الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة بالغرب الإفريقي من خلال تجربة الشهيد إبراهيم صيكا - 10

الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال

(Alamamyoun Thaoiryoun)

2019 / 10 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


خلال 20 سنة مضت عاش الشعب المغربي في ظل أوهام "العهد الجديد" ما لم يعشه في سنوات القمع الأسود، التي مهدت لهذا "العهد" وعبدت له الطريق من أجل سلب ما تبقى للعمال والفلاحين من حقوق، وطيلة عقدين من زمان "المغرب الجديد" نما الرأسمال المالي للبرجوازية التجارية بشكل مهول : المراكز المالية والاستراتيجية العالمية تصنف أغنياء المغرب على رؤوس الأصابع وعلى رأسهم رئيس الدولة، سيطروا على دواليب الحياة اليومية للجماهير الشعبية التي تكد بلا كلل من أجل حصد الفقر من أجل توريثه لأبنائهم، فكما قال ماركس: "الفقر لا يصنع الثورة إنما وعي الفقير هو الذي يصنع الثورة" يبقى الفقراء فقراء ما لم يصبحوا واعين، فأصبحت أعداد الفقراء بالمغرب تكبر والأغنياء محسوبون على رؤوس الأصابع، نتيجة سيادة فكر ما قيل ـ الرأسمالية المتجسد في علاقات الإنتاج المتخلفة في تناقض مع القوى المنتجة الهائلة المتجسدة : العمال والفلاحين المنتجين ووسائل الإنتاج الهائلة في ظل ثورة الإعلاميات التي تتحكم فيها البرجوازية التجارية خادمة الرأسمال المالي الإمبريالي، مما يؤكد إمكانية قيام الثورة الاجتماعية بالمغرب في أي لحظة عندما تكتمل شروطها الذاتية والموضوعية.

وتوسعت الهوة بين الطبقة الوسطى : البرجوازية الصغيرة، والبرجوازية التجارية في ظل نظام ملكي استرجع صفته الدموية في أقصر وقت يتجسد في قمع احتجاجات الجماهير أبرزها : تماسينت بالشمال في 2005 وسيدي إفني بالجنوب في 2008، وتوالت الاحتجاجات بكل مناطق المغرب التي تتم مواجهتها بالقمع، المحاكمات والإدانات، وبلغت دروتها في احتجاجات 20 فبراير 2011 التي عرفت قمعا دمويا سقط على إثره خمسة شهداء بالحسيمة، وتوالت الاعتقالات، الاستشهاد والمحاكمات وفتحت السجون على مصراعيها، وبذلك تم إعلان "العهد الجديد الدموي" في وجه كل الحركات الاحتجاجية الجماهيرية التي تناسلت بشكل كبير وسريع بالمدن والبوادي وأكبرها تجسد في الحراك الشعبي بالحسيمة، مما أعطى مؤشرا واضحا بأن القمع هو سيد الموقف ضد الاحتجاج والقمع الدموي بشكل صريح، الذي تم تتويجه بالمحاكمات الجنائية من صنف الستينات والسبعينات من القرن 20.

وكانت الحركة الاحتجاجية بالصحراء الغربية جد حيوية نظرا للوضع السياسي بهذه المنطقة المهمة في تاريخ الصراعات الطبقية بالغرب الإفريقي : احتجاجات شتنبر 1999 بالعيون ونونبر 2000، وأبرزها الاحتجاجات الدامية بأكديم إزيك من 16 أكتوبر إلى 08 نونبر 2010 أسفرت عن قتلى، جرحى واعتقالات، مما يؤكد أن قضية الصحراء الغربية منذ حوالي 50 سنة، منذ أول انتفاضة للشعب الصحراوي في 1970، من الصراعات الطبقية السياسية تخللتها حروب أرهقت النظام الملكي الدموي بالمغرب، مما دفعه إلى توظيفها في عرقلة الحركة الثورية بالغرب الإفريقي بدعم من الإمبريالية الفرنسية، إلا أن تلك المحاولات لم تستطع إيقاف زحف حركة جماهير العمال والفلاحين في سعيهم وراء تحقيق مطالبهم المشروعة في العيش الكريم وتقسيم ثروات البلاد بالمساواة في ظل دولة وطنية ديمقراطية شعبية.

وبين الحركة الثورية بالريف والحركة الثورية بالصحراء الغربية علاقة تاريخية مرتبطة بالاستعمار المباشر للإمبريالية الإسبانيةK التي أبادت جماهير الفلاحين المنتفضين ضدها على شكل حرب وطنية ثورية أفضت بتأسيس أول دولة وطنية ديمقراطية شعبية بشمال إفريقيا، الحرب الثورية التي أسست لمعالم الحرب الشعبية بقيادة جماهير الفلاحين التي ألهمت حركات التحرر العالمية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي معلم الحركة الوطنية الثورية بالبلدان المضطهدة في القرن 20، في علاقته بثورة الجنوب التي استنهضت القوى الثورية للفلاحين ضد الإمبريالية الفرنسية بقيادة أحمد الهيبة، الذي أعلن نفسه ملكا في مملكته كتعبير عن حاجة الدولة بمراكش والغرب الإفريقي إلى قيادة جديدة من صلب الجنوب، بعد فشل الملكية التقليدية في مسايرة الصراعات السياسية الإقليمية والعالمية.

وبين ثورة الجنوب وثورة الشمال تكمن كل التعبيرات الثورية التي اندلعت بالجبال والسهود ضد الاستعمار القديم واستمراريته في الصراعات الطبقية السياسية القائم اليوم بالصحراء الغربية وامتداداتها بالغرب الإفريقي، إلا أن تراكمات الماضي ذات العلاقة بالفكر المثالي السائد في أوساط جماهير العمال والفلاحين كقوى ثورية والتي يستغلها النظام الملكي الدموي في تمرير أيديولوجيته التبعية للإمبريالية واستبداده بالحكم، التي تتحكم في نمط الإنتاج شبه الرأسمالي عبر علاقات الإنتاج المتسمة بصفة ما قبل ـ الرأسمالية، جعلت الثورة المغربية تراوح مكانها، فالتضحيات التي قدمها جماهير العمال والفلاحين في الخمسينات من القرن 20 تم استغلالها من طرف البرجوازية التجارية الحاكمة، بواسطة خادمتها البرجوازية الصغيرة في أوساط الجماهير عبر الأحزاب والنقابات، التي تحولت بعد 60 سنة من التدجين إلى أدوات أيديولوجية خطيرة، تقيس أنفاس الحركة الثورية بالمغرب، وتدمرها من داخل مراكز الطليعة الثورية : الطبقة العاملة وحليفها التاريخي الفلاحين، الذين حملوا بالأمس القريب ضد الإمبريالية وحققوا ملاحمة عظيمة.

وساهم تراكم الصراعات الطبقية في تحريك التاريخ عبر بروز التراكم الكمي للأحداث الثورية : انتفاضات العمال، الفلاحين، الطلبة، الانقلابات العسكرية، الانتفاضة المسلحة للفلاحين...إلخ المتسمة بالفشل، الذي أصبح يرافق الحركة الثورية بالمغرب، إلى تراكم كيفي متسم بعناصر جديدة متقدمة، في ظل الصراع بين التراكم الكمي لمخلفات العالم القديم السائدة الذي نتج عنه تراكم كيفي متسم بمخلفات البنية الميتافيزيقية، الشيء الذي أبرز ملامح العالم الجديد : التبعية للرأسمالية، التي عملت منذ دخولها إلى العالم القديم الذي تسود فيه قوتين أساسيتين متصارعتين حول تقسيم السلطة : البرجوازية التجارية والفلاحين، على تحويل جزء من الفلاحين إلى طبقة عاملة أصبحت بعد زمان من الصراعات الطبقية طبقة واعية بذاتها دون القدرة على الارتقاء إلى طبقة واعية لذاتها، ذلك ما أرهق الحركة الثورية الجديدة ـ اليسار الجديد : الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية ذات الجذور البرجوازية الصغيرة.

وكان للصراعات الطبقية ذات العلاقة بالجذور ما قبل ـ الرأسمال وما يحمله التراكم الكمي الذي حصل بأوساط العمال والفلاحين من تراكم كمي للفكر المثالي الذي ساهم في تشكل المثالية الذاتية في أوساط قياداتها، مما له أثر كبير في عرقلة تشكل وعيها لذاتها وبالتالي تحولها إلى طبقة ثورية باستطاعتها فرز الطليعة الثورية.

وكان للتراكم الكمي الذي حصل في طبقة البرجوازية الصغيرة خاصة منها المثقفة عبر تاريخها السياسي وما أنتجه من تراكم كيفي متسم بصفات البنية ما قبل ـ الرأسمالية، أثر كبير في عرقلة جهودها في بناء الحزب الماركسي ـ اللينيني، وكان للقوة الهائلة للدول الاحتكارية العالمية : الإمبريالية العالمية، وسرعة تطورها في علاقته بالتطور الهائلة لوسائل الإنتاج المادية والثقافية الجديدة، الثي أبهرت البرجوازية الصغيرة، أثر كبير في عجز الحركة الثورية عن مواكبة التحولات الكمية التي حصلت وتحصل باستمرار في الحركة الصناعية والمعلوماتية وقوتها الهائلة في تحريك القوى المنتجة وفرز تحولات كيفية ضد ـ ثورية تعرقل الحركة الثورية العالمية، مما يتطلب مسايرة تطور وتحول وسائل الإنتاج المادية والثقافية.

وفي غياب ذلك سقطت الحركة الماركسية اللينينية ـ المغربية في التناقض بين الأساليب الثورية القديمة المستعملة قبل نهوض الإمبريالية في مرحلة سيطرتها وهجومها بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي، مما جعل الماركسيين اللينينيين حبيسي محاولات تفسير أسباب سقوطه بدل فهم أسباب بقاء الإمبريالية سائدة عكس ما ذهبت إليه وثيقة "الثورة في الغرب العربي في المرحلة التاريخية من تصفية الإمبريالية"، التي تمت صياغتها دون دراسة تخلف التحولات الكمية في الصين والتي أفرزت تحولات كيفية متخلفة، مما ساهم في سقوط التجربة الثورية بالصين والتي مازال يعتقد البعض أنها صالحة لكل زمان ومكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة