الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سالي الأرمينية الجميلة

هاله ابوليل

2019 / 10 / 12
سيرة ذاتية


كنا نعيش في مبنى سكني تم تحضيره ليكون مدرسة للأطفال حتى سن العاشرة
وكانت سالي معلمة سابقة تعلم الاحرف وتردد اغنية
I LOVE U
وفي كل صباح كان هذا المشهد يتكرر يوميا
ثمة طفل هزيل ومريض ويعاني من اندلاق في شفته وتشوه جمالي في وجهه يظهره بشكل مقزز للنفس كان هذا الطفل يعانق المعلمة سالي وكأنه يعانق امه
فأتعجب واقول بسري يا لها من امرأة عظيمة
كيف لها ان تحتمل رؤية هذا الطفل -المسكين لمدة ثماني ساعات, بل كيف تقبّل هذا الصّغير !
في الحقيقة, لن و لم اكن مثلها , هي فنانة حقيقية و شفافية واضحة, فقد كانت تعتني بهذا الطفل المسكين وتبذل جهودا عظيمة من أجل العناية به وكأنها أم انجبته
وبينما كانت المعلمة التافهة "منتهى" تتقزز علانية من منظر الطفل وتعلق على ذلك المنظر بسخرية كانت سالي الشقراء الأرمنية - ذات الوجه الصبوح تحضن هذا الطفل كل صباح بدون إدعاء
فقد سكب الله محبة هذا الصغير في قلب هذه المعلمة فتقبلته عن طيب خاطر وعاملته كطفل لها .
في داخلي كانت هذه الإمرأة - التي لم أنسى اسمها ابدا في حين نسيت المئات من الاسماء الاخرى من المعلمات اللواتي لم يحدثن اي فرق في داخلي
ولكنها سالي تلك التي غرزت جذورها بشخصيتها الحنونة وحفرت اسمها في اعمق أعماقي.
كانت شفافة وصادقة وطيبة و رائعة لدرجة لا يمكن الاستهانة بها. صحيح إن لكل شخص عيوب ولسالي عيوبها ايضا لاشك بذلك فربما كانت والدة ذلك الطفل تدعمها ماديا أو تعطيها هدايا وهذا شائع هناك
ليس كرما منهم بقدر ما هو نوع من الإستعراض والغرور وتضخم الذات إلا من رحم ربي طبعا ولكن
أن تظهر عيوبك بفجاجة مثل ما كانت منتهى تفعله ليس كمن يخفيها .
بالنسبة لي كانت سالي معلمة تستحق كل اوسمة الدنيا وأنا اراها تقبل طفلا يعاني من دلق في شفته اليسرى في عيب ظاهري لا يمكن للأم التي ولدته استساغته واطالة النظر اليه.
لم يكن مطلوبا من سالي معاملته بعناية
لم يكن مطلوبا أن تقّبله كل صباح حتى امه واعتقد جازمة إنها كانت تتحاشى هذا الفعل
لكن سالي كانت تفعل ذلك وتعتني به كأم رحومة ولكن بعد أن عرفت فيما بعد أن سالي امرأة عاقر
أو ربما لم تنجب بعد في حين ربما كانت والدة الطفل تتذمر منه وتتمنى موته فربما سالي كانت تتمنى هذا الطفل .
في الحقيقة في ذلك الزمان ,كنت لا أعي مشاعر الأمومة ولا أفكر بها مطلقا ,فقد كان شعاري اننا لسنا بحاجة يوما للاجئين جدد كما قالها محمود درويش ولكن هذه الأرمينية حظيت بداخلي باحترام لا يمكن نسيانه. ولكن ما حدث فيما بعد أن السيدة حمدة ومدير المدرسة المكلف حينذاك السيد فاروق طلبا من سالي بنهاية العام تقديم استقالتها ,لأنها لا تملك شهادة جامعية
وقد صدمت من هذا الفعل الشائن
ايمكن أن تتخلى أي مدرسة في العالم عن معلمة مثل سالي !
وتحتفظ بمعلمة تافهة كريهة مثل منتهى التي كانت تبدي تقززها من الطفل علانية !
ايمكن أن لا أرى سالي بعد ذلك !
منذ ذلك اليوم كرهت ذلك المكان وقررت ان اذهب خلف كل سالي جميلة و شفاقة
فأي مكان لا اشعر بالراحة به
سأتركه من اجل كل سالي
جميلة وشفافة وجنون









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات