الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


90مليون شيوعي

عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري

2019 / 10 / 4
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


من بوابة تيان إنمين في قلب العاصمة الصينية بكين، وفي نفس المكان الذي أعلن منه ماو تسي تونغ، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1949 قيام جمهورية الصين الشعبية، أكّد الرئيس الصيني القوي شي جينبينغ، وقد ارتدى بزة ماوية داكنة اللون: ما من قوة يمكنها أن تهزّ دعائم أمّتنا العظيمة، ما من قوة يمكنها أن تمنع الشعب الصيني والأمة الصينية من المضي قدماً.

تجمّع آلاف المشاركين في ساحة تيان أنمين، في الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ملوحين بالرايات الحمراء مع مرور الرئيس الصيني أمام قوات العرض العسكري، قبيل بدئه، وهو أكبر عرض نظم في الصين على الإطلاق. وافتتحت مروحيات العرض العسكري بتشكيلها رقم "70" في سماء العاصمة الصينية. واستعرضت أهم التقنيات العسكرية الصينية، خصوصاً الصاروخ النووي العابر للقارات "دي أف-41"، الذي يعرض للمرة الأولى. وهذا الصاروخ الذي يبلغ مداه 14 ألف كيلومتر يمكن نظرياً أن يصل إلى الولايات المتحدة.

يعدّ شي جينبينغ، الذي عزز أكثر سلطة الحزب الشيوعي الصيني منذ وصوله إلى الحكم في عام 2012، أقوى رئيس صيني منذ حقبة ماو (1949-1976) وتمجد السلطة الصينية اليوم الدور التاريخي الذي لعبه ماو تسي تونغ في حياة أهل الصين كمؤسس للنظام الشيوعي. وقد بلغ اليوم عدد منتسبي الحزب الشيوعي الصيني نحو 90 مليون نسمة.

يتساءل الشهيد غسان كنفاني في كتابه الذي ظلَّ مغموراً عشرات الأعوام (ثمَّ أشرقت آسيا) والذي صدر أخيراً ضمن المجلد الخامس من الأعمال الكاملة عام 2015: تُرى هل يحتاج المرء إلى أربعين يوماً من الترحال، وعشرين ألف ميل، وثمانين ساعة في الطائرات والقطارات، كي يكتشف الحياة التي تدب في ربوع آسيا؟ مع أن نابليون بونابرت تمنى ذات يوم أن تظل آسيا نائمة، ولكن القدر الذي كان يخشاه أكثر من أي شيء آخر قد جاء يسعى، ثمَّ أشرقت آسيا. وها هو أحد أفراد أهل الصين السيد وانغ ين شانغ يقول لغسان كنفاني حين التقاه أثناء رحلته إلى الصين عام1965: سأوجز لك شعوري بجملة واحدة، بعد نصف قرن على الأكثر سترى العالم يأكل بعودي قصب.

نعم كانت كلمات هذا الصيني صادقة وحقيقية تحمل رؤية ثاقبة، كم كان السيد وانغ ين شانغ فطناً، فها هو العالم يسير في ركاب الصين، أو الصين تسير في ركاب العالم. وقد جاء في الحكايات أن الشاعر الصيني الأعظم (لي باي) كان تلميذاً كسولاً لا يحب الدراسة ويهرب من المدرسة أغلب الأوقات. فحدث مرة أن مر برجل فقير ينحت قضيباً من الحديد شديد الغلظة والخشونة. فسأله عما يصنع فأجاب: أصنع إبرة. فارتاع الشاعر (لي باي) وسأله: كيف تصنع إبرة من قضيب حديد؟ فقال: أنحت كل يوم مقداراً صغيراً منه. وأصبر عليه أيام وليالي حتى يستدق ويصير في قطر الإبرة. فرجع (لي باي) إلى منزله وقد تغير تفكيره كلياً. وانكب على الدراسة حتى صار من أعظم شعراء الصين.

أهل الصين من أصبر الشعوب على العمل والكدح، فهم كالنمل في السعي والكفاح. والمثل العربي يقول: أكسب من نمل، لأن ليس في الحيوان أكثر دأباً في الجمع منه. واليوم يمكن القول إن أهل الصين أكسب شعب على وجه الأرض، فهم يكسبون رزقهم بكدحهم وسعيهم وعرق جبينهم. وينتجون كل شيء ويطعمون نفوسهم التي تجاوز تعدادها المليار نسمة. ومن المتوقع أن تصبح الصين سيدة هذا العالم بحضارتها المثقفة التي عنيت بالمعرفة الفلسفية والفكر المنظم وأنتجت فلاسفة عظاماً ومدارس فلسفية كبرى، كما أنتجت علوماً وصناعات، والصين أم المخترعات التي قامت عليها النهضة الحديثة. وأعتقد من وجهة نظري أن أهل الصين يستحقون هذه السيادة وهم قادرون وسيصلون إليها. لأنهم يعيشون تراثهم الحي دون انقطاع. ويستمر ماضي الصين العريق في حاضرها المتجدد في سيرورة دائمة التطور والارتقاء. وإن تحقق هذا الأمل في الخمسين سنة القادمة سيغير وجه العالم من خلال انتشار قيم حضارة مثقفة حكيمة. وسيكون هذا بديلاً ناجحاً عن حداثة رعاة البقر وحكم ساستهم الذين ينفردون بفرض سلطتهم على أهل الأرض. وبهذا يتحقق حلم ماو تسي تونغ الذي سجله في إحدى قصائده الجميلة عندما حلق بالطائرة للمرة الأولى فوق الصين. كتب يقول: عندما يكون مصير الصين بأيدي أهلها، ستشرق الشمس الساطعة من الشرق، تضيء كل وجه الأرض تنظف كل بقايا الحكم الماضي.

ينتمي الصينيون إلى العرق المنغولي، وهو أحد الأعراق الثلاثة الكبرى للنوع البشري. وقد سموا باسم العرق الأصفر فتوهم الناس أنهم صُفر الوجوه. وحقيقة الحال أن ارتباطهم بالصفرة يأتي من تقليد البلاط الصيني الذي كان اللون الأصفر غالباً على أزيائه الرسمية. وبشرة الصيني تميل للسمرة، وهذا ما تأكد لي شخصياً من معايشتي للعمال والفنيين الصينيين عندما عملتُ معهم في أبو ظبي في العقد الأخير من القرن العشرين.

يتكلم أهل الصين لغة تنتمي إلى عائلة اللغات الصينية التبتية، وتتألف اللغة الصينية من مقاطع قصيرة تدل على المعنى بنفسها أو تتحد مع غيرها لإيجاد معنى جديد. والغالب أن يتحد مقطعين والأقل من ثلاثة. وهي تركيبة خاصة لا تقبل التصريف بتاتاً. إذن كيف يكتب الصينيون الأسماء الأجنبية؟ لو أرادنا مثلاً كتابة اسم كارل ماركس بالصينية ليلفظ كما هو في الأصل لما وجدنا المقاطع التي تصلح لذلك ولابد بالتالي من تقطيع الاسم وقد اختزلوه فراراً من التطويل إلى (ما - كو- سا) مكتفين باللقب دون الاسم.

وقد ذكر العلامة البغدادي هادي العلوي-رحمه الله- أن بعض الصينيين لما سمعوا بالاسم الذي يبدأ بالمقطع (ما) ونظروا إلى صورة كارل ماركس تصوروه النبي محمد. وصاروا يسمونه بما يعني محمد الكث اللحية. وهذا لأن (ما) هو أيضاً المقطع الأول من اسم النبي محمد عندهم. وصورة ماركس بوجهه الأسمر المدور ولحيته الضخمة تشبه إلى حد ما صورة أحد الحكماء العرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وكم يخيب الظن بالمقبل
منير كريم ( 2019 / 10 / 4 - 17:36 )
تحياتي مجددا
هل تعتقد ان الصين اذا ما اصبحت دولة رقم واحد ستكون افضل لنا من امريكا؟
اذا كانت امريكا وهي دولة امبريالية وذات مجتمع مدني ديمقراطي تعمل بنا هكذا فما بالك والصين وهي دولة استبدادية وليس لها مجتمع مدني ديمقراطي , ماذا عساها ان تفعل
في ميدات تيان قتل الجيش الصيني 10 الاف متظاهر بنصف ساعة فتصور
في الصين ومن تراثهم الهمجي انهم ياكلون بعض الحيوانات وهي ما تزال حية ليس في القرى وانما في ارقى مطاعمهم
وحسبما يقول المثل العراقي السيء الذي تعرفه افضل من الجيد الذي لا تعرفه
شكرا لك
شكرا للحوار المتمدن


2 - صديقي العزيز منير كريم
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 10 / 4 - 18:38 )
تقول:
هل تعتقد ان الصين إذا ما اصبحت دولة رقم واحد ستكون افضل لنا من أمريكا؟
ماذا تقصد من لنا؟
نعم نحن وأهل الصين من طينة واحدة. هي حضارة مثقفة والحضارة الإسلامية حضارة مثقفة وسنكون على وفاق معهم. وقد قيل قديماً: اطلبوا العلم ولو في الصين.
نهوض الصين ظاهر لا يحتاج إلى برهان وعموم آسيا أيضاً بما فيها الهند، السؤال لك:
لماذا تتقدم الصين بخوات متسارعة في كافة المجلات-من أربعين عاماً- والهند تتقدم ولكن بوتيرة أبطأ من الصين.
ما هو السبب؟


3 - الدين هو السبب
منير كريم ( 2019 / 10 / 4 - 21:01 )
تحياتي لك ثانية
ما يعيق تطور الهند هو الديانة الهندوسية وهذه الديانة لديهم كالقومية
هذه ديانة متخلفة وتقسم الناس الى طبقات حقيرة واسياد وتهدر لحوم البقر وهذه ثروة هائلة
ويستشري عندهم الفساد بشكل كبير وحتى الديمقراطية عندهم مهددة من قبل الهندوس المتطرفين
مقابل ذلك الديانات في الصين تشبه الفلسفات الروحية التي تحض على الاخلاق الحميدة , عيب
, الصين الاساسي هو الاستبداد الشيوعي المتسلط على الدولة
الصين راسمالية اقتصاديا وشيوعية سياسيا وهذا التناقض لابد ان يحل يوما, واذا ما اصبحت الصين ديمقراطية سيتباطأ النمو الاقتصادي لانه سيكون للعاملين حقوق اكبر
شكرا لك ثانية


4 - كي تعرف الصين
فؤاد النمري ( 2019 / 10 / 4 - 22:01 )
جابه ماوتسي تونغ عصابة خروشتشوف تتخلى عن الإشتراكية في موسكو مركز الثورة الإشتراكية العالمية فلم يكن أمام ماو حفاظاً على عالمية الثورة الإشتراكية سوى ان ينقل مركز الثورة من موسكو إلى بكين ولذلك أعلن الثورة الثقافية في العام 65
ما كانت ثورة ماو لتنجح بسبب الظروف وبعض القادة ومنهم دنغ هبساو بنغ الموصوف بخروشتشوف الصين
في العام 67 فشلت الثورة وعاد بنغ لقيادة الحزب واعتقل -عصابة- ماو الأربعة واعدموا

في العام 72 وقد بدأ النظام الرأسمالي بالإنهيار زار نكسون الصين واتفق مع بنغ على أن تنتج الصين ما وسعها الإنتاج والولايات المتحدة تستود كل الإنتاج بأفضلية من أجل توفي الغطاء لدولارها المكشوف والمنهار

العصابة الحاكمة في الصين تشتري ساعة/عمل في الصين ب 1.5 دولار وتبيعها فيلا أميركا ب 15 دولار
لدى الصين اليوم أكثر من 5 ترليون دولار احتياطها وهو الموسى الذي لا تستطيع صين العصابة الحاكمة ازدرادة

ستنها الصين حال انهيار الدولار في وقت قريب

مؤامرة ريتشارد نكسون - دنغ هيساو بنغ هي التي أقامت النظام العالمي السائد منذ أربعة عقود وهو ما يسبب للبشرية كل المساوئ التي تعاني منها

















افضلية


5 - رفيقي فؤاد النمري
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 10 / 5 - 06:36 )
تقول:
في العام 72 وقد بدأ النظام الرأسمالي بالانهيار زار ريتشارد نيكسون الصين واتفق مع بنغ على أن تنتج الصين ما وسعها الإنتاج والولايات المتحدة تستود كل الإنتاج بأفضلية من أجل توفي الغطاء لدولارها المكشوف والمنهار.
لو افترضنا صحة هذا الرأي
ما العيب في ذلك
الصين اليوم تنتج كل شيء يخطر على بالك وتطعم نفوسها الذين زادوا عن المليار في حين ماتزال الهند تعيش فقراً مرعباً
في رأيك ما السبب؟


6 - الرفيق عبد الرزاق دحنون
فؤاد النمري ( 2019 / 10 / 5 - 08:33 )
لعلك تفلح في التعرف على حقيقة الصين لو سألت نفسك السؤال التقليدي الذي يقول .. هل الصين دولة اشتراكية أم دولة رأسمالية ؟؟

جوابي على هذا السؤال الصعب هو أن النظام في الصين لا هو رأسمالي ولا هو اشتراكي
الصين غدت بقيادة دنغ هيساو بنغ مشغلا للبضائع التي تغطي الدولار وتحول بذلك دون انهيار النظام في أميركا
الدولار الذي تغطيه الصين غدا القوة القاهرة التي تحول دون تقدم العالم
حل الدولار محل الذهب بفضل المشغل الصيني وحلت الإدارة الأميركية محل قوى العمل في العالم
النظام العالمي اليوم يقوم على سلطة الدولار حتى غدت الإدارة الأميركية الحاكم المطلق للعالم
وانكمشت الطبقة العاملة في كل بلدان العالم بنسبة 70%
هذا ما أسس له خروشتشوف الصين دنع هيساو بنج

تحياتي البولشفية


7 - السيد الكاتب
nasha ( 2019 / 10 / 5 - 10:40 )
قولك:
لأنهم يعيشون تراثهم الحي دون انقطاع. ويستمر ماضي الصين العريق في حاضرها المتجدد في سيرورة دائمة التطور والارتقاء. وإن تحقق هذا الأمل في الخمسين سنة القادمة سيغير وجه العالم من خلال انتشار قيم حضارة مثقفة حكيمة
ماذا قدم التراث الصيني للصينيين وماذا قدم للعالم؟ وما علاقة تراث الصين بالماركسية؟
ليست الصين إلا ورشة عمل عشوائية بائسة تستغل جهود عمال دون حقوق عمل ودون أية ضوابط.
معظم المصنوعات الصينية تقليد وسرقات لصناعات عالمية لا علاقة لها بأي أبحاث علمية أو ابداعات تكنولوجية محلية.
اما المصنوعات الصينية التي تحمل الماركات العالمية فإنها تحت سيطرة أصحاب الماركات
الشعب الصيني شعب مقيد مسير غير حر . وأي شعب مقيد لا يمكن أن يبدع .
ثم هل التراث الصيني هو الماركسية؟
كيف ربطت حالة الصين بتراثها انا لا افهم هل سألت نفسك؟
انت تتمنى أن تتفوق الصين على العالم .. هذا مجرد تمني .... ولكن لماذا ؟ ما هي فضائل الصين على البشرية؟ هل هي أيضا خير أمة أخرجت للناس؟
مع تحياتي واحترامي


8 - الصديق/ة ناشا
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 10 / 5 - 11:04 )
أسعد الله أوقاتك بكل خير
الأجوبة عما سألت عند المفكر والباحث العراقي الماركسي هادي العلوي البغدادي الذي عايش أهل الصين فترة طويلة ودرَّس اللغة العربية في جامعة بكين أزيد من عشر سنوات وألف كتاباً مهماً يُجيب حقيقة عما سألت عنه عنوانه -المستطرف الصيني-
وهذا هو رابط تحميل الكتاب:

https://www.books4arab.com/تحميل-كتاب-المستطرف-الصيني-من-تراث-الصين.


9 - السيد خالد و السيد فؤاد النمري المحترمون
سلام ابراهيم محمد ( 2019 / 10 / 5 - 11:17 )
،نعم_و برأيي كان أفضل _أن تبقى على مملكة للدراجات الهوائية حفاظا على البيئة
حاليا لديهم عجلة و لأول مرة..تسير على الجانب الآخر من سطح القمر، الإنجاز هو إدارة
واطعام 1,4 من البشر، و كم أود أن يتفضل اساتذتنا الكرام علينا وعلى أغلب دول المنطقة .
باقتصادياتها المتهرئة بنموذج اقتصادي سياسي أفضل للنهوض، ونكون لكم من الشاكرين
تحياتي للأستاذ دحنون و السادة المعلقين الافاضل


10 - الاقتصاد الصيني
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 10 / 5 - 19:21 )
الصديق عبد الرزاق
تحياتي
الاقتصاد الصيني هو اقتصاد رأسمالية الدولة والتي كان ينادي بها لينين من خلال سياسية النيب .

في المؤتمر الوطني الرابع عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 1992, قدم جيانغ تسه مين مصطلح -اقتصاد السوق الاشتراكي The socialist market economy
لكن واقع الحال هذا المصطلح خادع , فبقى الاقتصاد الصيني , اقتصاد رأسمالية الدولة والتي بدأت بتصدير العاهرات الصينيات الى دول الخليج و العالم كما فعل المخمور يلتسين بتصدير العاهرات الروسيات الى العالم.

لكن كل التقارير الاقتصادية تؤكد على حقيقة واحدة وهي ان الاقتصاد الصيني سوف يصبح رقم 1 في العالم خلال السنوات القادمة.
.......
وبالنسبة للراحل الكبير هادي العلوي, وبعد التهديات التي وصلت له من الاحزاب الاسلامية في لبنان بالقتل , قرر السفر الى الصين ولم يسافر الى اوروربا

وكذلك تؤكد التقارير الاقتصادية , أن اعلى فائض قيمة في التاريخ هو الصين وان معدل الاستغلال حسب معادلة ماركس وصل الى اكثر من 4000 %


11 - الأستاذ الفاضل عبد الحسين سلمان
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 10 / 5 - 20:28 )
يقول المناضل علاء اللامي:
إن هادي العلوي البغدادي وإنْ كان شيوعيا -مشاعيا- صارما في الدفاع عما يسميه -مشاعية القواعد- كحركة اجتماعية غير سياسية ومُبَشِّرا بالمنظومة الآيديولوجية التي يدعو إليها وساهم بتأصيلها وتأثيل أقانيمها الثلاث- ماركسية الرواد والصوفية الإسلامية القطبانية والحكمة الصينية متجوهرة في التاوية- فهو أيضا خصم لا يلين للشيوعية التقليدية التي يسميها -الشيوعية المترجمة عن الغرب- والتي يصفها بأنها شيوعية لا قلب لها. إنه باختصار يلخص بسلوكه المتناقض هذا، ما كان المفكر الشيوعي الهنغاري المتميز جورج لوكاش قد قاله ذات يوم مخاطبا رفاقه (فضيحة حياتي هي أنني معكم وضدكم في الوقت نفسه).


12 - السؤال المطروح
منير كريم ( 2019 / 10 / 5 - 20:44 )
تحية للجميع
طرح الاستاذ عبد الرزاق سؤالا مهما هو, لماذا تتطور الصين اسرع بكثير من تطور الهند ؟
ياريت الزملاء يجيبوا على هذا السؤال مشكورين
شكرا للجميع


13 - الإقتصاد الدولي
فؤاد النمري ( 2019 / 10 / 5 - 21:51 )
الإقتصاد الدولي يتمحور على العلاقة المشبوهة والتآمرية بين الصين والولايات المتحدة
تنتج الصين لتبيع في أميركا وأميركا تطبع الدولار لتشتري البضائع الطينية
إنقطاع هذه العلاقة المستمرة على حساب باقي البشرية وهي لن تستمر طويلا
انقظاعها لن يدمر أميركا والصين فقط بل وسيدمر العالم
ليس بوسع أحد في العالم أن يدعي اليوم أن هناك في العالم اقتصاد قائم على الذات


14 - الأستاذ منير
nasha ( 2019 / 10 / 6 - 01:51 )
ما المقصود بالتطور؟ هل هو التطور الاقتصادي الظاهر أم التطور المجتمعي الحقيقي ؟
إذا كان المقصود تطور ظاهر فالصين تطورت ظاهريا سريعا لأن الدولة الصينية ساعدت في إعطاء الفرصة لطبقة محددةمن اصحاب راس المال لاستغلال المواردالطبيعة والتجاوز على البيئة واستغلال النفوذ السياسي وأعطت كذلك فرصةلسرقة حقوق الابتكار من خارج الصين وأخيرا اعطا الفرصة لاستغلال عامة الشعب الصيني لمصلحة بقاء الطبقة السياسية في السلطة.

باختصار الصين تخلت عن مبادئ الماركسية لأجل ان يحتفظ الماركسيين (ال 90 مليون ) بعرش السلطة والمال.



أما في الهند فالحالة مختلفة .التطور الحاصل في الهند تطور طبيعي متسق يتبع عوامل التطور الطبيعية وليس مصطنعا كما في الصين.

تحياتي للجميع


15 - ناشا هل زرت الصين؟
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 10 / 6 - 05:52 )
ما مشكلتك الشخصية مع أهل الصين يا ناشا؟
عندي أصدقاء هناك في بكين وغيرها من أهل الصين والصورة التي ترسمها أنت عن هؤلاء القوم فيها ضبابية كثيفة.
بالأمس القريب كان أخي هناك في عمل من أجل ورشته الصناعية في الامارات العربية المتحدة. وعندما كنتً أعمل في أبو ظبي صادقتُ الكثير من العمال الصينيين وناموا في بيتي. القصة التي ترويها أنت لا علاقة لها بالواقع الحياتي لأهل الصين.
ليكن في علمك الماركسية ليست اقتصاداً، الماركسية -نمط حياة- هي تصورات عامة عن كيف يستطيع المجتمع العيش سليماً ...هذه كل الحكاية ... والمجتمع الصيني يعمل بوتيرة عالية مهما كانت محفزات هذه الوتيرة لذلك سبق المجتمع الهندي في كل شيء...الهند تتقدم بخطوات بطيئة...السبب؟ لأنها لم يكن عندهم ماو تسي تونغ ...كان عندهم نهرو...وبالتالي لم يتعرفوا محاسن الماركسية. والظاهر أن الماركسية تعمل جيداً في الدول النامية لو أحسن إدارتها...تحياتي.


16 - عجيب امرك يا سيد عبدالرزاق
nasha ( 2019 / 10 / 6 - 08:15 )
من جهة تمدح الماركسية لانها خلقت مجتمع سليم وتقول:
ليكن في علمك الماركسية ليست اقتصاداً، الماركسية -نمط حياة- هي تصورات عامة عن كيف يستطيع المجتمع العيش سليماً ...هذه كل الحكاية
ومن جهة ثانية انت ماركسي تلتزم بمبادئ الماركسية . هل الماركسية مبادئها استغلال عامة الناس لأجل فئة السياسيين وأصحاب رؤوس الاموال أم إلقضاء على الفوارق الطبقية بين الناس؟

هل تخليت عن مبادئك الماركسية العادلة ( الإنسانية) كما يدعى الماركسيين منذ رجوح كفة الفلسفة المادية في القرن التاسع عشر وانتشار فلسفة ماركس ... هل في عرفك الماركسية ليست فلسفة أو نظرية اقتصادية؟
إذا كانت الماركسية ليست اقتصاد فما محل النظرية الماركسية من الاعراب؟

أول مرة أسمع أن الماركسية تصورات عامة!!! هل هذا هو عمق الماركسية الفلسفي المادي؟
هل تخلت الماركسية عن مبادئ العدالة والاشتراكية والمساواة وأصبحت ماركسية ميكافيلية براغماتية لا يهمها إلا البقاء في السلطة على حساب المبادئ؟

تحياتي واحترامي لحضرتك وارجو ان تتقبل النقد لأننا هنا للبحث والتعلم ولسنا في صراع.
أشكرك على الرد.


17 - لماذا العجب يا ناشا؟
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 10 / 6 - 09:13 )
أفهم ماركس فيلسوفاً أراد أن تكون فلسفته أداة تغير لا شرح وتفسير. ولكنه ترك باب تطبيق رؤيته مفتوحاً وليس موارباً. لم يضع ماركس -قوانين اقتصادية- كي تُطبق في المجتمعات الإنسانية. والاقتصاد الاشتراكي الذي ساد في -منظومة الدول الاشتراكي- لا علاقة لماركس به. كانت تجربة اقتصادية اشتراكية. هل تراها أنت أنها ناجحة؟
رفيقي العزيز ...المسألة أبسط مما تتصور
فلسفات الحياة -على اختلاف تنوعها وتوجهاتها- الموجودة اليوم من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هذا العالم الواسع تتسابق -حتى لا نقول تتصارع- كل منها كي تكون الأفضل.
وسيفوز في هذه السباق من هو أجدر بالبقاء. أما عن حلم -الشيوعية- فهو من الأحلام المشروعة.
لو كان الأمر بيدي لقلتُ للرئيس الصيني شي جينبينغ أن يفتتح في كل أرجاء الصين مطاعم شعبية مجانية.
وأظنها بادرة طيبة أن يكون للشيوعيين مطاعم شعبية مجانية منتشرة في أرجاء البلاد يدخلها من شاء, ليأكل ما شاء, كما يشاء, دون حسيب أو رقيب. وإطعام الجياع مهمة جليلة تستحق من الشيوعيين العمل عليها في كفاحهم اليومي.


18 - لا جواب ماركسي
منير كريم ( 2019 / 10 / 6 - 13:53 )
تحية لكم جكيعا
عنيت بتكرار السؤال عن لماذا تتطور الصين من المجتمع البدائي الى المجتمع المتحضر اسرع مما يحصل في الهند بكثير؟ وكان هذا اختبارا للزملاء الماركسيين ولكن في الحقيقة لا تستطيع الماركسية اعطاء جواب
انا بانتظار الجواب
شكرا للجميع


19 - الصديق منيركريم
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 10 / 6 - 14:48 )
حتى لا يبقى سؤالك معلقاً في الهواء أقول: السيرورة في الانتقال من القديم إلى الجديد وجدت أرضاً خصبة في الصين بينما لم تجد هذه الأرض في الهند...أظن ذلك ولا أجزم به...تقدم شعب ما من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية تكون مرتبطة بقدرة هذا الشعب على العمل ...وسبب فشل الكثير من التجارب الاقتصادية في مشارق الأرض ومغاربها يعود في أصله لعدم توفر القيادة الحكيمة التي تسعى مع شعبها للنهوض ...ما سر نجاح أسرة ما وفشل أسرة أخرى تعيش في الحي نفسه ولهما شروط العيش نفسه ...أعتقد أن قيادة الأب والأم تسهمان بشكل كبير في نجاح أو فشل أفراد الأسرة ...ولكن يبقى السؤال حاضراً معلقاً، لماذا تقدمت الصين وسبقت الهند في كل الميادين؟


20 - الماركسية ليست علما
منير كريم ( 2019 / 10 / 7 - 07:32 )
تحية للاستاذ عبد الرزاق
لايوجد جواب ماركسي لسؤالك لان الماركسية تفسر الظواهر بالعامل الاقتصادي-علاقات الانتاج-ولايمكن لهذا الاسلوب ان يفسر الظاهرة المذكورة وكذلك العديد من الظواهر الاخرى, وللاجابة على هذا السؤال لابد من استخدام العلوم الحقيقية كالتاريخ والجغرافية وعلم الاجتماع والثقافة والتراث والعوامل الذاتية والمصادفات التاريخية وغير ذلك من العوامل اللاقتصادية
كيف يفسر الماركسيون حيادية الجيش في تونس وعدم حياديته في سوريا؟
كيف يفسر الماركسيون الردة الظلامية في سيطرة الاسلام السياسي في البلدان الاسلامية؟
لاتوجد اجوبة ماركسية بل توجد اجوبة علمية لان الماركسية ايديولوجيا وليست علما
شكرا لكم

اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف


.. مظاهرات في العديد من أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات واليسار ا




.. خلافات في حزب -فرنسا الأبية-.. ما تأثيرها على تحالف اليسار؟


.. اليمين المتطرف يتصدر نوايا التصويت حسب استطلاعات الرأي في فر




.. آراء بعض المتظاهرين ضد اليمين المتطرف في باريس