الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزرعة الحيوان ووصايا القائد

حسن رجب

2019 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لا حباً بها ولا عطفاً على حالها وحال حجاجها وأفنديتها 《المخلصين》 ولا رغبة بتقمص دور الوعاظ والمستشارين وكل مسترزق منها على باب الله ، لكن "يؤسفني" جداً بصفتي أحد سكان هذا البلد المساكين ، أن أؤكد للحكومة وأخواتها في السلطة ، بعد هذا العدد من البيانات والأساليب المنتهية الصلاحية في إمتصاص وتهدئة الجماهير المحتجة من الشعب ، وخاصة التي جاءت على لسان قائدها (عادل عبدالمهدي) ، بأن القادم من أيامها 《أسود》 ولا ينذر بخير ، أو مثلما يقول شاعر : (سوادٌ في سوادٍ في سوادْ) .

فليس من المعقول ولا من المنطقي أن يظن عاقل في هذه الدنيا ، بأن قرارات وإجراءات حكومية وبرلمانية (ترقيعية ، مرتبكة) تنص على "رَشَّ" حفنة دنانير صغيرة على نسبة قليلة من فقراء الشعب ، من مليارات تُجبى عبر رسوم وضرائب مرتفعة تُفرض على فقراء الشعب أنفسهم خلال مراجعتهم دوائر الدولة لضرورة ما ، أو تقتطع من رواتب متقاعدين منهم ، بذلوا سنوات شبابهم أو حيواتهم في خدمة بلدهم ، أو من أملاك وحقوق عامة أخرى ،

أن تكون 《حلاً》 لتذويب ما يُعَدُّ فصَ ملحٍ صغيرٍ من أملاح بحرٍ من مشكلاتٍ تحيط بنظام سياسي (ممسوخ) بدأ إبحاره في عالم الحكم منذ العام (ألفين وثلاثة) وحتى تاريخ كتابة هذه السطور ، من دون أن يصل إلى بر يشعر معه الناس ب"الأمان" .

إن الحلول الحقيقية التي غابت عن حسابات حكومة "قائدها" عبدالمهدي مثلما غابت عن حسابات سابقيها (ولا ندري عن حكومة من أيضاً ستغيب مستقبلاً) ، لن تخرج من عباءة مسؤولي وممثلي أحزاب همها الأول هو إثبات ولائها المطلق للدول التي جاءت بها وثبتتها بالحكم ، بل من أصوات الشباب والناس الذين غيب ومازال يحاول أزيز رصاص وإجراءات أجهزة القمع الحكومي والميليشاوي "تغييبه" من أثير ساحات التظاهر ووسائل التواصل والإعلام .

آخر أيام نظام البعث في العراق، تأملت نسبة مؤثرة من الناس أن تعيش الأحلام والوعود الوردية التي رسمتها وقطعتها (أغربة) السياسة التي جاءت بها رياح الإحتلال إلى الحكم في العراق ، لتعيش من دون أية مقدمات أحداث رواية (مزرعة الحيوان) للكاتب جورج أورويل ، التي أصدر بطلها الخنزير (نابليون) في واحدة من قراراته ، أمراً ينص على الزام جميع حيوانات المزرعة الخاضعين لحكمه ، بسبع وصايا تنص كقانون لا بديل عنه ، على أن :

*الحيوان لا يرتدي الملابس .

*كل من يمشي على قدمين هو عدو .

*كل من يمشي على أربع أرجل أو لديه أجنحة هو صديق.

*الحيوان لا يشرب الكحول .

*الحيوان لا يقتل حيوانا آخر .

*جميع الحيوانات متساوية .

فيما أضاف رفيقه في الحكم الخنزير (سكويلر) على هذه الوصايا كلاماً يدعم فيه هذه الوصايا :

《أيها الرفاق ، آمل أن لا تتصوروا أننا نحن الخنازير نفعل ذلك إنطلاقاً من روح الأنانية والمنفعة الشخصية . إن إدارة وتنظيم هذا الحقل كله تقع على عاتقنا . هل تعرفون ماذا يحدث لو أننا ، نحن الخنازير لو فشلنا في أداء واجبنا ؟
إن جونز سيرجع ، ويقينا أيها الرفاق لا أحد منكم يرغب بعودة جونز 》 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل