الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب العراقي ينتفض ضد الفساد وضد نظام المحاصصة الطائفي

عليان عليان

2019 / 10 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الشعب العراقي ينتفض ضد الفساد وضد نظام المحاصصة الطائفي
بقلم : عليان عليان
المتتبع للانتفاضة الحالية في العراق التي راح ضحيتها حتى الآن 105 قتلى و 4 آلاف جريح يسجل ملاحظةً أساسية ، أنها مظاهرات وطنية عابرة للطوائف ، من خلال شعاراتها المنددة بالفساد غير المسبوق في تاريخ العراق ، الفساد الناجم عن نظام المحاصصة الطائفية الذي سبق وأن أرساه الحاكم الاستعماري الأمريكي بول بريمر ، وفق الدستور الذي صاغة الصهيوني اليهودي ناحوم فيلدمان .
هذه المحاصصة فتحت الباب واسعاً أمام سعي زعماء الكتل السنية والشيعية والكردية لنهب ثروات العراق ، فالسرقات باتت بعشرات المليارات ، وليس بالملايين ، حيث أصبح العراق يحتل المرتبة الخامسة في الفساد في العالم.
آلاف المليارات دخلت الخزينة العراقية ، ولم يستفد منها الشعب العراقي المحروم ، إذ أنه منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ، لم يتم إنشاء مستشفى جديد أو مدرسة جديدة أو جامعة في العراق ، بل على العكس تم إهمال المؤسسات السابقة ، لصالح إقامة مدارس ومستشفيات وكليات خاصة للقطط السمان.
منذ وصول أولئك جميعاً على ظهر الدبابات الأمريكية ، لم يتم تطوير البنية التحتية ، فغدت مدن العراق بدون ماء الشفة ، والكهرباء باتت منذ 26 عاماً إما مقطوعة جزئياً أو معطلة، حتى مدينة البصرة -خزان النفط في العراق- لا يوجد فيها محطة لتكرير مياه الشرب.
البعض يربط الانتفاضة الراهنة بالتدخل الخارجي ، وفي هذا الأمر إساءة للشعب العراقي ، وتجاهل لحقائق المعاناة والفساد المستفحل في مفاصل النظام ، الذي يرزح تحته غالبية الشعب العراقي .
صحيح أن السفارات الأمريكية والبريطانية والسعودية ستستغل الأحداث ، وتوظف بعض المندسين لحرف الانتفاضة عن مسارها ، في محاولة لمعاقبة الدولة العراقية على موقفها الرافض لصفقة القرن، ولإقدامها على إعادة فتح معبر البوكمال مع سورية، وعلى دمج فصائل الحشد الشعبي في إطار المنظومة العسكرية العراقية ، وقد تبدى دخول السفارات سالفة الذكر على خط الانتفاضة ، عبر بعض الشعارات التي تنادي بخروج إيران من العراق وليس بخروج القوات الأمريكية من العراق .
وهنا لا بد التأكيد على المسائل التالية :
أولاً : أن العراق بحكم الفسيفسائية الطائفية، بات ساحة للتدخلات الخارجية ، فقسم كبير من المكون الطائفي السني مرتبط بالسياسة السعودية والأمريكية ، وقسم من المكون الشيعي طور علاقة مباشرة مع ولي العهد السعودي ممثلاً بالتيار الصدري ، وقسم آخر يبني علاقة تحالفية مع إيران ، في حين أن المكون الكردي الحاكم في إقليم كردستان يرتبط بعلاقة تحالفية مع الولايات المتحدة.
ثانياً : أن الإدارة الأمريكية تلعب دوراً رئيسياً في اختيار رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة وفي التأثير على سياساتها وخياراتها السياسية ، وللولايات المتحدة حضور عسكري في العراق ممثلاً بوجود ست قواعد أبرزها قاعدة عين الأسد ، وبوجود ما يزيد عن عشرة آلاف جندي وضابط وفني أمريكي.
ثالثاً : أن هنالك حضور كبير لإيران في العراق ، من خلال دعم فصائل الحشد الشعبي التي تنتمي لمكونات شيعية وسنية وغيرهما ، حيث لعبت هذه الفصائل دوراً مركزياً إلى جانب الجيش العراقي في هزيمة تنظيم داعش، وتحرير المدن العراقية التي كانت تحت سيطرته.
المخرج من الأزمة – في التقدير الموضوعي -يكمن فيما يلي:
1- في تشكيل هيئة قضائية مستقلة مهمتها محاسبة الفاسدين وإعادة الأموال المنهوبة وتوظيفها في خدمة الشعب العراقي.
2- أنهاء نظام المحاصصة الطائفي...
3- طرد قوات الاحتلال الأمريكية من العراق وإغلاق القواعد الأمريكية.
4- أن تعلن الحكومة العراقية أنها جزء من محور المقاومة وأن لا تلعب على أكثر من حبل ، بحيث تبني خارطة تحالفاتها وفق مصلحة الشعب العراق وعلى قاعدة تحديد معسكر الأعداء ، وعدم الخلط بين الأصدقاء الداعمين لوحدة وسيادة العراق، وبين معسكر الأعداء الذي يتربص بأمن العراق القومي والاقتصادي، ويعمل على العبث باستقراره وعلى إدامة نظام المحاصصة الطائفي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ