الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحمقى ينتصرون دائما!

ناجح العبيدي
اقتصادي وإعلامي مقيم في برلين

(Nagih Al-obaid)

2019 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بالنسبة لقناة الجزيرة القطرية و"كبير باحثيها" لقاء مكي كانت القضية واضحة لا تحتاج لنقاش: لقد أحرز الرئيس التركي رجب طيب أردوغام نصراً مبيناً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الاتفاق الأخير حول شمال سوريا! أما القتلى والجرحى والمهجرون من الكرد والعرب والأتراك، فهؤلاء مجرد قرابين لهذا النصر المؤزر الذي سيشكل صفحة ناصعة جديدة في الصراع بين الإسلام والغرب.
هذا الرأي تبناه بهذا القدر أو ذاك أيضا محللون وصحفيون كثيرون ووسائل إعلام كثيرة ، وبما فيها داخل الولايات المتحدة وأوروبا .
لم تكلف الجزيرة وكبير باحثيها نفسيهما بالتوقف عند الإهانة التي لحقت بأردوغان على خلفية هذه القضية. يوم السبت 16 / 10 / 2019 أعلن بثقة عالية أنه لن يقابل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، قائلا بإن "النظير يقابل النظير". وأضاف بانه لا يمانع مقابلة نظيره الأمريكي ترامب إذا جاء الأخير إلى أنقرة. بعد ساعات قليلة غيّرت الرئاسة التركية فجأة رأيها وأكدت بأن أردوغان سيقابل بنس.
قبيل هذا اللقاء فجرت واشنطن القنبلة الثانية عندما نشرت نص رسالة كتبها ترامب لأردوغان بتاريخ 9 / 10 / 2019 ، أي يوم انطلاق الهجوم التركي ضد الكرد في شمال سوريا. لا يكتفي ترامب فيها بتحذير أردوغان من مغبة الهجوم، وإنما يكسر كل الأعراف الدبلوماسية ويخاطب أردوغان في نهاية الرسالة بلهجة مهينة :"لا تكن متصلبا...لا تكن أحمق"! صمتت أنقرة حيال ذلك ولكنها تذكرت بعد نشرها بأنها "رمت الرسالة في سلة المهملات"! كل ذلك بالطبع لا يهم، طالما أن أردوغان منتصر وصامد. حتى العزلة الدولية التي وقعت فيها تركيا ما هي سوى تضحية بسيطة من أجل مجد السلطان الجديد، ولا يجدر بوسائل الإعلام التوقف عندها.
قبل هذا اللقاء أيضا صرح أردوغان بثقة عالية أيضا أنه لن يتراجع أمام الضغوط الدولية المتزايدة ولن يوقف العملية العسكرية قبل أن يقضي على جميع "الإرهابيين"، ولكنه تراجع ووافق في لقائه مع بنس على تسوية تحقن الدماء وتراعي مصالح تركيا والكرد والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك أوروبا التي تخشى من موجة هجرة جديدة. لا ريب أن هذا الاتفاقية ، لو كتب لها أصلا أن تُطبق على أرض الواقع، ستساهم في خفض التوتر في منطقة مشتعلة. وهذا أمر إيجابي بالتأكيد، ولكن أن تتحول في نظر محللين كثيرين إلى دليل ساطع على حنكة أرودغان وبطولته، فهذا لا يعود إلى قراءة متأنية للواقع، وإنما إلى تقاليد عريقة في منطقتنا لتحويل الهزائم إلى انتصارات وعقلية البحث عن انتصارات وهمية لتعويض عقدة الإخفاق الدائم.
في هذا المجال يملك كبير باحثي الجزيرة لقاء مكي خبرة طويلة ترجع إلى تسعينيات القرن الماضي عندما كان يعمل أستاذا للإعلام في جامعة بغداد. بصفته هذه كان له باع طويل في تسليط الضوء على الانتصارات التاريخية الباهرة التي سطرها فارس الأمة العربية وقائدها المغوار صدام حسين على أسلاف ترامب، بوش الأب وبيل كلينتون وبوش الابن.
وحتى قبل ذلك كانت الأمة العربية والإسلامية تسير أيضا من نصر إلى آخر على الإمبرالية والصهيوينة بفضل شجاعة جمال عبد الناصر وحافظ الأسد. ثم انضم إلى قائمة القادة الذين لا يقهرون معمر القذافي وحسن نصر الله وغيرهم كثيرون. أما مآسي الشعوب وأوضاعها المزرية، فهي مجرد تفصيل بسيط في هالة المجد على رؤوس القادة الأفذاذ. في كل هذه الأمثلة لا يتجسد الانتصار في تقدم الشعوب ورفاهها، وإنما أولا وأخير في بقاء القادة على سُدة الحكم أو أحيانا مجرد البقاءعلى قيد الحياة، كما هو في مثال حسن نصر الله، مهندس الانتصارات على إسرائيل.
ليس العرب وحدهم يعانون من "كثرة" الانتصارات، بل هناك بلدان أخرى، ومنها كوبا مثلا التي ألهمت الكثير من الثوريين العرب من مختلف التوجهات. على مدى حكمه الذي استمر لخمسة عقود انتصر كاسترو على تسعة رؤوساء أمريكيين، ابتداءا من جون كندى وحتى بوش الابن. خلال هذه الفترة انهار الاقتصاد الكوبي وأصبح الكوبيون يعانون من شظف العيش ونقص معظم المواد الغذائية في بلد يملك كل المؤهلات لزراعة مزدهرة. وكل ذلك من أجل مجد القائد الذي لا يساوم، بعكس السياسيين الأوروبيين والأمريكيين "الضعفاء" الذين يبحثون عن تسويات تقوم على المصالح المتبادلة.
في حالة ترامب مؤخرا كان من الملفت للنظر ان معارضي ترامب في داخل أمريكا نفسها، وخاصة في الحزب الديمقراطي والكثير من الإعلاميين الأمريكيين وصفوا أيضا الاتفاق مع أردوغان بأنه هزيمة نكراء لرئيسهم. وهذا أمر بديهي يندرج ضمن اللعبة السياسية وكذلك كجزء من عملية النقد الذاتي داخل المجتمعات الحية حيث لا توجد محرمات ويتم طرح جميع الأسئلة بحرية.
كالعادة يُطبل الإعلام في عالمنا العربي والإسلامي لذلك ويسيء فهمه صارخا "وشهد شاهد من أهلها". في الوقت نفسه ليس من المتوقع أن يتجرأ الكثير من الصحفيين الأتراك على طرح أسئلة نقدية فيما يخص أداء قيادة بلدهم، وإنما سيواصلون ومعهم الكثير من وسائل الإعلام العربية ومنها قناة الجزيرة حرق البخور لأوهام النصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما الذي جعلك مرجعية بخصوص كوبا!؟
طلال الربيعي ( 2019 / 10 / 19 - 02:03 )
من المخجل فعلا ان تقارن كوبا او قيادتها باردوغان وصدام وغيرهما من الامعات. ومن المسؤول عن افعال اردوغان وصدام ان لم تكن, الى حد كبير, الامبريالية العالميىة؟
ولا ادري ما الذي جعلك مرجعية لتىقول عن كوبا مثل هذا الكلام المخزي بحقك وليس بحق كوبا. هل زرت كوبا؟ وهل لديك احصائيات علمية؟ ام انك مغسول الدماغ حالك حال الملايين من المساكين الذين يؤمنون بجنة الدولار والرأسمال والذي يثييرون الضجر اكثر مما يثيرون الغضب.
هل تعلم عدد الفقراء في الولايات المتحدة وعدد المساجين وعدد المشردبن؟ كلا بالطبع, والا لما قلت ما قلت. ولكنك تريد ان تصبح بطل الانبطاح للامبريالية. واني انصحك نصيحة صغيرة بان لا تحاول لان الطابور الذي يجب ان تقفه طويل وفترة الانتظار اطول من العمر البيولوجي لطفل مولود لتوه.
وما فعله ترامب مع اكراد سوريا وطعنهم بالظهر يدلل من جدديد على ان امريكا لا يهمها مصالح الشعوب لا من قريب ولا من بعيد.
يتبع


2 - ما الذي جعلك مرجعية بخصوص كوبا!؟
طلال الربيعي ( 2019 / 10 / 19 - 02:04 )
نعم كوبا انتصرت وستنتصر دوما و طنين الذباب لن يوقف مسيرة انتصارها, فكل حماقات الامبريالية وجيوشها العرمرمية فشلت فشلا ذريعا و كوبا لا تبعد اكثر من ١-;-٠-;-٠-;-كيلوميتر عن الولايات المتحدة.
وشعب كوبا سيضحك على كلامك وسيشفق عليك وسيقول لك قليل من الخجل لا يضر حتى مع من هم من اعوان الامبريالية!


3 - كاسترو وصدام
ناجح العبيدي ( 2019 / 10 / 19 - 08:23 )
لست مرجعية في الشأن الكوبي ولكنني زرت كوبا واتابع تطوراتها وقرأت عنها الكثير وهلي بلد رائع وشعب يستحق الاعجاب . غير أن هناك الكثير من الكوبيين الذين يخالفونك الرأي وملوا من الانتصارات على الامبرالية، بينما يعيشون ظروفا صعبة تجلعهم يحلمون بالهجرة إلى جارهم الولايات المتحدة . كاسترو قائد تاريخي وهو يختلف بالطبع عن صدام وأردوغان ولكنه تفوق عليهما لأنه تمسك بالكرسي حتى أرذل العمر وبعدها ترك السلطة لشقيقه. بعيدا عن الشعارات يجب النظر إلى الأمور بهدوء والتخلي عن إطلاق الاتهامات في الحوار


4 - هل هي كوبا التي احتلت بلدك وقتلت وشردت الملايين؟
طلال الربيعي ( 2019 / 10 / 19 - 11:25 )
ولا ادري ما علاقتك انت بكوبا؟ الا يوجد في امريكا ملايين الناس الذين لا يرضون على حكومتهم؟ تقول انك زرت كوبا وانت تجانب الحقيقة بدليل كلامك عن جوع الناس هناك. واني سألتك عن احصاءات علمية بخصوص امريكا وكوبا فلم تأتي باية احصاءات واكتفيت بكلام دعائي انشائي.
وها اني اكرر اني ساكون شاكرا لو اتيت باية احصاءات علمية لان مصداقيتك هي التي على المحك.
فبدل ان تدعو لرفع الحصار الامريكي الجائر على كوبا انك تطبل وتزمر للدعايات الامبريالية! وهم لم يتعبوا من النضال فلمَ لا تكون صريحا مع نفسك والقراء وتقول انك الذي تعبت وليس الكوبيون.
واني اعتقد انك من العراق, فهل هي كوبا التي احتلت بلدك وحطمت بنيته التحتية وقتلت وشردت الملايين واغتصبت النساء والرجال واتت بحثالة الفوم الى السلطة وفي خلال بضعة ايام قتلوا وجرحوا الآلاف؟
فبدل ان تتحدث عن جرائم الامبريالية في العراق -يتفطر؟- قلبك حزنا على وضع كوبا وكأن كوبا بحاجة اليك والى امثالك.
يتبع


5 - هل هي كوبا التي احتلت بلدك وقتلت وشردت الملايين؟
طلال الربيعي ( 2019 / 10 / 19 - 11:27 )
اما نصيحتك المضحكة
-بعيدا عن الشعارات يجب النظر إلى الأمور بهدوء والتخلي عن إطلاق الاتهامات في الحوار-
فانت من يتاجر بالشعارات وتتهم كوبا ولست انا, ولذا عليك ان تثبت صحة اتهاماتك باحصائيات ووثائق. وانك كما يبدو حتى تجهل تاريخ كوبا وما فعله باتيستا الذي حول كوبا الى بورديل لامريكا. وهل تعلم ان كوبا وقفت بكل قوة ضد احتلال العراق؟ ولكني اكرر ان بعض الخجل لا يضر.


6 - كوبا والعراق
ناجح العبيدي ( 2019 / 10 / 19 - 13:29 )
لقد زرت كوبا كغيري من ملايين السياح وتجولت في ربوعها. فهل تتهم بالكذب كل من يخالفك الرأي؟؟ فهذا السلوك لا يشجع على حوار جدي. كوبا فعلا بلد جميل للغاية وشعبه ودود ومنفتح وفخور بنفسه ويحب الحياة والموسيقى والرقص ويستحق معيشة أفضل وقيادة أحسن وكغيره من الشعوب يتطلع أيضا لمستوى حياة لائق وحرية السفر والتعبير وانترنت وغيرها بعيدا عن حكم الحزب الواحد والقائد الأوحد . وفي كل الأحوال المقال ليس عن كوبا وإنما عن القادة المستبدين الذين يورطون شعوبهم في صراعات لا ناقة لها ولا جمل ويتشدقون بانتصارات وهمية . من حقك تماما أن يكون لك رأي مخالف ومن حق الآخرين أيضا


7 - كوبا والعراق
طلال السوري ( 2019 / 10 / 19 - 14:26 )
عدت قبل عدة اسابيع من زيارة الى هافانا للمرة الثالثة والمتجول في كوبا يرى مظاهر الفقر تصرخ في وجهه. الحياة توقفت عن الدبيب منذ انتصار الثورة الكوبية. المباني هي هي، حتى الطلاء لم يتجدد، الشوارع مهترئة، السيارات تعود إلى الخمسينات، العربات
التي تجرها البهائم كثيرة والمنظمات الحزبية في كل مكان والرفاق يذكرونني باللجان الثورية للقذافي و صدام حسين و حافظ الاسد.

دول العالم لم تقاطع كوبا وليس هنالك حصار اوروبي او من دول امريكا اللاتينية اوكندا على كوبا بأستثناء المقاطعة الامريكية ...الحصار مفروض من القيادة الكوبية على الشعب الكوبي...


8 - سقوط الشيوعية
طلال السوري ( 2019 / 10 / 19 - 14:51 )
وساذهب الى هافانا مرة اخرى بعد 8 اسابيع

السبب والدافع الاساسي للزيارة هو الاستمتاع برؤية الانهيار التدريجي للشيوعية...لقد فاتني
سقوط الشيوعية في دول اخرى فقررت متابعتها في جزيرة العبودية

في كوبا ترى الاسعباد الحقيقي للانسان باسم الاشتراكية حيث- السيطرة على وسائل الانتاج والتوزيع من اجل احكام قبضة السلطة على المجتمع -

الاستاذ كمال يلدو وهو يساري كتب في الحوار المتمدن انطباعه عن زيارته الى هافانا


9 - الامبريالية حطمت بلدك وشعبك!
طلال الربيعي ( 2019 / 10 / 19 - 17:04 )
تسألني -هل تتهم بالكذب كل من يخالفك الرأي؟-
كلا, لا اتهم بالكذب كل من يخالفني الرأي؟ ولكني اتهمك انت, لاني سألتك مرارا ان تقدم لنا وثائق واحصائيات محايدة وعالمية تقارن بين كوبا وامريكا في مجال الفقر, البطالة, السكن, عدد المشردين, عدد المسجونين, الرعاية والضمان الاجتماعي, الجريمة وغيرها من الامور فلم ةفعل. فلماذا؟
اني سألتك بتقديم هذه المعلومات من اجلك انت ولاجل مصداقيتك التي يبدو انها لا تهمك قيد شعرة ولكونك اتهمت كوبا وبدون خحل بسبب تحيزك الفاضح مع الامبربالية.
ولو كنت فعلا تحب كوبا وشعبها لدعوت الى رفع الحصارعليها. فلماذا لا تفعل؟
وان كنت فعلا تخلص على مصالح بلدك ايضا لرفعت صوتك ضد الامبريالية وعملت جاهدا على تحرير نفسك من ملازمة ستوكهولم وعقدة الافرنجي وليس في التباكي على وضع كوبا المزعوم.
امريكا او الامبريالية حطمت بلدك وشعبك وانت تقف الى جانبها او تصمت صمت الموتى تجاهها! انه فعلا انهيار اخلاقي وليس وجهة نظر كما تحاول ان تقنعنا لانقاذ نفسك من المأزق الذي اوقعت انت نفسك فيه.
يتبع


10 - الامبريالية حطمت بلدك وشعبك!
طلال الربيعي ( 2019 / 10 / 19 - 17:05 )
واقل ما تفعله هو اما ان تسحب مقالتك البائسة او ان تعتذرالى كوبا دولة وشعبا. ولكني متأكد انك لن تفعل هذا لان فقط من تهمهم الحقيقة فوق كل الاعتبارات يستطيع فعل هذا.


11 - لكي يثبت ان -الحمقى ينتصرون دائما-!
طلال الربيعي ( 2019 / 10 / 19 - 19:52 )
الكاتب الذي يتباكي على الديموقراطية والحريات في كوبا يسلك كديكتاتور صغير يمنعه تعليقي وذلك لاني طالبته بتقديم وثاثق علمية لاثباتت اتهاماته بحق كوبا, ولاني قلت ان الامبريالية هي من حطمت بلده وليست كوبا. وكأنه بمنع تعليقي يريد ان يثبت صحة ما يقول ان -الحمقى ينتصرون دائما-!

اخر الافلام

.. جهود مصرية لتحقيق الهدنة ووقف التصعيد في رفح الفلسطينية | #م


.. فصائل فلسطينية تؤكد رفضها لفرض أي وصاية على معبر رفح




.. دمار واسع في أغلب مدن غزة بعد 7 أشهر من الحرب


.. مخصصة لغوث أهالي غزة.. إبحار سفينة تركية قطرية من ميناء مرسي




.. الجيش الإسرائيلي يستهدف الطوابق العلوية للمباني السكنية بمدي