الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموقف الاوربي من تركيا وصراخ الاطفال

سوزان امين
ناشطة مدنية

(Sozana Amin)

2019 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


موقف بعض دول اوربا ازاء الاجتياح التركي للاراضي السورية هو فقط التوقف عن بيع السلاح لتركيا وماذا بعد ؟!!
من المعلوم ان الاتحاد الاوربي ابرم اتفاقا مع تركيا على ان تدفع ٦ مليارات دولار لتركيا مع السماح للترك بالسفر الى اوربا دون تاشيرات دخول مقابل احتفاظ تركيا باللاجئين الموجودين لديها , غير ان اوردوغان يهدد بين الحين والاخر بفسخ هذه الاتفاقية ولهذا تخشى اوربا مغبة ان ينفذ اوروغان تهديداته بزج قرابة ٤،٦ ملايين لاجيء نحو اوربا هربوا من سوريا ودول اخرى دمرتها جحيم الحروب هؤلاء موجودين منذ عام ٢٠١٦ في تركيا . الاتفاقية أُبرمت بعد ان مات الالاف من المهاجرين في كوارث الغرق في بحر ايجة عام ٢٠١٥ بهدف التوجه لدول اوربا . ولذلك تُعد تركيا خصم مكروه بالنسبة لاوربا بسبب هذه التهديدات الابتزازية التي تجعل مواجهة تركيا أوالتضييق عليها امرا صعبا .

ولو تاملنا قليلا في حال الشرق الاوسط فسنرى ان معظم الحروب تقوم بسلاح اوربي الصنع والحروب تنتج عنها كما هو معلوم العديد من الازمات الاقتصادية وتتسبب في ضعضعة الامن والاستقرار والمزبد من المأسي والكوارث الانسانية التي يدفع ثمنها عادة الناس الابرياء الذين يسقطون صرعى بمدافع وصواريخ اغلبها اوربية الصنع .
فاوربا واميريكا يجب ان يبيعا السلاح للدول الغنية بالبترول , لذلك من مصلحتهيما الابقاء على الصراعات في المنطقة هكذا يضمنون مزيدا من المبيعات للاسلحة وبهذا يؤمنون حياة ورفاهيه مواطنيهم في بلدانهم . ومن جهة اخرى انشغال العرب بالحروب يضمن سلاما اوفر لاسرائيل وزيادة فرصه في تحقيق اطماعه التوسعية في المنطقة والقيام بالاعتداء على الفلسطينيين دون اي رادع .
بعبارة اخرى ان رفاهية شعوب اوربا تدفعها دول الشرق الاوسط من تشريد وبكاء وصراخ اطفالنا ونسائنا واذلال شيوخنا وقتل شبابنا .
هذا يذكرنا بشيء من فلم "Monsters Inc" حكاية الشركة التي تنتج الطاقة عن طريق صراخ الاطفال وترويعهم , وكيف اكتشف احد العاملين فيها ان ضحكات الاطفال تنتج قدرا اوفر من الطاقة غير ان الشركة رفضت الامر لان النتيجة في هذه الحالة لن تكون مربحة كما هو الحال عند ترويعهم .

تجار الحروب لايريدون السلام في الشرق فضحكات الاطفال تؤرقهم وتقفدهم فرص كثيرة من الربح , انهم يريدون استمرار الحروب كما انهم في الوقت ذاته يحاولون منع وفود اعداد كببرة من اللاجئبن الى بلدانهم وهذا التوازن يصعب تحقيقه في خِضّم الصراعات التي تدوربين اقطاب تمركز راس المال والانتاج انفسهم اي اوربا , امريكا , روسيا والصين . فبنظامهم اللاانساني هذا حولوا كوكبنا الازرق الجميل الى دخان حرائق وجحيم لا يّطاق ولا يُحمد عقباه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية