الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيلو عدس

معتصم الصالح

2019 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عندما توزع دولة الذهب الاسود "كليو عدس" على الشعب .. لا لسد رمق او لكفاف ضنك العيش.. بل هو بارا ميتر مدروس لأختبار مدى" مسكنة" الشعب.. وهل وصل لهذه المرحلة ام لا..؟
تعتمد السلطة الغاشمة على نوعين من هذه المقاييس ..
#الاول مدى الطاعة والولاء والانقياد الاعمى لها ..
وهو مصطلح سياسي معروف يعرف (بالتعبئة الجماهيرية) من خلال ايهام الناس بوجود خطر حقيقي او وهمي يهدد معتقدات تلك السلطة ووجوب على الجماهير التضحية للدفاع المقدس عنها وعن " مقدساتها ..
ويكون هذا المعيار من خلال المسيرات المليونية والكرنفالات الدينية ونذر النذور الباهضة التكاليف ..والاتشاح بازياء خاصة ورايات معدة لهذه الاحتفالات ..والقيام بالاعمال الشاقة (طواعية)..
وايضل ..استحداث المزيد من الخزعبلات والهرطقات لمعرفة كم هو العدد الجماهيري السابق الذي سار في هذا المنهج
والعدد اوالرقم اللاحق الذي سوف يمضي بجديد ترهاتها..

#المقياس الثاني ...
هو تدجين المجتمع واخضاعه ويتم عبر افقاره المتعمد ثم اختبار مقدار هذا الفقر ..واستفزاز المشاعر بطريقة محترفة مثل القول ..
-ان تكون فقيرا في الدنيا لايهم..
-١٥ الف دينار تكفي لمصرف عائلة
- النوم على المبردة في غرفة لكل العائلة صيفا...
لا تاكلون نستلة..
توزيع كليو عدس لكل عائلة...
-لاتوجد حلول سحرية
-ورثنا ارث ثقيل من الخراب ..
-اصلح نفسك ..( عبارة شيطانية تعني انت الفاسد لا النظام)

هذه العبارات نفسيا هي اهانات مبطنة للشعب الفقير ..
او استفزاز ناعم لمشاعرهم لمعيار ردود افعالهم..
ان سارت الامور كما يجب ..
دخلوا في المرحلة اللاحقة وهي ( مسكنة الشعب )
والمسكنة اعلى درجة من الفقر ..

فالفقير هو ( من كانت حلوبته مقدار عياله) .. وهو الفقر النسبي
وهناك الفقر المدقع وهو ( من لم يجد يجد قوت يومه )

اما المسكين فهو من لاشيء له ..لزمانة تصيبه مع حاجة شديدة وتمعنه من التقلب في الكسب ..وهو الفقر المعدم او المزري ..

تبقى غاية السلطة الغاشمة هي الوصول الى هذا النوع المسكنة والهدف منه هو الذلة والخنوع ..
وبالتالي عدم القدرة على مساس السلطة بما يكدرها او يعكر حياة مترفيها .. وعبادة رموزها..

كحال مساكين لهم سفينة في البحر يعملون عليها فاعابها لغاية في نفسه ...

لذلك كان لابد لاصابة المساكين بزمانة تمنعهم من التقلب وطلب الكسب ..

فالخريجين لا عمل لهم ..
والباعة تحطم امتعهم على رؤؤسهم من على رؤؤس الاشهاد ..
والفقراء تجرف دورهم واراضيهم عمدا ..

والموظفون والكادحون يصارعون غلاء المعيشة واعباء الحياة..

والمرض هو الموت بعينه ..ولاشفاء ابدا..

كل هذا لجعلهم مساكين اذلهم الفقر ولاحيلة لهم ولا تحل عليهم حتى الصدقة
حتى عند التبحر في اللغة عن مفردة مسكين نجدها تلحق صفة من يقع عليه ظلم وجور من جهة مذلة ويخنع مستسلما لها ولاتاتي هذه الصفة من جهة الفقر
وبالتالي تحرم عليه حتى الصدقة ..
ابدع المترفون في مسكنة الشعب واذلاله. وتخويفه من الاخطار والكوارث والعقاب ...
مع استخدام الازدواجية والنفاق في القول والتفسير..
فعندما يكون مد المنافقون خارج السلطة يحرضون الجموع على الثورة( عجبت لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهرا سيفه..)
والحال كله يتغير مع قرب المترفون منها ( ان تكون فقيرا في الدنيا لايهم ) وصدقة " العدس" تسد الرمق وان كانت حد الكفاف )..
فكانهم ياخذون مكان الرب في الحساب والثواب ..
( المال مالنا والفيء فيئنا من شئنا اعطيناه ومن شئنا حرمناه ) ..

كلها سجون من اوهام ..
وكلها ترهات قديمة من عهود غابرة..
ايا كان الحال .. قال الجموع كلمتها ..
والنصر قريب ..باذن الله ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات