الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغزوة التركية لأكراد سوريا

أمجد المصرى

2019 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بمناسبة الـغــزوة التركيـة للأراضى السورية والتي تستهدف أكراد سوريا دون غيرهم ، نسجل الملاحظات الآتية :

- أطلق الرئيس التركى على القوات المهاجمة لفظ ( الجيش المحمدى ) فى إعلان واضح منه أنه يخوض حربا إسلامية عنصرية تصف - تلقائيا - الطرف الآخر بأنه ( جيش

الكفار) بما يحل دماء و أموال و أراضى و نساء أولئك الكفار فيئا لجيش المؤمنين الغزاة .



- القوات المهاجمة تتكون من وحدات من الجيش التركى مدعومة بميليشيات من الإرهابيين السوريين و الأجانب أسماها الرئيس التركى ( الجيش الوطنى السورى ) فى تدليس واضح

تتم الغزوة التركية بسـماح من الأمريكان و الروس و باقى القوى الفاعلة على الأرض السورية و بتنسيق مسبق .

- لا تتعدى ردود الفعل الأوربية مجرد الإدانة و التحذير من إيذاء المدنيين ، و تتأرجح التصريحات الأمريكية بين ( تفهم الدوافع التركية ) و بين التهديد بعقوبات إقتصادية قاسية و بين تبرير للانسحاب و التخلى عن الأصدقاء الأكراد قبل الغزوة بقليل - أما ردود الفعل العربية فلم تكن ذات قيمة و لن تكون ، فهم أهل شجب و تنديد و إدانة فقط لاغير .

- يلفت النظر و يثير الانتباه موقف الحكومة السورية و جيشها الذى لم يطلق - و لم يعد بإطلاق - رصاصة واحدة ، و لم يحشد - و لم يعد بحشد - جندى واحد و لا معدة عسكرية إلى مناطق القتال ، و كأن ( قوات سوريا الديمقراطية - الكردية ) تخوض الحرب دفاعا عن أراض مكسيكية

الملاحظ أيضا قدر العنجهية و اللامبالاة التركية بردود الفعل - اللفظية - الرافضة لغزوته ، و اطمئنانه أنها لن تتعدى حدود اللفظ ولن تتطور إلى أفعال أو مواقف عقابية .

- ما لا يغيب عن المشهد أيضا هو رد الفعل الشعبى فى بلاد العربان ، فلا تكاد ترى انزعاجا و لا تململا من غزو ( التركى ) لأرض ( العربى ) ، بل على العكس ترى فرحة بالفتح / الغزو ( المسلم ) لجيوش الكفار الكرد ( رغم أن الكرد مسلمون سنة ) .. يظهر هذا جليا فى خطاب الإخوان و السلفيين و المتعاطفين معهم و كثيرين من الذين يتلقون المعلومات و التعاليم من قنوات الجزيرة و الشرق و أخواتهما ، و كذلك الذين يتلقون المعلومات و التعاليم من خطباء المساجد فى عموم أقطار العرب .

- تلك هى عناصر الصورة التى يراها الجميع حتى الآن ، و بالتأكيد هناك الكثير من الخفايا التى لم تظهر بعد ، و ربما يظهر بعضه عن قريب .

هـنا أجـد سؤالا يطرح نفسه بإلحاح : ... ما الذى ينتظر أردوجان بعد هذه الغزوة ؟

- يأتى التساؤل بعد أن طفت إلى الذاكرة أحداث لم يزل الكثير من شهودها أحياء ، فقد شهدنا غزو صدام حسين للكويت بعد ( تلميح ) بسماح أمريكى ، و انتهى المشهد إلى ما رأينا جميعا من تحرير الكويت ثم تدمير العراق و إفقاره و تفتيته ، فضلا عن إعدام صدام .. سبق ذلك أيضا السماح الأمريكى بتمويل و تسليح و تدريب تنظيم القاعدة و توفير الملاذ الآمن له فى باكستان و أفغانستان ، و دعمه إعلاميا و تبرير وجوده ، ثم شهدنا أيضا النهاية التى آل إليها أسامة بن لادن قائد التنظيم .

فهل وقع إردوجان فى نفس المصيدة ؟ هل ضاق الغرب ذرعا بالرئيس التركى فقرر التخلص منه ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع تركز على التوتر مع الصين


.. حرب شوارع وقصف إسرائيلي بالمروحيات والبوارج على رفح




.. ساري عرابي: نتنياهو يشعر أن تاريخه تلطخ بفشل السابع من أكتوب


.. ما مدى واقعية توصية جيش الاحتلال بإنهاء عملية رفح والتوجه لل




.. الجفاف في المغرب يتسبب بنقص بأعداد الأضاحي