الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعاهدات الدولية بين السلبية والايجابية

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2019 / 10 / 15
السياسة والعلاقات الدولية


المعاهدة الدولية هي اتفاقية تبرمها الكيانات القانونية الدولية وتخضع أحكام هذه المعاهدة للقانون الدولي وتستند إلى مبادئه الأساسية ، هي اتفاق استراتيجي بين عدة دول تحدد فيها الحقوق والالتزامات الدولية للمشاركين وتطلق كلمة "معاهدة" على الاتفاقيات ذات الأهمية الاستراتيجية كالتحالف والصلح ، مثل معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي لجامعة الدول العربية ومعاهدة حلف "الناتو" الحلف الأطلسي و تصنف المعاهدات الدولية على أسس مختلفة من حيث عدد المشاركين وعلى النحو التالي :

- معاهدات ثنائية الاطراف
- معاهدات متعددة الأطراف
المعاهدات الدولية هي تلك التي تشارك فيها عدة دول ، ويكون موضوع هذه المعاهدة هو موضع اهتمام جميع هذه الدول الموقعة عليها ، وهناك معاهدات دولية قديمة اثرت على الوضع في العالم وخاصة في الوطن العربي ولازال التأثير السلبي لها قائم حتى يومنا هذا ، إلا أن نظام الاتفاقات والمعاهدات الجديد يمكن فهم بعض من جوانبه من خلال مطالعة التوصيات الختامية لمؤتمرات الأمم المتحدة المختلفة ، والتي أهم مرتكزاتها تتمثل في:
1/ وحدة الأديان: فعقيدة الأمم المتحدة تقرر أن الأديان ليست إلا طرقاً مختلفة توصل إلى نهاية واحدة، لذلك لا فرق بين الناس على الاسس الدينية ، فجميعهم يحكمهم قانون واحد هو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، الذي وردت فيه المواد التالية:
المادة (2) : لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر ، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر دون أية تفرقة بين الرجال والنساء.
المادة(18): لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين ، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.
هناك بعض المعاهدات الدولية تم ابرامها بعد الحرب العالمية الاولى لاتزال تجلب السلم والحرب حتى وقتنا الحاضر ، وهذه بعض النماذج من هذه المعاهدات الدولية :
- معاهدة سيفر (فرنسا) 1920 / بين الدولة العثمانية و الدول المنتصرة بعد الحرب العالمية الاولى ، وقد اتجه الحلفاء، حسب ما جاء بهذه الاتفاقية الموقعة بمدينة سيفر الفرنسية لتقليص مساحة الدولة العثمانية وهي واحدة من سلسلة معاهدات وقعتها دول المركز عقب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، فبالنسبة للدولة العثمانية فقد كانت مصادقتها بداية لتفككها وانهيارها ، بسبب تجريد الدولة العثمانية من المناطق غير الناطقة باللغة التركية، كالأمر الذي أتاح للأكراد حسب البنود 62 ،64 من الجزء الثالث من المعاهدة حق تقرير مصيرهم وإنشاء دولة كردستان ، ومن يصدق أن ثورة كوشغيري ، التي تم قمعها بدموية بعد أن اخافت واغضبت حكومة أنقرة في عهد مصطفى أتاتورك ، لازال شبحها يخيف اردوغان اليوم الذي يعتبر نفسه امتدادا لثقافة وتراث أتاتورك ، الذي كانت القومية التركية و السيادة الوطنية والاستقلال الهدف الأسمى في فترة حكمة .
- معاهدة فرساي (فرنسا) 1919 /وهي المعاهدة التي أنهت بصورة رسمية وقائع الحرب العالمية الأولى تمخّضت الاتفاقية عن تأسيس عصبة الأمم التي يرجع الهدف إلى تأسيسها للحيلولة دون وقوع صراع مسلّح بين الدول ونزع فتيل الصراعات الدولية ، حينها اعترفت تركيا بالحالة السياسية الجديدة التي نشأت عن الحرب في مصر والسودان وقبرص وبحر إيجة، وبالحماية الفرنسية على المغرب وتونس وتنازلت عن كل حقوقها في بلاد العرب وسوريا وفلسطين والعراق .
معاهدة سايكس بيكو 1916 / نسبة إلى البارون البريطاني سير مارك سايس والفرنسي فرانسوا جورج بيكو وهي عبارة عن معاهدة بين فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية على اقتسام الدول العربية الواقعة شرقي البحر الأبيض المتوسط ، وقد نظر الكثيرون إلى المعاهدة على أنها نقطة تحول في العلاقات الغربية العربية بعد أن كشفت بنود المعاهدة من قبل البلاشفة الذين وصلوا إلى سدة الحكم في روسيا في 1917وتبين حينها أن المملكة المتحدة الغت وعودها للعرب فيما يتعلق بوطن قومي عربي في منطقة سوريا الكبرى مقابل دعمهم لبريطانيا ضد الدولة العثمانية.
- معاهدة لوزان 1923(سويسرا )/ كانت معاهدة سلام تم على اثرها ابطال معاهدة سيفر ، التي وقعتها الدولة العثمانية كنتيجة لحرب الاستقلال التركية بين قوات حلفاء الحرب العالمية الأولى والحركة القومية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، قادت المعاهدة إلى اعتراف دولي بجمهورية تركيا التي ورثت محل الإمبراطورية العثمانية تخلى حينها الاتراك عن قيادة المسلمين ورضوا بقطعة صغيرة من الأرض حسب رأي الكاتب التركي قدير مصرئئ اوغلو ، كما تخلى الأتراك حينها عن امتيازاتهم في ليبيا واليوم يحاولون استعادتها عبر التدخل في الحرب الليبية الحالية ، كما يحاول الاتراك استعادة بعض الجزر من اليونان عبر أثارة التساؤلات حول الوضع القانوني للجزر في بحر إيجة ومن خلال دعوة الرئيس التركي الحالي أردوغان لمراجعة جميع نقاط معاهدة لوزان ،المعاهدة التي تنتهي عام 2023 وهو العام ، الذي اسماه الرئيس التركي أردوغان بعام التحول التنموي والسياسي لتركيا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف