولها العصر التنوير فهو وكما سبق أن ذكرت يرفض أن ينعي مشروع الحداثة والتنوير ويرى أن طمس اللغة تماما في عصرهيمنة الصورة البصرية على العقل والعلم شيء لايخدم إلا مصلحة المتسلطين ...
ومايميز كتاب غريزة الحرية هو نقاشه عن مسؤولية المثقفين بوعيهم السياسي والأخلاقي في الولايات المتحدة الأمريكية ويتناول فيه السياسات الأمريكية الداخلية والخارجية وقدرتها التدميرية مستدلا من أمثلة من التاريخ الحديث كما يتطرق إلى المشاكل الداخلية من العنصرية والفقر وغيرها من الأمور وهو ليس منظرا تبريريا للسياسات الأمريكية نجد أنه يقف موقف الباحث المحلل ...ونلاحظ ذلك في كتبه الأخرى كالدولة الفاشلة مثلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟