الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاجة الموتى... والسفارة الفرنسية

جبار مجمد صالح

2006 / 5 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليس محض صدفة في بلدنا الملىء بالمتناقضات ان يكون لزاما عليك ان تنجز عملان في يوم واحد ,احدهما اصعب من الاخر ,البحث عن جثة مفقود في الطب العدلي ومراجعة السفارة الفرنسية للحصول على سمة دخول بناء على دعوة كما تقتضي التعليمات , وفي جو مفعم بالموت حيث تتابع صور القتلى المغدورين والجثث الخارجة التي حالف الحظ اصحابها بالعثور عليها والجثث الداخلة بلا اسم ولاسبب تختصر العراق كله بهذا المكان وفي هذا المكان تدور الحياة دورة قصيرة ,انسان حي في الهواء الطلق ثم قتل مصحوب بصيحات الله اكبر ثم جلب الجثة الى هذا المكان ثم التعرف عليها واستلامها مع صيحات لاالله الا الله ثم تسوية الامر تحت اديم هذه الارض لكنك تتيقن هنا ان الجثث المجهولة التي تسحبها سيارات الشرطة والتي تشاهدها على شاشات الفضائيات تعود لبشر لهم اهل مفجوعين يبكون عليهم تسمع نشيجهم وانينهم بدل هذا الموت الصامت .
وهذا النفس المزكوم برائحة الموت يجعلك تحس بانك لازلت حيا وان هناك عالم اكثر رحمة ولكن هيهات ان يغفر لك احد كونك عراقي فقد اجتمع العالم كله واتفق على ان ينحروا ذبيحة يكفرون فيها عن اخطائهم فوقع على شعبنا الاختيار
تدخل سفارة الدولة المتحضرة صاحبة ثقافة التسامح ومبدا التنوع العرقي بلد اصدقاءك الابديين بودلير وسارتر وفولتير وبوفوار وو... ولانك انسان من كوكب اخر حكم عليه بالموت تعاقب لمجرد تفكيرك بالحصول على اذن لزيارة بلدهم وتزدرى ,يطلب منك الجندرمة الوقوف بالشمس وعدم الاقتراب ريثما ياتي شخص من صنفك يبلغك بانك حتى وان استوفيت كل الشروط التعجيزية فانهم لايعطوك سمة دخول ,مشكورة فرنسا على التواجد بسفاراتها في بلدنا في هذا الوضع الصعب لكن اذا كان العراقي ورجل الاعمال لايستحق حتى كرسي جلوس للانتظار او اجابة عن تساؤل فما فائدة هذا التواجد خصوصا ان برنامج الغذاء مقابل الدواء قد الغي ولم يعد هناك مزيد من الكوبونات ,و بينما ترى مجموعة من الناس يحرقون السيارات ويدمرون الشوارع وهم متمتعون بمواطنة فرنسا يحرم مجموعة رجال اعمال عراقيين من سمة دخول مؤقتة لكونهم ارادوا البدء برحلة اعمار بلدهم المخرب من فرنسا وبينما يسرح ويمرح المتطرفون الاسلاميون بمعالم باريس ويؤسسون خلاياهم التدميرية في بلد العلمانية والثقافة يمنع المثقف العراقي حتى من مجرد الحلم برؤية عاصمة الثقافة , سمة دخولكم قد تشعرنا بانسانيتنا فما فائدتها اذا كنتم تسلبون منا كرامتنا وانسانيتنا بنظرتكم الفوقيةوتنظرون لنا كانا دون مستوى البشرمن حقكم ان تحموا بلدكم المتحضر من همجيتنا ,لكننا سنسجل للتاريخ للدول والشعوب التي احتضنت اهلنا وعاملتهم بانسانية هولندا والمانياوالسويد وبريطانياوالنرويج والاردن وسوريا وكل الدول الاخرى , لازال عندنا امل ان ينهض بلدنا ويقف على قدميه ويرد العرفان لهذه الشعوب المحبة للانسانية والمنتصرة لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة