الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان : خطوة قبل الهاوية

وسيم بنيان

2019 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لن اخاطبك بلغة اتقي الله وأمثالها، كوني لست شيخا مثلك،ولست علمانيا كما انت مرة اخرى. اعرف انك لاعب سيرك ماهر تقفز من حبل الى اخر بسرعة الصراخ وانا (غشيم مصلحة)لا اجيد مثل جنابك البرغماتية ولا حتى الدبلوماسية. كل ما في الأمر عنى لي أن اقترح عليك ما لعلك بحاجة إلى سماعه ،حتى وأن كان لن يغير شيء من أهدافك، وانت تقفز كبيدق من شطرنج بلا رقعة،(وهذا بالمناسبة عنوان لمقال مطول أحجم عن نشره لأسباب تكتيكية أو غيرها)،في عالمنا المحكوم بكل هذا الجنون الذي يشارك في صياغته من هم على شاكلتي او امثالك،فاستمع أن وددت:
لم يعد الاكراد يشكلون خطرا حقيقيا على تركيا واخالك تدرك ذلك جيدا، فما من داع للف والدوران . الوقت الراهن جد خطير اخطر مما يستطيع أحدنا تخمينه. تتجلى خطورة الأحداث المتسارعة الآن لا في الحوادث المرعبة وحسب، بل مكمن الخطورة وذروتها في التسلسل اللا نمطي للحوادث، وارجو أن تدرك المغزى كونك ابن الشرق مثلي ،وها نحن نتماثل في صفة هنا،فمرحى للإنسانية!
راجع نفسك جيدا قبل أن تقدم على مغامرتك المجنونة في سوريا و التي لعلها ستكون الاخيرة،من يدري؟...
أنت الآن تخوض صراعا ساخن وبارد في ذات الآن، والجميع يعرف ما تعانيه من مشاكل داخلية عدا تلك العابرة للحدود، والتي لم يسلم منها إلا دولا قليلة على اي حال...
لكن رغم كل شيء مازال الامل موجودا، وانت تمتلك فرصة لتحسين وضعك في الداخل والخارج وهاته الفرصة الذهبية هي رفع اليد عن سوريا بالتحديد وخذ الحكمة ولو من غشيم!!
أنت ضمن حلف روسي ايراني وبمشاركة عراقية و لبنانية وخضت مع حلفائك جولات طويلة من أجل حل الكارثة السورية، التي اشترك فيها من يغنينا عن تعدادهم معرفتك الكاملة بهم، فما لك وهذا القرار المجنون؟
تعلم جيدا أن ترامب وبحسب مأثور شعبي عراقي : لا يطير طيرا في ضباب!
فأسأل نفسك ، وحاور عرشك الذي سبق لاسلافك من السلاطين أن قتلوا من أجله الابناء والأخوة كما تحفظ ذلك عن ظهر قلب كأي واحد منا، لم  قرر ترامب الانسحاب من الشمال السوري؟ ولم في هذا التوقيت بالذات؟ وكي يثقل طرق الاستفهام على سندان وعيك تذكر أن (المستر دونالد) يعيش ارهاصات لا تختلف عن التي تعيشها بالنسبة للحكم وهو كما تعلم يعاني من مشاكل جمة داخلية وخارجية مثلك تماما، فكيف تسنى لجنابك وانت السياسي الحاذق أن لا تتمعن في مغزى أن ينسحب هو و تدخل انت؟
هل ورد ذلك في كتاب الامير العثماني؟ لاني لم اطالعه عند الايطالي...
وكي لا استرسل كثيرا واطيل عليك أدعوك أن لا تقدم على خطوتك الملعونة لان مصالحها قليلة وحقيرة، أما مخاطرها فإليك بعض منها وارجو أن تفكر بها مليا وتأخذها بنظر الاعتبار مهما كان قرارك:
ستفتح على نفسك حربا من كل الجهات، ففي سوريا سيقاتل الاكراد ومن يتحالف معهم بشراسة ...
وفي تركيا ستفتح ابواب جهنم الارهاب الذي دعمت الكثير من فصائله وميلشاته دون حاجة للجدال بخصوصه، وقد تأتيك الانفجارات من كل حدب وصوب، حتى يشتبك حابل اسطنبول بنابل أنقرة، فتضيع نفسك وحزبك وشعبك بين قسد واخواتها، وتكتب نهاية فصلك الطويل فوق التراب السوري التركي على السواء.
فرفقا بنفسك وشعبك ووطنك وجيرانك، واعيذ جنابك من أن تصبح كبشا للخداع في حرب لن يكون لك فيها منطقة آمنة ولا
هم يدرسون !!
اسعى للقبول بمعطيات (اتفاق اضنة) وارحم نفسك وشعبك وجارك السوري واجنح للسلم لعل الباري يشملك وايانا بلطفه وعطفه و العاقبة للصلح ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل