الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرياضة الدمويةBlood sport

الطاهري الشرقي

2019 / 10 / 10
الادب والفن


في صيف حار من سنة 2016 خر صريعا مصارع الثيران الشهير " فكثور باريو " وعمره لا يتعدى تسعة وعشرون سنة .وبهذه الطريقة الدرامية يكون هذا البطل قد ودع حلبات الصراع الى الأبد فلقي حتفه جراء موت يعتبر عند الا سبان فرجة وعند باقي البشر دهشة وعند المصارع الموت الالم والذي يكون قريبا من حبل الوريد وهو ربما لا يعلم .اذا تمعنا في هذه الرياضة الدموية سنقف منبهرين أمام كل من يرمي بنفسه الى التهلكة ...ونحن نعلم بأن الموت لا يرحم ولا يصفح فهو من ينتصر ...فمصارع الثيران يعلم مسبقا أنه كمن يقضم على تفاحة مرة ومع ذلك يكابر ويجحد في منازلة ثور متوحش ويطمح للانتصار عليه بكبرياء زائد فيذهب منتشيا بمنديله الاحمر في حركات بهلوانية بمهارة ورشاقة شبيهة برقصة الفلامينكو مما يثير استفزاز كثلة حيوانية (ثور هائج) فبادر (فكثور باريو) .بدون خوف ولا رجفة متمايلا كمن يرقص على حبل الموت وهو يعلم أن الموت ماهو الا على قرون الثور الهائج الشبيهة بالسيف أو الخنجر وظل المصارع الصريع يناور ويترقب اللحظة المواتية. كيف له أن يعبث بمشاعر قوة مجنونة’؟وهو يعرف بأنه ذاهب الى الموت, وفي نفس الوقت يبحث عن الخلود في بطولة يحققها باثخانه لجسد الثور بالحراب وغرزه حتى تخور قواه ويسقط الثور صريعا فيهتز الجمهور داخل الحلبة متلذذا بمشهد الثور مضرجا في الدماء الفائرة جراء غرز الحراب ولا يقوى على الحركة وتلك اللحظة كان ينتظرها المصارع كي يرفع راية الانتصار للحياة وكيف لا؟ وهو الذي ينجو من موت محقق. وهذا هو الذي لم يتحقق( لفكثور باريو ) ..شيء مروع وأنت تشاهد الموت ينتصر وجسد المصارع مسجى في بدلته الانيقة ملطخا بدم أحمر قان ....
*ولهذه الاسباب ربما العديد من الكتاب المشهورين والفنانين والسينمائيين ألهمتهم هذه الرياضة الملعونة ( مصارعة الثيران).. فمثلا أرنست همنغواي في روايته "صيف دامي" رأى في مصارعة الثور القوة والبطولة ..
*الشاعر الا سباني الشهير (غارسيا لوركا) كتب مرثية طويلة لأجل صديقه (أخناتيو سانشيز)و الذي خر هو الآخر صريعا ذات مساء في احدى حلبات المصارعة بطريقة مروعة والتي بفضلها حولت وجدان الا سبان الى أسطورة للحديث عن المصارع الصريع .
ومن عالم الفن التشكيلي أعطى الرسام الدائع الصيت( بابلو بيكاسو) بعدا "ايروتيكيا" لهذه الرياضة الدموية (المصارعة).....
*الروائي يوسف ادريس في رائعته "رجال وثيران" يصف جميع مراحل اللّعبة، عندما شاهدها لأول مرّة في حياته بزيارته لإسبانيا الشهيرة بها. دقّة وصفه تجعل القارئ يعيش لحظة بلحظة داخل مسرح اللعبة....
ومن الأفلام السينمائيّة التي جسّدت هذه اللعبة فيلم "ماتادور" للمخرج الإسباني "بيدرو المودوفار" . وعشرات بل مئات من الأعمال الفنيّة استلهمها مبدعوها من لعبة الموت تلك..**
وهنا نتساءل أين هي جمعيات الرفق بالحيوان ؟ ألم تنزعج مما يحدث ؟ سواء للبشر أو للحيوان ؟
الطاهري الشرقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب