الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة شباب البوبجي في العراق .. وكسر حدود مساحة الصفر التأريخي

ماجد أمين

2019 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اعترف بكل رحابة صدر واعتزاز.. واقف اجلالا ليس برفع القبعات.. لهذا الجيل فحسب .. الذي شرفنا وشرف وطنا مثل العراق.. في ثورة الاول مَن تشرين الاول..
جيل البوبجي او جيل الانترنت فاق كل الاجيال.. اقداما وشجاعة في كسر اصعب واصلب الحواحز المثبطة والمعطلة للعزيمة والاصرار..
هذا الجيل الذي كان الكثير يشكك بعزيمته ليس وهنا او اجحافا به. بل لأنه ولد في بيئة من الاستكانة والخوف..
والهزائم النكراء التي مرت بها اجيال فشلت في ولادة فيلسوف او مفكر.. منذ ولادة العلامة علي الوردي.. التي لربما كانت افرازة فجائية عابرة واضحت نتيجة شاذة لقاعدة من الجهل الشامل.. وقد يصفتي البعض باني متفائل اكثر من اللزوم.. وان مراهنتي على ما اسميته جيل البوبحي... مراهنة خاسرة او متعجلة.. نوعما.. ولكن يكفي هذا الجيل انه استطاع رغم القهر. والقمع.. ومحاولات التجهيل.. ان يكسر قيودا قيدت مجتمعا منذ الف عام او يزيد.. وهي قيود لم تكسر منذ ذلك الحين.. تتمثل بالنكوص والرجوع المبرمج الى
#مساحة_الصفر_التأريخي..
والتي اختزلت كل الإرث الحضاري والمعرفي والتأريخي.. وتقوقعها في مساحة من التأريخ.. استخدمها رجل الدين والكاهن الموازي للحاكم طوال تلك الحقبة المظلمة التي سادت على العراق..
اعتمدت سالفا وحتى الآن مهنة العرابة للكاهن الموازي للحاكم على فكرة مازوشية المجتمع من خلال ترسيخ عقدة ذنب وهمية.. في ذاكرة العقل الجمعي بأننا شياطين قمنا في زمن ما بقتل قديس آل محمد.. وهو الحسين بن علي.. هذه الشيطنة رغم صياغتها باساليب استرقاق العاطفة بطريقة تراجيدية رغم ان تلك الطبقة هي طبقة الحكم المتعالية.. هذه الصياغة هي عملية مؤدلجة لإبقاء وتوسيع مساحة الصفر التأريخي وجعلها معتقلا للذات الجمعية.. او مغتسلا كنهر براهما بوترا حيث الاضاحي لحكاية المعبد الواهمة والمسربلة بالذنوب المتوارثة والمتتالية بلا نهاية لتتسع مساحة الاحساس المفرط بالذنب ودفع ضريبة العقدة الذنبية المتوارثة رغم غياب حقائق التاريخ فالأحداث مرتبة بسيناريو تراجيدي لاستمرارية جلد الذات ومن هنا يأتي حذق الكاهن.. ودهائه.. في استرقاق العقل الجمعي وجعاه مصابا على الدوام بالمازوشية المزمنة..
لذلك ارتعب الكاهن الشيعي من ثورة شباب البوبجي رغم قصر زمن ثورة بركانها ورغم انها قمعت بأعتى الطرق المسبوقة وغير المسبوقة .. التي لم يَماثلها او يشابهها مثيل حتى في الانظمة الشمولية..
ورغم انفتاح الاجيال السابقة على مختلف الايديولوجيات وتوفر فرص ثقافية ومعرفية.. وامتلاك قدرات واتساع وعي. لكنها فشلت فشلا ذريعا.. في تقويض قيم راسخة في معبد مساحة الصفر التأريخي بيد ان هذا الجيل ورغم عدم توفر عوامل مهمة تسعفه في معرفة وتحليل حركة التأريخ بيد إنه.. استطاع وبدون فلسفة وسيل سفسطائي لساني ورغم احتياجه لأهم اسس و متطلبات الحياة.. وحرمانه منها.. لكنه بفطنته وقوة عزيمته وبأقل مساحة فكرية ادرك وبسرعة مدهشة عوامل الضعف والاستهانة التي تمارسها السلطة سواء الحكومية منها او المجتمعية.. بكل اصنافها ومسمياتها.. انه اروع واشجع جيل.. لاتخيفه الخطوط الوهمية الحمراء فهو مدرك ان تلك الجدران ماهي الا حدود مصطنعة تحاول ان تمسخ شخصيته.. وتعيده ككائن لايجيد سوى البكاء ممسوخ الارادة يعيش في غياهب الماضي.. ضمن ذات المساحة التي اعتقل بها أجداده وتحولوا لعبيد القداسة المزيفة في محمية طبيعية يتلاعب بها الكاهن كيفما يشاء....
خرج منتصرا رغم الدماء المسالة على درب الحرية.. رافضا ذلك المنهح القطيعي.. هذه هي مباديء ثورة شباب البوبجي.. او الانترنت.. لقد ارعبت وقضت مضاجع الطغاة... فطوبى لكم ولتورتكم.. وانكم حتما لمنتصرون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون