الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين نارين الفساد والمحاصصة الطائفية !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بعد فشل الدكتور حيدر العبادي في الحصول على ولاية جديدة لرئآسة مجلس الوزراء ، بقي هذا المنصب المهم شاغراً … رَشحت اخبار من هنا وهناك تشير الى احتمال تولي الدكتور عبد المهدي رئاسة الوزراء ، وكانت الاخبار في بدايتها كالعادة ضعيفة تتارجح بين الاشاعة والحقيقة وذُكرت اسماء اخرى لشخصيات غير معروفة جيدا او لنقل غير مجربة سابقا الى جانب الدكتور عبد المهدي ، وبعد مخاض عسير أُعلن عن تولي الدكتور عادل عبد المهدي المنصب كشخصية مستقلة وبالتوافق ، وخرج لغط بين مؤيد ومعارض وساخر على مبدأ المجرب لا يجرب ، وبانه سبق ان تولى مناصب كثيرة لم يكمل مشواره فيها حتى النهاية ، وانه سيفعلها حتى في هذا المنصب الحساس وفي هذه الظروف الحرجة وهكذا … قلت في وقتها من ضمن ما لغطوا بان الدكتور عبد المهدي مع احترامي لشخصه الكريم ليس رجل المرحلة الخطرة التي يمر بها بلدنا الحبيب لاني ارى فيه الكثير من الطيبة العراقية والتي لا تتماشى مع ما سيواجهه من مشاكل واهمها غول الفساد المتمدد في كل مفاصل الدولة والذي يستنزف اكثر من 25 ٪ من ميزانيتها التي تعاني
اصلا من عجز مزمن ، وحيتانه من شتى الاصناف بدءً من المعمم الى شارب الخمر ، ومن اصغر موظف ومسؤول وانت صاعد … وانشاء دولة قوية تستطيع اعمال القانون على الكل ووضع حد لتدخل الاحزاب الدينية واذرعها المسلحة واعادة بناء البلد الذي دمرته الحروب ، وهي ليست بالمهمة السهلة ، تحتاج الى رجل قوي وصاحب قرار … وللانصاف نقول بأن السيد عبد المهدي لايتحمل مسؤولية الفساد المستشري في البلد منذ 2003 للآن ، لكنه للاسف فشل لحد الان على الاقل كما اسلافه الذين سبقوه في حصر السلاح بيد الدولة مع انه مطلب وطني ملح ، ومع كل ذلك فقد قام الرجل ببعض النشاطات التي يمكن ادراجها على استحياء تحت بند الانجازات من ضمنها فتح الخضراء ورفع الكونكريت المقطع لاوصال بغداد وبقية مدن العراق المبتلاة بالارهاب وتحقيق التوازن في العلاقات الخارجية في منطقتنا الملتهبة دوما بالصراعات الطائفية …لكن كما يقول المثل زهرة واحدة لا تصنع ربيعا …
ساسرد ما اتذكره من هذه المعلومة في سياق الموضوع والشئ بالشئ يذكر : عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية 1939 كان چامبرلين رئيساً لوزراء بريطانيا العظمى آنذاك ، وكانت التحديات كبيرة والمسالة مسألة وجود ان تكون او لاتكون و هتلر لايمزح ، فوجد البريطانيون ان چامبرلين ليس برجل هذه المرحلة الخطرة فهو متذبذب في قراراته وضعيف الشخصية ، والمرحلة بحاجة الى رجل قوي صعب المراس ليقود امة عظيمة كالامة البريطانية الى شاطئ الامان … فاختار البرلمان چيرچل الذي كان في وقتها وزيرا للمستعمرات ، وهو رجل كان معروفا بقوة شخصيته وعناده … وفعلا استطاع هذا الرجل ان يأخذ بريطانيا الى النصر على اعتى قوة عسكرية في الكون في ذلك الوقت … والامثال تضرب ولا تقاس .
المشكلة عندنا في العراق تكمن في المحاصصة الطائفية المقيتة وبموجبها يجب ان يكون رئيس الوزراء من المكون الشيعي حصرا بغض النظر عن الكفاءة او الاهلية لهذا المنصب الحساس في نظام ديمقراطي برلماني … ومع هذا نحن بحاجة الى قيادة عراقية قوية ولا نقصد هنا ان تبطش بالناس كما كان يفعل النظام المقبور ، وانما نريد مسؤولين مخلصين لانفسهم اولا ومن ثم الى هذا الوطن الجريح وهذا الشعب الطيب ، ينتهجون خط الدولة الديمقراطي المرسوم مع تفعيل قانون المحاسبة وتطبيق القانون على الجميع ولا احد مهما كان ، مهما كان فوق القانون والمساءلة … ومحاسبة الكل تحت مبدء من اين لك هذا ؟ وايجاد حلول جذرية في معالجة مشكلة البطالة وتحسين الاجور والغاء قانون رفحا المستفز والقضاء على الفساد واستعادة الاموال المنهوبة وما اكثرها ؟ واعادة البناء …
مأساة بلداننا العربية واضحة … تدخل الدين في السياسة ، وهي مشكلة عريقة عندنا في العراق حيث تأخذ الدولة التوجيهات واحياناً الاوامر من رجال الدين ، ولاتفعل هذا الامر الا الدول الثيوقراطية اي الدول الدينية او ذات النظام الديني ونحن للاسف نعيش في جمهورية اسلامية غير معلنة ! بالضد من رغبة الاكثرية الذين يفضلون الدولة المدنية الديمقراطية التي تحترم الكل وتحافظ على حقوق الجميع وهو الحل !
النظام الديمقراطي يحتاج الى ارضية صالحة لينمو ويترعرع فيها ولايمكن غرسه في بيئة تجهل ابسط اصوله ، والديمقراطية لا تحتاج الى نخب متنورة فقط وانما الى شعب مستنير هو الاخر … وعندنا في العراق لم يصل الطرفان الى مرحلة التنوير بجرعتها المطلوبة … فالنخب استغلت تراخي ومرونة القبضة الحكومية المتورطة هي الاخرى حتى النخاع بالفساد … فتفننت في السرقة والابتزاز وبيع وشراء المناصب وهي حالة انا شخصياً لم اسمع ولم اقرء عنها في اشد الدول انحطاطاً !
اخيراً المسألة لاتحتاج الى كلام كثير بقدر حاجتها الى فعل ننقذ به بلدنا وشعبنا من الانزلاق الى مكان لانريده جميعاً … نتمنى من الجميع بدءً من الرئآسات الثلاث الى اعضاء البرلمان وكل المسؤولين في الدولة من اصغرهم الى اكبر واحد فيهم ان يتخلوا عن انانيتهم وحبهم للسلطة والمال وأن يتحلوا بشئ من الوطنية والمسؤولية ، وأن يتعاونوا جميعا لانقاذ الوطن وان لانترك شعبنا ضائعاً بين هذه المعميات لان الظرف خطير … والشعب لا يمزح … لا يمزح هذه المرة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار