الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى رحيل الشاعر والرسام احمد أمير ..1 ..غياب مؤطر بمشاعل.. غياب تنجزه المشاعل

علي البزاز

2006 / 5 / 19
الادب والفن


ثمة قلوب يتطلب عناقها الكثير من الوشاية، واخرى نائمة مثل باقة ريحان متوردة الخدين وعبقها يبتسم للابدية ،هذه القلوب هناك شك مؤكد من ان يحوز عليها الليل وان تلقفها مصادفة تجعل المشاعل يقظة الحضور في دواخلها لاتتلفت خائفة. لا ليل سيعم من دون اِنتاج أسلحة لطرده.! أحمد امير
(أنى لي اذن سطوة الوردة المفجوعة بالمطر النحلي على سويقاتهاوجميع الها صفر)(قصيدة باب غزوة المسرة)
أيهما أيّد الاخر بالحرائق في نفسه أهو الشاعر ام الرسام الذي فيه؟ أعانه الشاعرعلى تلقيح لوحاتة ضد توسل المجد ورصفها على شفا المصائر , وافاده الرسم كثيرا بتصور قصائده،فكان حينما يرسم يمتشق حرارة الشاعرلتكرم اللوحة وحينما يكتب يرسم الدروب لكي تفر القصيدة الى انحائها
.ثمة قصائد مكتوبة واخرى مرسومة والموت هو القصيدة الوحيدة التي يستطيع الشاعر دون قصائده ان يقراها.
كيف لجسدك الا يفصحَ تعبيراً؟وقد تناوبت الريشة والحبرعلية.الحبر ينتظر صنوه الرشة اذا ما أوغلت في القطيعة مفترشاً رصيف رأس الشاعر،،كيف لهذا الجسد ان لايقيم رشاقة المعنى والقصيدة واللوحة تتقاسماه وياله من ليل ممشوق الزيارة هو ليل الحبر.!.يقول
:"من لايتبين الانسان المغتاظ في هذه الرسوم فثمة شك كبير على اِستسلامه لفرح كاذب " 2كيف ستكون عاقبة الشاعر المنحاز للانسان المنغص الحلم ،هل سيتمكن من ثني الواقع لئلا يكون شفرة في جغرافية الطمأنينة؟ أيحاول آستصلاح الحيطان ليرصفها عيونا تنظر ؟
انه نشيد بائت هذا الذي يرومه الشاعر, هكذا يقول الواقع ومع ذلك فالفنان يريد تقوية الانسان بأضافة أحشاء واطراف وعيون اخرى تعينه على البقاء. ولكن هيهات فالسلامة مُداسة
تسنى لي ألاطلاع على قصائد أحمد أمير للفترة من 1973- 1967 قافلة ساطعة الخزائن قادها منذ نشأته مع الشعر ولغاية اسطحابه الموت وهي الفتره التي واظب فيها على دراسة ألادب الصوفي الذي اكسبه قوة روحية سيحتاجها فيما بعد عندما يتصدى للشائن من هذا ألعالم ويضطر لمنازلته حتى لو لم يتبق غير الوشل ومثله لاينشف ُمعرّضا رأسه على الدوام للاصابة.
بدت قصائده وكأنها قد شُفيت من أدران ألعالم في ردهة ألروح المتعالية والمتعذر معها بناء المائل من الاخلاق
"انى ندرك وجها فرشنا له الصدر سجادة
والغيوم ألحليبية وألصفير له ألف وجه
، فصفير لاِيقاظ عاشقة
وصفير يبدد خوف ألبساتين،
أي حرز ترانا بُلينا بوشم طلاسمه مع ألشغاف ؟(قصيدة وجوه-تأملات)
ثم يتماهى بألوجد ألصوفي ويستبطنه في نواح عديدة من قصائدة مقتفياً أسلوب ألصوفيين في تكوين العبارة وتسنين مقاصدها
(هل يصير الحبيب غير الذي يشتهيه ألحبيب/
قلت لولا وجود ألشىء لما صارت الشيئية/
ولولا وجود الكيف لما صارت الكيفية).
ان عظيم ألموهبة التي تمتع بها أحمد أمير هي معاقرة ألحياة والذود عنها كعائلة منذ ان كان يلقي بعيونة في نهر ألفرات فيعلق أللون بصنارتة ويعلق قلبة بتلك ألصنارة الى ان تغمدته الريشة فسيح ألوانها وفي هذه ألنزهة على ارض الشعر واللون كان يرافقه طعم ألشفاه و مذاق العسل
وهو(لشاكر لكل منمنة رأيتها ,لكل ملحمة ولكل صورة ولكل عذاب ولولاهذا لما اِستطعت ان أصور فرحي أوعذابي ، ربما ان الفرح والعذاب هما قيم تخص زمناً غير الزمن الماضي ، فان لها ان تتغير لغتها وجماليتها ووقع حداثتها ومن هنا تنبع ضرورة التغيربأتجاه الحداثة)
وكان ألشاعر يوسوس للرسام مستمراً بألمشاكسة
(لماذا أحط وخارطتي ماء الحشب) فكانت نزهته قصيرة جدا تُشبه حطة نسر على الرض وحيداً إلا من الاشكال والكلمات التي رعاها كالخيول وأحسن مصاهرتهما،
هؤلاء لن يتنكروا له ابدا في عالم دائم التنكر للمبدعين.. !
اِحترس الان في نومك الذي تلبسه ألعاشقات فالظلام الذي حاولت إخماده لم يُنجز ا طفاؤه بعد ولعله اليوم اكثر قساوة من ذي قبل ،
فما زال سائقو شاحنات الكلام وديوك المناسبات يجيدون فعل الحراثة في قلوبنا
، الان وفي قبرك الذ ي مايزال يتنفس ، لن يتردد اللون من ان ينزلق الى مخدعك ،
فقد كنت بحق ريشة تضاهي الحياة

هوامش
1. أحمد امير: شاعر ورسام عراقي إشتهر برسوماته للمسرح وكان واحدا من افضل عشرة رسامين للمسرح الاوربي توفي في السادس عشر من ايار عام 1994 في برلين
2.مقابلةمنشورة في مجلة الافق القبرصية العدد 29/ شباط 1989

3.القصائد من مقتنيات الشاعر محمد الجاسم /اخو ألراحل احمد امير



قصيدتان للشاعر الراحل أحمد أمير 3.
بغداد 1967
باب التوسل 1.

وكنت أتوسل احتواءك لرنين دمعتي
أبعد من خط سقوطها وجود راحتيك سجادة من المحبة
لينة كجلد ألحضن، وكنت أتوسل إمتصاص حيطانك الرجيف
ضحكتي خائفة فلا أنت بايعتني سلطنة الفرح ولا وليتني
حزنك فأصبره بين نصلي سيفي:الهبة والاستحواذ
أسقطي فوق مصيري
ورقة الرزق وصيري شاخصاً يا شجرة
فأشتهائي لمصيري
إشتهائي :حكة في جسدي
وهو ورائي
وأنا تيهت وجهي في "الدرابين"
وفي سفسطتي منذ زمن
أنت إسطرلاب عيني إذن
وكنت تعودت أجمع اقفال مدينتي التي قفلوها على نفسها
واضاعوا مفاتيحها وصدئت
وابكي



قصيدة باب الحجر في الفؤاد 2.
قل لي اذن
من اين اتيكا
إحترقت ثم انطفأت
ايها الغابة الكذبية
اثرت ان اشتهي مرة واحدة
ان اصافح نافذتي بالدموع
واوقف ضلعي على ضلعك الرطب يانافذة
وأنشج كل عصور التهاني
أحكمي ربطة الزمن المتسرب
هذا النحيب هديل الصبح
فما زال عندي جبيني
ولا زلت أحوي تقاسيم وجه زماني
وآياته الناعبة


ثنيّة ما ستعلم:

عقيل علي

{ الحبُّ محروس، والترابُ نهايةُ المطاف }
" إلى أحمد أمير وهو يعلوُ "
قبلَ ذكرى حياتِك
عزلتَ أيامَك..، أيامَك الصحيحةَ
وجلستَ تتأملها
وعندما ضجرتَ
ناديت الأحلامَ، وناديتَ النسيانَ كذلك.
قبلَ ذكرى حياتِك
طويلاً وقفتَ ليُغرَّبكَ جدارٌ طويلٌ من السنواتِ
جدارٌ طويل........................................
جدارٌ طويل:ـ
على مائدتهِ يَرْشَح:ـ
• نداءُ شهقة
• عشبُ الأرامل
• وكتابٌ يقولُ ما سنُلقي به من سبب
بينَ أقفالِك ومفاتيحِك مشى جنّازون.
قبل ذكرى حياتِك
وعندما ضجرتَ من الضجر قفلتَ أقفاَلك
وطردتَ شحّاذي ألوانِكَ
أوّلَ شحاذي ألوانِكَ كان الكلام!
من سيكارةٍ احترقَ بها عبد الحسين الجاسم {الأب}
كيفَ هبطَ اللهبُ، واندلعت الأم؟
اذهبْ أيّها الكلام وواسِ أسى الأم.

بورتريه 1

- اِرسْمني يا أحمد
- لا، اكتبني يا عقيل
- ورقتي بيضاء يا ظبيةَ اللونِ
لكنهُ رسمني بسكَراتِ العلو
آهِ إليزابيث، أصابعك المثنّاةُ على شَعْرِ رأسِهِ المظفور
وأنفاسُكِ
آه إليزابيث.
كمن يدعو الواحدَ، يدعو الآخرَ
قبلهُ عَلا محسن إطيمش
كنا بدموعنِا التي لا ترى نُبلّلُ دشداشةَ الشعْرِ التي تستُر
جَسدك يا محسن إطيمش
أهكذا تساقطُ الأعمار؟
يا الله
ما هكذا.
بورتريه 2
قديماً هبطتْ ليالٍ، وأشعلَتْ { مصباحَ البدايات}
في صريفةٍ تحت جسرِ النصر
بدأت أولى { أللمات }
كاظم جهاد ـــ عقيل علي
هو في القلب
{ أحمد أمير }
من البصرة يأتينا حسين عبد اللطيف
من صحراءِ السلمان يأتي خالد المعالي
يهبطُ علينا من الشطرةِ مساحُ البياض { حنتوش }
وحتى يصيحَ الديكُ كنا نسهرُ على إملاقٍ من طرازٍ خاص
كانت الناصرية.
بورتريه 3
قديماً هَبطتْ ليالٍ، وأشعلتْ مصباحَها
علا المصيرُ
ونامت البلادُ، ونامتْ كمائنُها
" ليكن "
نام الشاعرُ، ونامت احتمالاتُهُ
{ وسادتهُ حذاءُ الحقائقِ }
" ليكن أيضاً "
* هذا قليلٌ
من كلَّ شيء في كتابٍ يقولُ نهايةَ
ما سنلقي به من سبب
وهذه أفكارٌ نمتْ في رسغِ الطاعةِ
وذاكَ فجرُ الذهبِ.، الذي يحلمُ بحرائقَ وأوسمةٍ
نامَ النومُ
فنم يا حذاءَ الحقائقِ.
فأنت هباء.
بورتريه 4
يا دمعُ أنتَ دمٌ، آهٍ من وَجَعِ العراق
دمُكَ الذي يسيلُ على القماشةِ، هو دمُ جرحِ المنال
قرحةُ ليلكَ مَنْقَعُ عذابٍ
لن يحميَهُ حتى النهدِ الذي نُذرتَ له.
أنتَ كومةُ غرابةٍ
صعدتْ من فمٍ فاغرٍ
رجَجْتَ كل ما يُمَس
حتى السكون
تَتْبَعُكَ الشمسُ
وترقدك كملاكٍ لم يَمْسَسْهُ دَنَس.
حَسَنٌ حشد أحلامك
وحسنٌ استيقاظُها
المياهُ اليقظةُ هي وحدها حظُّ مَنْ يعلَوْن.)


هو الثمرة مخبأ في تفاصيلها
علي البزاز
إلى رسام في قبره

تتبعُ غيمة ً فتترامى بأرجائك قاطبة ً
تنتشلُ أملاكها من الوحشة، ثم تتراكم عليها صباحاً
يتمناهُ النهار
تُهيج المدى الذي يحوك المراعي
هذهِ المرة ُ ليست بساطاً
إنما أيدٍ وعناق
تُعيق الوداع لئلا يتنامى إلى غرقى وحطام أحبة
الزمن المتعالي يدوس قباباً
تتممُ رغم ذلك أنفتها


• ذلك هو أنت:
إهتمام الدهشة بفتنتها، غصونٌ تتبادر أليكَ أو تنبع
من شرفاتٍ تنظرُ إليها
أصابعُ يخلدُ السابلة ُ فيها للسكينةِ
أكانَ الكلامُ فيكَ معبراً عن كثير الصمت فينا
الكلام مثلك صباحٌ للترنيمةِ دون أفول
كلما تقتني الريشة َ مكرراً سموها، تلدُ جراءً سرعان ما تنبح
هذهِ المرة ُ تركناك تسترسلُ في نومكَ
غيابٌ مؤطرٌ بمشاعل
غيابٌ تنجزهُ المشاعل
ثمة قلوبٌ يتطلب عناقها المزيد من الإشتعال
حالما سيعم الليل تنتج فاكهة ً لطردهِ

• ذلك هو ماضيه:
ُ فرشاة تمنح اللون مهلة البقاء حياً
يصادف وجوها ً غريبة ً، بمعنى يسلك تفاصيل غبطتها
ينفق اشواقه فالطائر يكفيه جناحان
حينما جاورتهُ كنتُ قد إعتزلت رأسي
على قارعةٍ شاخ النهوض فيها، وتهيأت
لمنام قلمي، لم أكن حينها يوما ً معيوشا ً
بل منتحلأ حياة
لكنهُ من أبّنَ الوردة وصادفها في مثواها
ولم يكن في مثواه

• تلك طفولتهُ:
في مدينةٍ حاسرةِ العناق،
تلفُ الألم حول عنقها كالشال
تتخيلُ الأزقة ُ خطواته تسيرُ عليها
وتبقيه ملوّن الحرمان

طفولة ٌ ناصية بمستوى الشبابيك
تكتظ بالأعمدةِ /

لقد إتكأتْ عليه طويلا ً في أثـناء نومها

• ذلك هو الحاضر:
شهقة ُ أحلام ٍ نائية ٍ / طرق يديرها الخطأ
مسودة حياةٍ لا يمكن إنجازها /
نرثُ الشك منها
رها قلوبٌ نفشل دائما ً في تأثيثها كلما نرتاد أسرا
يقلُ عطفها
نافذة ُ يتعذرُ فتحها، لكنها في الصباح ِ مغن ٍ
وعند المساء تصيح بالنهار أرجوك:
إبقَ


• هكذا نحن:
نؤانس الأسمالَ حتى تكتظ ّ بالمُلك

حينما أفتقد العالم أنهارهُ تعجلنا مياههُ
المصباح الذي يخسف السوط / معنى
المنابرُ عندما تؤازرهيبتها / معنى
الفرشاة إذا ما نبشت الحيطان / معنى
اللون المتحرش بالزمن / معنى
قلم الرصاص المشغول بمكانته / معنى

• هكذا هي الفرشاة:
وحوش، ولكنه يمسك بها، تتنازع
أبدا ً على سريره

أفئدة ٌ تتصيد السطوح بصنارة
هضابٌ تنزلق إلى حضنك،إنها والرفاهية سواسية

• ذلك هو الصديق:
يُحاذي البعيد لينجزهُ دفئا ً من قصبٍ وبردي
يسوّي الوعورة َ ليجلس الزمانُ في مأمن ٍ من الإهتزاز

لكنه ُ الليل شاركنا، لا أقصدُ هنا
الظلام اليوميّ بل ظلام الوعي
هذا الليلُ أشدُّ من السواد
وكهذا الزمن، شديد الغزو ِ كثير الأباطيل
أقولُ لليل ِ لزعيم ِ الهدم هذا:
إن في الحطبِ ما يكفي ليشغل النار عن الإشتعال
وفي الرماد هناك أحيانا ً رأس مغامر ٍ مسرور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو