الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لا يغتال المثقف من جديد

خليل محمد إبراهيم
(Khleel Muhammed Ibraheem)

2019 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


منذ وقت طويل، وكاتب هذه السطور؛ يُعاني من مشكلة ضياع المثقف العضوي في (العراق) الحبيب، والبلدان المشابهة، فلما تفضلت (الثقافة الجديدة) الغراء، فطلبت إليه الحديث عن اغتيال الشهيد (كامل شياع)/ المستشار السابق في وزارة الثقافة- أعادت في نفسه هذه الأطروحة وأثارتها، ف(كامل شياع) مثقف عضويّ؛ ناضل نضال المستميت؛ خدمة لشعبه العراقي العظيم، وحزبه الشيوعي المجيد؛ منذ نعومة أظفاره، حيث كان من العاملين في مجلة (الثقافة الجديدة) الشهرية العراقية؛ منذ سبعينات القرن الماضي، ولم يزل يواصل الاهتمام بها، والكتابة لها حتى تمَّ استشهاده في 23/ 8/ 2008 على جسر (محمد القاسم) قرب وزارة المالية العراقية؛ عبر كاتم للصوت؛ دخل استعماله العراق حديثا، وبين سبعينات القرن العشرين، وتاريخ استشهاده اغتيالا؛ كانت له مواقف عملية وفكرية عظيمة مشهودة منها أنه ترك العراق مضطرا؛ نتيجة للضغط القاسي الذي عاناه المثقفون والتقدميون في العراق، حيث رحل إلى الجزائر؛ مدرسا للغة الإنجليزية؛ تركها إلى إيطاليا التي بقي فيها فترة قصيرة وضع فيها قاموسه الإنجليزي الإيطالي العربي للمسافرين والتجار؛ مما يوحي بقدراته غير المحدودة، فعلى صغر سنه/ في ذلك الوقت- أصدر هذا القاموس المهم، إذ ولد (كامل شياع) ببغداد في 5/ 2/ 1954.
لم تطل إقامته في إيطاليا، بل انتقل في سنة 1983 إلى مدينة (لوفان) البلجيكية، حيث اغتنم وجوده فيها لينال درجة الماجستير؛ في النقد؛ فقد وضع رسالته المعنونة:- (اليوتوبيا كمعيار نقدي)التي نالت درجة امتياز؛ توحي بكفاءته العالية، وتمكنه من العمل العلمي المنظم، وقد صدرت/ هذه الرسالة في كتاب- عن دار المدى.
في أثناء إقامته بمدينة (لوفان) البلجيكية؛ شارك في الحياة الثقافية العربية في أوربا، ثم في العالم العربي؛ عبر ما كانت تنشره له (الحياة) اللندنية، إضافة إلى مجلات (الثقافة الجديدة) و(الوسط) و(الموقف)؛ عدا عما أعده ل راديو "في. آر. تي" الدولي - القسم العربي- بروكسل، وقسم التلفزيون الدولي لوكالة اسوشيتد برس (أي. بي. تي. إن) - بروكسل.
في هذا الوقت، وحين جاءني طلب الكتابة عن استشهاده، بحثْتُ فيما بين يدي من مضان، فلم أجد غير رسالته الصادرة عن دار المدى، والكتاب الاستذكاري الذي أصدرته مجلة الأقلام العراقية الغراء تحت عنوان:- "عندما يتوهج المثقف .كامل شياع .. من بلاغة الكلمة إلى بلاغة الدم ".
وقد ضم مقالات حول استشهاده، كما ضم حوارين معه، وبعض من مقالاته، لأتساءل:- أين تراثه الفكري العضوي؛ المتفاعل مع الحياة، والمنشور في مجلة حزبه؛ ناهيك عن بقية الجهات التي نشرت له؟!
هنا عُدْتُ اليوم 27/7/2019 الى مجلة (الثقافة الجديدة)/ الغراء المنشورة على الغوغل- فلعلي أجد فيها ما يُعينني على الكتابة عنه، لأجد المنشور منها قد بلغ عام 2011، أما ما قبل هذا العام، فلم يتم نشره بعد؛ ترى؛ من أين يأتي الباحث بمنجزه الذي ضيع عمره من أجله حينما لا يجد مجلته الأساسية؛ منشورة؛ يستطيع الوصول إليها؟
لقد نبَّهْتُ في مقال سابق نشرته (الثقافة الجديدة) الغراء؛ إلى أن هناك بعض المناضلين؛ ممن نشرت نساؤهم أو أبناؤهم من بعدهم بعض ما تركوه من فكر، كما أن جوانب من منجز سواهم يدرسه أبناؤهم وأحفادهم من مبدعين محدثين، فها هو الأستاذ (إبراهيم الخياط)/مثلا/ يُعدُّ أطروحته للدكتوراه عن علمين عظيمين من أعلام الفكر الوطني العراقي والعربي ألا وهما (عبد الجبار وهبي)/ أبو سعيد- و(شمران الياسري)/ أبو قاطع- لكن كم هُم الآخرون الذين تركوا من الفكر ما تركوا، ولم يكن لهم نساء مخلصات أو أبناء صالحون؛ يجمعون تراثهم من بعدهم؟!
إنني أعتقد؛ أن الظالمين؛ يغتالون الأحرار بكل قسوة، فيودعونهم التراب، لكن يأتي مَن يغتالهم مجددا، حينما لا ينفض التراب عن منجزهم الفكري الثر، و(كامل شياع)؛ واحد من هؤلاء، فأين الكتاب/ أو مجموعة الكتب- التي تضم تراثه الفذ؟!
إنني أقترح على (الثقافة الجديدة) الغراء؛ أن تجمع المقالات والأبحاث التي نشرها فيها (كامل شياع) لتُعيد نشرها في كتاب مبوب، أو في مجموعة كتب، لتكون منارة تُشيع المنجز الإنساني الوارف الضلال، لهؤلاء المبدعين الأفاضل، وأن يكون هذا الكتاب/ أو مجموعة الكتب هذه- مفتاحا لجمع بقية ما نشره في المضان الأخرى، فبذلك، نُعيد إلى الشعب، بعض حقه علينا، كاشفين منارة من مناراته المضيئة، ثم يمكن أن يتحول هذا المجهود المبذول ل(كامل شياع) مجهودا مبذولا لسواه من قادة الحزب العظماء ومبدعيه الأماجد، الذين أفنَوا حياتهم في خدمة الشعب والإنسانية؛ ناشرين النور في المعمورة الفكرية، فلو أستدعت(الثقافة الجديدة) الغراء؛ همم الباحثين الجادين للقيام بمهمة جمع تراثنا الحي المدفون على شكل كتب ومجموعات شعرية لتخرج مع كل عدد؛ من أعدادها كتابا يُعنى ببطل من أبطال شعبنا والحزب الشيوعي المجيد؛ يتحدث عن حياته ونضاله، كما يجمع بعضا من فكره المنثور عطره هنا وهناك؛ في المضان المتنوعة، سواء كان ذلك المنشور باسمه الصريح، أو بالأسماء المستعارة التي كانوا يوقعون بها تعمية على الظالمين، فإن المجلة / بهذا- ترفع سيف الاغتيال؛ عن جانب من فكر أحرار شعبنا المجيد، بغض النظر عما إذا طالهم الاغتيال بالقتل أو بالإعدام أو بالسجن أو بالتشريد أو بأي شكل آخر من أشكال الاغتيال، فسيف الاغتيال الفكري، لا بد من أن يتم رفعه عن أعناق الأحرار، ألا هل بلغت؟
اللهم فاشهد.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا