الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبراهيم لم يكن مجنونا عندما قال: حكم الفرنساوي ولا حكم الشاوي

زارا مستو

2019 / 10 / 7
كتابات ساخرة


كان هناك رجل اسمه إبراهيم وهو رجل عاقل معروف في دير الزور أيام الانتداب الفرنسي ، ولم تكن له علاقة مع الفرنسيين حتى يُتهم بالعمالة.
وعندما جلا الفرنسيون عام 1946 عن دير الزور وقف إبراهيم في ساحة المدينة وأمام ملء من الناس أخذ يبكي حزنا على مغادرة الفرنسيين المدينة.
واستغرب الناس حيال ذلك الموقف في الوقت الذي كان تحارب الفرنسيين من أجل تحرير البلاد من الاستعمار، فكان رد إبراهيم : الفرنسيون أكثر مدنية وحضارة من الحكام الجدد الوطنيين، أفلا يجوز لنا أن نزعل على رحيل المتمدنين؟
اتهم الناس إبراهيم بالجنون وأصبح لقبه إبراهيم المجنون في دير الزور إلا أنهم لم يتمهوه بالخيانة لعدم ارتباطة بالفرنسيين.
ودارت الأيام دورتها ودبّ الخلاف بين القوى الوطنية وظهرت تناقضات الحياة الجديدة وما رافقها من استياء الناس في دير الزور وغيرها من المدن والأرياف من حكام عهد الاستقلال الوطني.
عندها أخذ الناس في دير الزور يرددون : حقا إن إبراهيم لم يكن مجنونا.
الشاوي وجمعها شوايا هم البدو الرحل الذين استقروا في وادي الفرات في القرن التاسع عشر وتحوّلوا إلى فلاحين مستقرين دون أن يتخلوا عن تربية الماشية والترحال بها طلبا للكلأ . عشائر الشوايا هؤلاء ( الفلاحون - البدو ) لم يكونوا على وفاق مع المدينة التجارية دير الزور، التي تستغلهم. ومن هنا نفهم موقف أهل ديرالزور الحذر من الشوايا والعشيرة التي حكمت الدير مدة بسيطة في مرحلة زوال الحكم العثماني 1918 وقبل مجيء الفرنسيين.
ليس القصد هنا إساءة شريحة مجتمعية في معناها القريب أو الدعاية او البروغندا للاستعمار بمعناه المتداول او لجهة دولية بعيناها وخاصة تشهد الساحة السورية بحرا من الدماء جراء التدخلات الدولية وفقدان الشعب السوري إرادته لاسباب ذاتية وموضوعية.
لكن بعد هذه السنوات نقول ماذا لو بقي الفرنسيون في سوريا على أقل لعام 2000 كيف كان حال بلدنا سوريا الآن، إبراهيم كان محقا وعاقلا عندما قال: لا نستطيع إدارة هذا البلاد بأنفسنا.
لو نقارن مقارنة بسيطة بين الحكم الوطني الذي تسبب بمقتل مليون مواطن سوري وتشريد نحو 12 مليون آخر، وتحويل البلاد إلى ساحة صراع دولية وبين بقاء الفرنسين لفترة إضافية حتى يتمكن السوريون من تأسيس مؤسساتهم وبناء دولتهم على غرار دول متقدمة في العالم؟!
قد يستغرب البعض من هذا الرأي ويصفه بالانبطاحي لكن قد يأتي يوم نبحث جهة دولية تملك كافة مقاومات الدولة لتدير أمورنا في سوريا وندفع لها ولن نجدها.
أؤكد لو نخير الشعب السوري الذي يشق البحار بحثا عن الأمن والأمان ولقمة عيش والكرامة فهو مستعد أن يترك كل شيء خلفه ويلتجئ إلى أقرب دولة أوربية أو غيرها هربا من الحكم الوطني ويرمي جواز سفره في أقرب حاوية يصلها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو


.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق




.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب