الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرق في أبحر الشعر ؟

احمد مصارع

2006 / 5 / 20
الادب والفن


الغرق في أبحر الشعر ؟
(2 )
تكوم معظم الشعر العربي , مثقلا كواهل عدة أبحر شعرية , فيما يقل عن عدد أصابع اليدين وفي قدرة محدودة على التحمل , فوقعت الكارثة , كما يحدث عادة عند تدافع مزدحم لركاب السفينة في منطقة محدودة , فيختل عندئذ توازنها فتغرق بما حملت .
التدافع الكثيف في ركب عدة أبحر , مكونة عدد صغير من اللبنات , خلق في الواقع اختلاطا في الزمان والمكان , والبيئة , الأمر الذي سمح للبعض أن يشكك بالانتحال , وملاحظة التناص الدائري المغلق , بين طبقات الشعراء , ومراحل ظهورهم , ونمطية أشعارهم , رغم المسافة الزمنية الفاصلة بينهم , ولا يستطيع التوثيق الدقيق فك لحمة الفواصل , والتخفيف من كثافتها وتلاصقها , مهما تطورت دراسات البيئة الطبيعية والاجتماعية واللغوية .
فبدل الاستناد التقليدي على آحاد من الأبحر , كان من المفروض على موجات الشعر التاريخية أن تتوزع على عشرات البحور بل والمئات , لوكان قد تم اكتشاف البنية الجبرية لمفردات الشعر العربي المحدودة , والإبحار بحرية أوسع في فضائها ألرياضياتي .
إن ذلك قد يكون مصدره سريان مرض التقليد , لسهولة الإتباع الجاهز على نفس المنوال , دون التفكير بالإضافة والإبداع , عن خلق أو اكتشاف أبحر جديدة , تكون مفصلة وفقا لروح الشعور عبر العصر الذي يمثله ؟
إن مثل تلك الملاحظات الانتقادية , تنطبق على كل علوم العربية , ومن جميع النواحي الثقافية والعلمية , نتيجة الانغلاق الدائري , وعدم امكان فلقها الخلاق من خارجها , وتحضرني هنا قصة عن أبي العلاء المعري , والطفل الذي أعجزه بطلب إضافة حرف واحد الى قائمة الحروف العربية , وهو أمر لا يعجز أي متوسع في الإطلاع على الثقافة العالمية .
يمكن الرد عليه , بالحرف ( g) أو بالحرف (v) بإضافة نقطتين فوق حرف الفاء , كما يمكن اعتبار حرف الفاء بدون أي نقطة حرفا , والياء بدون أي نقطة حرفا , والباء بدون أي نقطة حرفا إضافيا, وهكذا دواليك ؟.
التوليد من نفس رحم البنية الجبرية الرياضية , لفضاء الشعر العربي , أي بدون خلق وإبداع ,يجعل من عد الأبحر يقترب من المئة , عن طريقة استخدام المعكوسات والمقلوبات في الزمرة التناظرية في المعروف من أبحر الشعر العربي .
على سبيل المثال , إذا اقترحنا بحرا من النوع , وبدون اسم مؤقتا:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وجب وجود بحر آخر هو من الشكل : مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
هذه عملية مضاعفة , عن طريق العكس , ولامكان فيها لعملية القلب نتيجة الرتابة في الوحدة المستعملة كلبنة , واحدة فقط, وهذا ينطبق على كل الأبحر المبنية من فخارة واحدة .
أما إذا تعددت اللبنات في البحر , على الشكل :
مفاعلتن مستفعلن فاعلن
يستلزم وجود بحر من النوع : فعولن مفاعيلن متفاعلن ( عن طريق العكس ).
أما عن طريق القلب فنحصل على مايلي : متفاعلن مفاعيلن فعول
وهكذا تتكاثر الأبحر بالتوليد , ودون تقليد , والنتيجة التي كنا سنحصل عليها هي التقليل من التلاصق الكثيف من تكوم التيار الشعوري على مخارج قليلة , لتحقيق مزيد من السهولة والحياة الأطول بل ومزيد من الحرية في الإبداع الشعري مع التقليل من أخطار الغرق ...
الحياة محدودة للغاية , مسألة أن أكتب وفقا للتقليدية الجهنمية , كتاب نهاية العمر , فهذا مالم يتحقق أبدا في عصر ما بعد الحداثة , عصر الذكاء الآلي فيما فوق البشري ؟...
للاعتراف بقية علمية , لو أمكنني تحقيق ذلك ؟....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زغاريد فلسطينية وهتافات قبل عرض أفلام -من المسافة صفر- في مه


.. فيلم -البقاء على قيد الحياة في 7 أكتوبر: سنرقص مرة أخرى-




.. عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا


.. جندي عظيم ما يعرفش المستحيل.. الفنان لطفى لبيب حكالنا مفاجآت




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر محمد عبد القادر يوضح إزاي كان هن