الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار يوم حزين ..

مظفر النواب

2019 / 10 / 13
الادب والفن



في انتظار يوم حزين ..
------------------------------- مظفر النواب .



في انتظارِ يوم حُزني
تَقّحَّمَ الصباحَ
في ملابسِ الحِدادِ حافِياً
مُقَطّع الأزرار
مُختَلّ الإزار
ساخِناً يُهيئ الجُنّاز للغَدِ
أصغِ لأشجانِ الرّمالِ
في نواحها المُطرز الطويل
والنعجة في سُهومِها
لِثَدي أمِّها
ونكهَة الحليبِ
والخُبَيزّة الخضراء
في فَمِ الجَدي
ما زِلتُ في حَديقةِ اللذةِ
أذكي في جَلائِلِ الأعشاب
إبهامي والخنصر
والوُسطى الغريبةِ الطِباع
لم أنَم
غَفَت على نَهدِها
باقَة أحزان يدي
أسمعُ رمال الليل ؟
أسمعُ الصحراء ؟!
* لا تُقاطع
أسمع العروسَ ذات اللهَبِ الأزرق
أعطَت فَخِذَها النديّ
أسمعُ جماهيرَ المُغَنين القُدامى
مُترَعين بالدُّخانِ والخُمورِ
والسّنى الخفّي العبقري
في البكاءِ الأسودِ
أسمعُ أنينَ الرَّغَباتِ
في مدافنِ الهوى
لم يولد
أسمعُ حنيني
بعد تَفَتُت " الصِبا "
لطفلةٍ قد كُتِبَت في مولدي
يا أيها النَّدى
جرحتَ موضِعَينِ
واعتَديتَ عاشِقاً
لا
هكذا لم تَعتَدِ
ليسَ الهوى بواحدٍ
بل واحِدٌ في واحِدٍ
وغيرَ ذاكَ الواحِد
تَقحّم الصباح
حَرّكِ الرمادَ
علَّ جَمرةً قد بَقِيَت
عن خِبرةٍ ومحتد
تدخل في أفلاكِ هذا القلب
إذ أكثرها يدورُ بانتظارِ نجمةٍ
لا تتركيني فلكاً
يدورُ دونَ نجمةٍ
هذا فُؤادي
فاسكُني
أو مرةً فمرةً ترددي
ذا فلق الكونِ العظيمِ
باحتِ الخليقة العذراء بالزنبقِ
والقِباءِ الخفيضةِ اللونِ
تواصِلُ انزلاقها بالموعدِ
والسّهلُ لملَمَ القُرى في الظلام
باعَها للعشقِ والحصادِ والغدِ
كأنّ سُكراً أخَذَ الصَحوَ
إلى التَعَبُّدِ
أصخرة ؟
قُم هاتها
بَلَّ الندى جناحَها
كما قَطاة قَدِمَت من مَورِدِ
ندخلُ في آبارِها
ونمنَح الساعة
من هذا البُكور
نكهةَ التأبدِ
نضيعُ مثل طائرٍ مغردٍ
في صوته
أو لستُ أدري غد
ولا تُراع طلقة
فتقطع الشَّدوَ قُبَيلَ أوجَد
بل عَربد
وهاتِها عتيقةً عتيقةً
فكلّ شيءٍ يافِع
يأخذ مني كبدي
ألا تزالُ نائماً ؟!
وربّكَ الأكرم
توّجَ النويرسَ الصغيرَ
منذُ ساعة
بألف نونٍ أزرقٍ
في ألف نونٍ عسجدٍ
وافتَرَعَ الزورق حَشديّ لؤلؤٍ
وغابَ في الزبَرجد
أنهضُ
فأنهارُ النّدى تَوحَدَت
وأنتِ أيضاً
قطرةٌ تبحثُ عَنّي ثانية
أو غيرها
تعالي لنَعقِدَ الكَونَ
كما لم يُعقَد
مِثلَكِ أحبَبتُ انفرادي
إنما وضَعته
في كلِّ بيتٍ مديةً
أو جمرةً في موقدِ
مثلكِ أحببتُ الفنارات
ابتداءً
لقد طلقتها لمُطلقٍ
فتلكَ بنتُ العددِ
لا يقهر الزمان
إلا بحر ميناؤه عيناه
أو ضاعَ كثيراً
لا تَلم عن عمدٍ
علم ضياع النجم
إن تقرَّبَت منهُ
الثقوبُ السود
واستعصى أمامَ المَرصَد
وربما أكثر من علمٍ
تجنّبَ المرفأ عن تعمّدٍ
يا أيها الحزنُ
الذي لا ينتهي زِد
ما زلتُ في حديقة اللذةِ
أمشي حافياً
يَملأني الإحساسُ بالتمردِ
لا تحتويني لذّةٌ
إلا احتويتُ أمها
فأنتجبَتها
من حليبِ اللوزِ
والسمسم والزُمرد
لم أمتلك نفسي
فكيفَ بِعتها ؟
ومن يبيعُ عالَمَاً لمُفرد ؟
ولم أعقّم مُهجتي بخمرةٍ
بل ما أرى عَقّمت
إبقاءً على توددي
أسمعُ جماهير المغنين القدامى
مُترَعين بالجرأةِ والخمورِ
والجِماع الأسود ؟
إنني نسلُ ذلكَ الغِناء
مقسوماً على تَفَرُّدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة