الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع الذى نعيشه في الضفة الغربيه وقطاع غزه لا يحتمل

محمود الشيخ

2019 / 10 / 5
القضية الفلسطينية



تشهد القضية الفلسطينية أبشع الجرائم التى تستهدف تصفيتها برمّتها، بدأت التصفية منذ عقد اتفاق اوسلو الذى كان لعنة على الشعب الفلسطيني وقضيته ،فقد لعب دوراً في تكريس الاحتلال ،فزاد حجم الاستيطان والمستوطنين،كما ازداد حجم مصادرة الأراضي والتعدّي الصارخ على أملاك وأرواح المواطنين والتعدي على الشجر والحجر،مع ازدياد عدد الشهداء من فئة الشباب الذي يتعمّد الجيش تصفيتهم بتُهم عدّة ، ثم ظهرت صفة القرن التي منحت اسرائيل القدس عاصمة أبدية لها ،وأغلقت مكتب منظمة التحرير في واشنطن واعتبرتها منظمة ارهابية ، وتوقفت أمريكا عن دفع المستحقات التي تدفعها لوكالة الأونروا وصولاً إلى إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينين فبعد إزاحة القدس عن جدول أعمال أي محاولات تفاوضية ثم إزاحة قضية اللاجئين أيضاً عن أي تفاوض ، ثم تصريح نتنياهو اعتبار الحدود مع الأردن منطقة الأغوار اسرائيلية سيفرض عليها السيطرة الإسرائيلية ، وبذلك تكون (3) مسائل أُجّلِت للمحادثات الثنائية قد أزاحها ترامب عن أي جدول أعمال في حالة الإتفاق على مفاوضات في المستقبل ، طبعاً لم آتي بجديد في حديثي هذا لأنه معروف للقاصي والداني من أبناء شعبنا ، لكن مصيبتنا أن حجم المؤامرة كبير جداً على قضيتنا ، وقوّانا السياسية غير متّحدة ، ومُفَرَّقَة ولا يوجد هناك أي محاولة للوحدة ، ووضع خطة كفاحية لإفشال المؤامرة ، بل تزداد الفرقة والإبتعاد وتتعمّق الفردية في السلوك السياسي للقيادة الفلسطينية ، والقوى السياسية نائمة ، أو ( داكه كوع بالفلاحي المشبرح )
إن منظمة التحرير الفلسطينية غير فاعلة ولا دور لها بل أُزِيحَت جانباً تُستخدَم عند الحاجة ، وأعضاء اللجنة التنفيذية لا دور لهم وحتى كافة المؤسسات الفلسطينية الشرعية (المجلس المركزي والوطني ) لا دور لهم يستخدمون ولا يلزمون القيادة على تنفيذ قراراتهم ، بل إن قراراتهم حبر على ورق ، ما يُثبِت أن السياسة الفلسطينية المخطط والمنفذ والمقرر لها واحد لا دور لكافة الشركاء في المنظمة بأي قرار وأي سلوك وأن اجتماعاتهم هي مجرّد ( للدردشة ) يُطلِعهم الرئيس على ما قام به وما تصرّفه ربما وربما لا ، وأن قراراتهم تذهب طي التجاهل والنسيان ، كقرار وقف التعامل مع الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل ، وفوراً ( لحس ) القرار ولم نعد نسمع عنه ، ثم صدر قرار بالامتناع عن استلام أموال المقاصة وهي منقوصة وبالأمس اتفق على استلام (1.8) مليار شيكل من اموال المقاصه منقوصة ، دون التشاور مع الشركاء ، واعتبر مبرر الاستلام بأن الخلاف لا زال قائم حول رواتب الشهداء والأسرى والجرحى ، هذا اسمه ( ضحك على اللحى ) شعبنا ليس ساذج حتى ينضحك عليه.
فمثلما تم التراجع عن هذا القرار يمكن التراجع عن غيره ،بمبررات أخرى ،وباستخدام حجج كتيرة فلما اعتبرتم اتفاق اوسلو سيجلب لنا سنغافورة وإذا بسنغافورة جهنم على غالبية أبناء شعبنا باستثناء فئة صغيرة مستفيدة يضاف لها فئة من الرأسمالية التى استغلّت الواقع واندمجت فيه وباتت لها مصلحة فيه ، إنما الكل الفلسطيني يعيش أصعب حالات العيش منهم المعدم وحياة الفقر المُدْقِع ، كُثر التسول في البلاد حتى أخذت هذه الحالة لا تقتصر على كبار السن ، بل تعدّت ذلك إلى الشابات اللواتي يقمْن أيام الجمع وعند صلاة العشاء بالحضور للمساجد يتسوّلْن ، وكذلك نساء يدُرْن على البيوت لنفس الغرض.
فحسب ما جاء في بيانات دائرة الإحصاء المركزي الفلسطيني فإن (13%) حالات الفقرفي الضفة الغربية ، وإما في قطاع غزة تبلغ ( 69%) كما تبلغ حالات الفقر السحيق (34%) في قطاع غزة واما الضفة الغربية تبلغ النسبة (5.8% ) وجاء في البيان أن متوسط دخل الفرد في غزة بلغت (32) دينار وفي الضفة الغربية فقط (170 ) دينار ، وفي الضفة الغربية واحد من بين عشرة يتعاطى المخدرات ، وفي قطاع غزة سبعة من بين عشرة شباب يتعاطون المخدرات
وتبلغ نسبة الشباب في البلاد (23%) من إجمالي عدد السكان البالغ (4.980 ) ألف نسمة في الضفة والقطاع مما يعني أن عدد الشباب يبلغ (1.145 ) ألف شاب وشابة ، أعمارهم تقع بين سن ( 15 _29 ) سنة ويتضح أن النسبة حسب الجنس تساوي (105 ) ذكور إلى (100) إناث وارتفعت نسب التعليم بين البنات بحيث تجد من بين (100) طالب جامعي هناك (33) من الذكور ،والباقي اناث ثم تبلغ نسبة العاطلين عن العمل بين الخريجين (58%) مما يساهم في دفع هؤلاء إلى التفكير بالهجرة بحثاً عن لقمة العيش في غير وطنهم ، وهذا بحد ذاته يشكل خطراً على الحركة الوطنية وعلى الوطن ، فالحركة حتى تتجدد لا بد من دماء شابة تلتحق بها وتجدد عزمها وتخوض النضال باسمها ، لكن السفر يعني تفريغ الوطن من الطاقات الشابة وإبقاء الحركة الوطنية بعضويتها القديمة دون تجديد وبالتالي يضعف عزمها وتصاب بحالة ترهل وشيخوخة ، وهذا هو الحاصل لحركتنا الوطنية مصابة بالشيخوخة منذ عقدين من الزمن ، فما بالك وهي تعاني من عدم التحاق الشباب بهذه الحركة ، أضف إلى ذلك أن الشباب كفروا بها كونها تخلت عن برامجها وتمسك القائمون عليها بالمناصب والرواتب ، فهي تعاني من عدة أزمات على رأسها التخلي عن برامجها فتخلّى الشباب عنها واغتصاب قيادتها من قبل المخاتير فيها ،هل تعرفون ان الإحتلال هدم ( 538) بيتا ومنشأه في العام 2018،ثم هدم احياء في القدس وسلوان وصور باهر والعيسويه،تسلم خلال العام (80 ) شخصا من العيسويه اوامر هدم بيوتهم.
زمن جانب اخر تبلغ نسبة الطلاق بين الشباب من سن ( 18 _ 29 ) سنة (67%) يقابلها نسبة الزواج لنفس الأعمار (73%) وهنا تكمن المشكلة في عمق الأزمة الاقتصادية التى يعيشها الناس هنا في الضفة والقطاع ،في ظل ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب من سن ( 18 _29 ) الى (45%) (36%) بين الذكور و (73% ) بين الإناث ،وأكثر من نصف الشباب في قطاع غزة فقراء ، مثلما تبلغ أجرة الفتاة (68% ) من أجرة الذكور وأجرة العامل في الضفة الغربية ( 120) شيكل في حين تبلغ في غزه (33) شيكل .
ولا بد من التعريج على الحريات الديمقراطية في البلاد ،ففي غزة يبلغ عدد ضحايا الصراعات الداخلية (1317) شخص منذ العام 2007 حتى العام 2015 ،ودخل السجون في غزة من العام 2007 وحتى 2018 ( 145) ألف شخص واستدعي( 150 ) ألف مواطن ،وفي الضفة الغربية أيضاً وقعت ربما عشرات حالات الإعتقال السياسي ومنع للحريات ،يضاف إليها تعطيل المجلس التشريعي وتعطيل قرارات المجلس المركزي والوطني وآخرها قرار اللجنة التنفيذية الخاص بِوَقْف التعامل مع الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل ،وتعطيل منظمة التحرير الفلسطينية ،وتعطيل الشراكة الوطنية ،آخر القضايا الرجوع عن قرار عدم استلام أموال المقاصة دون التشاور مع الشركاء.
هذا هو الواقع الذى يعيشه شعبنا بطالة وفقر مدقع وسحيق ،وهجرة ربما لا عودة فيها ،وتآمر على القضية الوطنية وافتراق بين القوى السياسية وشعب ساكت فماذا يا حركتنا الوطنية أمام هذا الواقع أنتم فاعلون أم أن السكوت سيد الموقف. ما في وحدة وطنية وهناك افتراق وانقسام وخلافات وشعبنا فقد ثقته بالحركة الوطنية هذا الواقع مر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم