الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهم الكردي لراهنه (2)

كاوار خضر

2019 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


المقال الثاني في هذه السلسة التي نحن بصددها عن كوباني. يتناول الكاتب فيه مقاومة كوباني ومحاربة
داعش في جنوب كردستان وغربها، مشيدا بالإنجازات المحققة على أرض الواقع في كلا الجزأين، ليؤكد
على وثوق العالم بهما كمحاربين مع اعتبارهما حلفاء مؤكدين. ما ذهب إليه الكاتب في تقويض الخصوم
وداعش إن كان في كوباني أو في الإقليم لا يمس الحقيقة بالشكل المتصور في المقال، وواقع الحال يتضمن
المآسي في جزء وفي آخر الخسارة والفشل. والراهن لا يؤكد لنا عن أصدقاء، إن كانوا من الشرق أو الغرب،
ولا يبدي تخليهم عن العرب أو عن تركيا، وهما طرفان ذات كيانات ضخمة لا نعادل أمامهما ملعبا لكرة
القدم. لا شك أننا تغلبنا على المهاجمين في كوباني؛ ولكننا هجرنا ما يقارب من نصف مليون كردي ودمرنا،
تقريبا معظم مدينتهم، وهم الآن في الخيم لاجئون. إذا تمكنوا من العودة إلى بلدتهم أين سيسكنون؟ انتصار
مثل هذا هو لصالح الأطراف المعنية، وليس لصالح الكرد شعبا وقضية. وتاريخنا القريب شاهد على ذلك.

لا زالت مأساة إقليم حية في ذاكرتنا؛ حين التجائهم إلى إيران. ناضل كرد الإقليم على مدى عقود من الزمن
الحكومات العراقية، وتكلل ببيان الحادي عشر من آذار، ولكنه في النهاية ذهب هدية رخيصة لشاه إيران
مقابل جزر الخليج الثلاث! فعن كوباني، مرارا وتكرارا نسب النظام دحض المهاجمين فيها إلى مساعداته
السخية للمنتدبين علينا، واعترف المنتدبين أن رواتب موظفيهم من النظام السوري دليل آخر! أهذه وطنية أم
معجزة إلهية؟ وما تلاه لاحقا في النصر على داعش يعود الفضل إلى قوات التحالف؛ حيث انتقلت الإدارة
الذاتية من موقع إلى آخر، ولا نعلم مستقبلا إلى أي موقع سينتقل، وذلك حسب من سيحكم منطقة تواجدها،
ربما سيكون أردوغان، إذا أجازت له القوى المتصارعة البسط على شرق الفرات ككل.
في ظل قوات التحالف كلفتنا تلك الانتصارات اثني عشر قتيلا وعشرين ألف بين معوق وجريح. أما في
الإقليم، فقد لاذوا بالفرار لحظة هجوم داعش عليهم. ولولا تدخل الطيران الأميركي التي أعادتهم إلى مهربهم،
وأعانتهم على الدفاع؛ لأعادت عليهم، صنيعة المتحاربين على منطقتنا، مأساة العام 1975م. ويشيد الكاتب
بالدعم الوفير والتدريب العالي لنا، متوهما القارئ بشكل خفي أن هؤلاء الداعمين هم أصدقاء الكرد وحلفاؤه!
غير مبال بوجوب تيقن الإنسان الكردي أن العصر هو عصر المصالح، وليست سواها، وأن زمن الصداقات
قد ولى منذ عهد بعيد. قديما سئل الإمبراطور الروماني عن أصدقاء روما وعن أعدائها، فأجاب بأنه لا توجد
لروما أصدقاء أو أعداء؛ إنما لروما مصالح! إذا عاينا هذا المقال بعين الملاحظ لوجدناه حقنة مخدرة، نسرح
على إثرها في أجواء الأحلام والخيال، لتهيمن البساطة والسذاجة على عقولنا. لا نشك أننا نشعر بالارتياح
لأمثال هذه الكتابات، والدليل كثرة قرائها.
فالإدارة بذاتها كانت ضرورة قدمها النظام والقائمين عليه؛ لتخويف تركيا؛ حتى لا تكون عونا للمعارضة،
وكذلك السيطرة علينا من جانب آخر. ورياض حجاب يعترف، في إحدى مقابلاته، باستدعاء بشار للمنتدبين
علينا من قنديل للاستعانة بهم علينا. ومن بعدهم استغلتها أميركا في وجه أردوغان إثر الخلاف معه. ثم
اضطر اليانكي الاحتفاظ بهم تحت ضغط بعض المتنفذين، كونهم اعتقدوا أن مهمتهم لم تنتهِ بعد! وذلك حين
قرر ترام الانسحاب من سوريا. والإبقاء عليهم أقرب إلى التقايض بهم لاحقا.
أين ما يصوره لنا صحابنا من الصداقة والتحالف المؤكدين؟
وانقلابهم على وليدتهم وولي نعمتهم (البعث الأسدي والقائمين عليه) هو شأن آخر، ليس مجاله هذا المقال.
تجمع الملاحظين: عنهم كاوار خضر
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا