الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستعراض تاريخى لسد النهضة الأثيوبى

أحمد على حسن

2019 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


... أول إتفاقية دولية بخصوص مياة النيل تم توقيعها سنة 1902، وتم توقيعها فى أديس أبابا عاصمة أثيوبيا، وقد نصَّت على عدم إقامة أي مشروعات سواء على النيل الأزرق، أو بحيرة تانا ونهر السوباط .. وقد وقعتها بريطانيا بالنيابة عن دولتى مصر والسودان التى كانتا تحت الإحتلال البريطانى .. وقد تم تأكييد هذه الإتفاقية عام 1906 بإتفاقية ثنائية بين فرنسا وإنجلترا.

... حصص دول المصب فى مياة نهر النيل " مصر والسودان " تم تحديدها فى الإتفاقية التى وقعت فى عام 1929، بين كل من مصر وإنجلترا "بصفتها ممثلة لدول اثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا" .. وقد نصت الإتفاقية على حصة كل من مصر والسودان فى مياة النيل، وكذلك حق مصر في الاعتراض في حالة إنشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النهر أو روافده.

... التفكير فى إقامة اثيوبيا لسد على فرع النيل الأزرق قديم، وبدأت دولة أثيوبيا طرحة منذ عام 1956 .. وحددت الدراسات التى قامت بها أثيوبيا بين عامى 1956 ــ 1964 المكان المناسب لإنشائه .. ولكن لم تتحول هذه الدراسات لأى خطوة عملية فى ذلك الإتجاه.

... في نوفمبر 1959 .. وقبل البدء فى بناء السد العالى فى مصر .. تم توقيع إتفاقية ثنائية بين كل من مصر والسودان، كإتفاقية مكملة لإتفاقية عام 1929، والتى تنص على الإستفادة المشتركة بين دولتى مصب نهر النيل من إنشاء مصر للسد العالى فى أسوان، وإقامة السودان لخزان المياة فى الروصيرص على فرع النيل الأزرق، على ان تستفيد الدولتين من المياة الفائضة والمحتجزة فى سنوات فيضان نهر النيل، مما يزيد من حصة مصر من المياة من 48 مليار متر مكعب من المياة إلى 55.5 مليار متر مكعب، وحصة السودان من 8 مليار متر مكعب من المياة إلى 18.5 مليار متر مكعب مياة.

... فى 10 مايو 2010 .. تم توقيع الإتفاقية الإطارية "عنتيبى" والذى تم توقيعها فى مدينة عنتيبى الأوغندية .. بين كل من: إثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا وكينيا .. والتى تنهى الإتفاقية الخاصة بحصص مياه دول المصب، وإستبدلت الحصص المحددة بالإستخدام المنصف لدول حوض نهر النيل دون أضرار جسيمة يمكن أن تلحق بإحدى دول حوض النيل، ولكنها تعطى الأفضلية لدول المنبع بالقياس على دول المصب فى إقرار أى قضية تخص نهر النيل وتدفقاته المائيه ... وقد قاطعت كلا من مصر والسودان هذه الإتفاقية من حيث المبدأ، والتى تهدر الحصص المقررة تاريخياً لكلا الدولتين، ورفضتا كل ما يتعلق بهذه الإتفاقية.

... بعد توقيع إتفاقية "عنتيبى" مباشرة، وفى نوفمبر 2010، تم الانتهاء من تصميم السد الأثيوبى على فرع النيل الأزرق، والذى كان يسمى وقتها بسد الألفية الكبير، وفى 31 مارس 2011 تم توقيع عقد قيمته 4.8 مليار دولار مع شركة إيطالية للبدء فى تنفيذ المشروع، وفي 2 أبريل 2011 وضع رئيس وزراء إثيوبيا السابق "ملس زيناوي" حجر الأساس للسد، الذى تم تغيير إسمه ليصبح "سد النهضة".

... في يناير 2014 .. رفضت إثيوبيا وجود خبراء دوليين ضمن اللجنة التي اتفق على تشكيلها عقب ثورة 25 يناير لتقييم الدراسات الإثيوبية بشأن السد، فتوقفت اللجنة عن العمل.

... في 23 أبريل 2014 .. نجحت مصر في إستصدار قرار بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والبنك الدولي، يقضي بوقف التمويل الأجنبي لسد النهضة، وكذلك وقف القروض التي كانت ستحصل عليها إثيوبيا والمخصصة لإقامة سدود أخرى على النيل الأزرق من كل من الصين وإيطاليا وغيرها من الدول، مما أدى لشبه توقف للعمل فى الأعمال الإنشائية لسد النهضة.

... في يونيو 2014 .. وبعد أن إنتخاب "عبد الفتاح السيسى" رئيسا لمصر تم إستئناف المفاوضات "المصرية ــ السودانية ــ الأثيوبية" بخصوص سد النهضة، وبدون حضور أى خبراء من المؤسسات الدولية "الإفريقية أو العالمية".

... في مارس 2015 .. تم توقيع إتفاقية المبادئ بين كل من: مصر والسودان، وإثيوبيا، والتي لا تنص صراحةً على حصة مصر القانونية والتاريخية في مياه النيل، كما ان الإتفاقية أعطت الشرعية لدولة أثيوبيا فى بناء سدها على فرع النيل الأزرق، وتركت الباب مفتوحاً لمفاوضات مستقبلية بخصوص تحديد حصتى كل من مصر والسودان فى المياة قبل البدء فى ملء بحيرة سد النهضة.

... بعد أن كانت معظم الجهات الدولية الممولة لسد النهضة، قد تراجعت عن التمويل وواجهت عملية الإنشاءات عراقيل تمويلية كبيرة، بسبب الجهد الديبلوماسى الذى قامت به مصر قبل توقيع الإتفاقية الإطارية والتى تم توقيعها فى الخرطوم، فقد إنهالت التمويلات الدولية على أثيوبيا لإستكمال عملية إنشاء سد النهضة الأثيوبى.

... فشلت حتى الآن كل المفاوضات التى تمت بين الجانب المصرى والجانب الأثيوبى فى الإتفاق على مدة ملء خزان المياة خلف سد النهضة، والذى على أثره سيتم تحديد حصة مصر فى المياة، وهى الحصة التى تصمم أثيوبيا الا تتجاوز 35 مليار متر مكعب من المياة .. وكل أمل المفاوض المصرى أن تصل إلى 40 مليار متر مكعب من المياة، كبديل عن حصة مصر التاريخية والمقررة ب 55.5 مليار متر مكعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سعيد جليلي.. مرشح بارز للرئاسة الإيرانية


.. العدالة الدولية تطارد إسرائيل وتكشف نفاق أميركا...| #التاسعة




.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها استهدفت ثلاث دبابات ميرك


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة – القسام تستهدف قوات متوغلة في مدينة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | مجلس الحرب الإسرائيلي يوجه فريقه بمواصلة م