الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة تظاهرات الشباب العراقي 1/10/2019

اسماعيل جاسم

2019 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عزمتُ الكتابة عن انتفاضة 1/10 / 2019 التي قادها فتيةٌ آمنوا بالعراق أولاً وبقضايا شعبهم المفصلية وبعدما انكشفت الاعيب واستغلال الساسة للطائفية وتكريس دورها بقتل الروح الوطنية وقطع جسور التواصل بين المكونات العرقية والاثنية . مواجهة المتظاهرين السلميين قد اعطت نموذجاً رائعاً للمتظاهر العراقي الذي يطالب بحقوقه المشروعة التي لم تحققها النخب السياسية التي تسلطت على رقاب العراقيين منذ 2003 والتي لم يحصد منها العراقيون سوى جيوشاً من العاطلين وجيوشاً من الارامل وكماً مرعباً من الطلاب المتسربين من مقاعد الدرس . انطلقت الجماهير الغاضبة للتظاهر ظناً منها بأن الدستور العراقي الجديد قد كفل لهم حق التظاهر السلمي ولكن قادة القوات الامنية والفصائل المسلحة والميليشيات اعطوا لانفسهم شرعية قانونية ووطنية بتهم تسمح لهم قتل المتظاهرين ومطاردتهم في الازقة والشوارع وحتى منازلهم وهي عملية خالية من اي اخلاق انسانية ووطنية بل وصموا التظاهرات بدعوى التآمر واعتبروا المتظاهرين بـ " المتأمرين "هنا تحولت الديمقراطية والدستور الى اداة بيد هؤلاء القادة والميليشياويين متوعدين وناقمين واعتبروا المتظاهرين اعداءً وانداداً لهم بينما كانوا بالامس القاعدة الشيعية الرصينة لمواجهة التيارات الوهابية والتطرف ولكن خلال المواجهات اثبتوا زيف دعواهم واثبتوا تمسكهم بالسلطة الى حد اراقة الدماء والقتل بالرصاص الحي بدم بارد وزرعوا فوق كل بناية عدداً من القناصين لأغتيال المتظاهرين وقتل افراد القوات الامنية كي يتهموا جهات أخرى بهذه الجريمة النكراء . كان المتظاهرون شاهد عيّان على جرائم القتل والسحل والسجن والمطاردة ومازال المشهد الى الان حاضراً وهو يسجل صفحات الجريمة من مسرحها اليومي .
قامت السلطات السياسية الماسكة بالسلطة والمشرفة على ملف التظاهرات بالتعتيم الاعلامي ومنعت الاعلاميين من نقل وتغطية الاحداث الساخنة ومنعت وسائل الاعلام من الوصول الى القيادات المشرفة على ملف التظاهرات واجراء اللقاءات معهم عدا تلك القنوات التي تعمل بوقاً لهذه الاحزاب وما كان محسوباً على الميليشيات والقنوات العراقية الرسمية الا انها لم تبث احداث المواجهات الا ما ينفعها ويخدمها .
دخل العراق مرحلة سياسية حرجة وكشفت الاحداث أن التظاهرات قد انطلقت من المحافظات الجنوبية واحياء بغداد ذات الطابع الشيعي والجدير بالذكر ان التظاهرات لم تكن ذات مطالب فئوية ومشخصنة لطائفة وانما كانت مطالب عراقية بحتة دون اي تدخل او وصاية اجنبية واقليمية .
على مدى ستة عشر عاماً كان ومازال النظام الطائفي في العراق هو السائد وقد رافقه اراقة الدماء وتفجيرات وصراعات تارة دموية واخرى سياسية واتسم هذا النظام باستشراء الفساد في جميع مفاصل الحياة وهناك كثير من بوادر الفشل والانكفاء منذ أن تشكلت حكومات الحاكم المدني " بريمر " على اسس طائفية وتوافقات سياسية وبقي العراقيون يطالبون بمطالبهم التي لا تتعدى عن القضاء على الفساد والفاسدين وتقديم الخدمات والكهرباء وفرص العمل وبناء المدارس ، اعطى المطالبون دماءً كثيرة خلال تظاهراتهم المطلبية فاستخدمت القوات الامنية وبلطجية الاحزاب القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين عدا الاتهامات التي لا تخرج عن " البعثيين ، اجندة خارجية واقليمية" وبقي الأخوة السنة بعيددون كل البعد عن الاشتراك بهذه التظاهرات بسبب خشيتهم من أن يتهموا بأنتمائهم للقاعدة وداعش او للفصائل السنية المسلحة "
وفي 1/10/ 2019 وبعدما وصل الجوع والحرمان اقصى مدياته والاستهتار بمقدرات العراقيين أعلى حالاته والاهمال والبطالة لا نظير لهما واجه هذا" النظام"في هذا اليوم اقوى صاعقة ثورية شبابية قالت قولتها في سوح التظاهر السلمي كادت تحرق جميع رموز النظام الفاسد ، واجهت القوات الامنية ومعها من يساندها من الميليشيات الشباب الثائر الغاضب اشرس مواجهة دموية لكن بعض الميليشيات والفصائل المسلحة تعتبر اذرع ايران في العراق كـ " قوات بدر وسرايا الخرساني وحزب الله العراقي وفصائل عصائب أهل الحق وغيرها. الى الآن لم تنته ثورة الجياع والعاطلين عن مواصلة التظاهرات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم