الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قداسة المحاربين و دماء الغنائم...

فراس يونس

2019 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لم تكن المجتمعات لتتقاتل فيما بينها لولا تزاحم فرص العيش و اللهث وراء الثروات، ومنذ اول معركة بين قابيل وهابيل اتضحت نوايا الجنس البشري في غريزة الاستحواذ والحصول على الافضل ولو على حساب تصفية الاخر . لكن اتفق الجميع على ذم الحروب والمتحاربين و اعتبار حتى الانتصار هو خسارة نتيجة الدماء التي تراق من جراء المعارك...حتى ظهر مبدأ قدسية الحروب وقداسة المحاربين، بألباس الحرب الصفة العقائدية او الدينية ،ليكتب التاريخ بعد ذلك ان كل قطرة سقطت من محارب هي مداد للجنان و ان المقتول هو شهيد لتتمحور كل صراعات الهيمنة على السلطة والمقدرات الى حروب بصبغات عقائدية،تمجد المتحاربين و تقتسم الغنائم بدماء القتلى، وبكل الوسائل ،بطريقة الغزو و غنائم الحرب وعند الاقتسام تسقط شعارات الوطن والجهاد والدين ليحل محلها التهديد وابراز القوة، فالغنائم على قدر السطوة.
واليوم وبعد ان استخدموا غطاء الدولة والقانون الذي استمدوا منه كل ما يملكون من قوة بالعدة والعدد وما ان حان وقت الغنائم حتى ازاحوه جانبا،وكأنهم الوارثون الشرعيون لكل من سقط قتيلا،وكأنهم ياخذون دياتهم من مقدرات الوطن لا ليدفعوها لأهليهم بل ليستأثروا بها لأنفسهم،فيمسكوا بزمام القوة، فمواعيد الجنة وعطر الحور العين و سبيل الله قد دفن مع القتلى ،فليس اليوم جزاء الجهاد الجنة بل وزارة او مقاعد بالبرلمان لزعماء الحروب ...هذه ليست نظرية انما حقائق أستلت من واقع العراق المرير وليس فقط العراق بل كل من تتمحور حوله قوى الشيطان الايمانية ....اعذر من لم يقتنع بهذا الطرح ففرز الحقائق اصبح اصعب من فرز القش لأيجاد أبرة،فالكل يدافع عن الحق والكل يكره الباطل في عالم من المغالطات أصبح فيها تشوية الحقيقة اسهل بكثير من خلق الكذبة .
فاليوم من السهل جدا توجيه الاتهام لاي شخص او حركة او حتى مجموعة ،وهذه الاتهامات لن تتعدى السطور التي كتبت عليها... شعارات المؤامرة الخارجية و الامبريالية و اسقاط الثورة هي ذاتها شعارات صدام وحزب البعث في مواجهة نضال الشعب ضد الحقبة الدكتاتورية الدموية..يجترها اليوم من كان ينتقدها بالامس ولكن بصبغة جديدة تتحدث عن المقاومة ومحاورها وتلك الشعارات البائسة التي مات صداها عند الكثيرين، حتى انهم هذه المرة تساخفوا و استخفوا الى درجة تصريحهم بان التظاهرات الاخيرة هدفها زيارة الاربعين للامام الحسين ع التي لم يوققها هدم قبره ولا اغراقه و لا قتل من يقصده ولا قصف قبته ولا ارهاب صدام طيلة ٣٥ عام ،ان تعيش على دمائنا و تستنزف مقداراتنا و تهلك بُنانا التحتية لتحيلنا الى ساحة صراع وبنك دماء بشري تقاتل به فانت اكثر اجراما من صدام وزبانيته.
ما كسبه تجار الحروب ممن لا يفقه حتى الكتابة ،احالهم الى زعماء مافيا تتحكم بوزارات ومقدرات لا تحكمها ما فيات صقلية منذ ١٥٠ عام... هذه هي الحقيقة، أمعات ونكرات استُخدموا ليتسلطوا ،فكيف تريدهم ان يتركوا تلك السلطة ولو اسالوا العراق دماً......
باب المندسين والمتآمرين والاجندات لم يفتحه الشعب ،بل فتحه الفاسدون بكل اطيافهم،فالجائع لا يرى سوى كسرة الخبز والشريف لا يرى سوى الكرامة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟