الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأكراد وفشل التحالفات الآنية

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2019 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الأكراد وفشل التحالفات الآنية
موفق الرفاعي
لم تكن تغريدة ترمب المفاجئة سحب قواته العسكرية من سوريا سوى ضوءا أخضر للقوات التركية فرض المنطقة الآمنة بالقوة العسكرية - كما سيتبين لاحقا- رغم النفيّ الأمريكي لذلك والذي صرح به أكثر من مسؤول أمريكي.
بعد أسبوع من بدء عملية "نبع السلام" حط نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس رفقة وزير الخارجية بومبيو في أنقرة ليخرجا بعد تسع ساعات من اللقاء في مؤتمر صحفيّ ووزير الخارجية التركيّ، ببيان يحقق لتركيا أهدافها المعلنة من العملية المذكورة.
- تُوقف تركيا عملياتها الحربية بعد أن تنسحب قوات قسد مسافة 35 كيلومترا إلى الجنوب. وحدد لذلك زمنا هو خمسة أيام.
- تُسلم "قسد" سلاحها الثقيل للقوات الأمريكية. بمعنى استعادة أمريكا ذلك السلاح الذي سلمته لها من أجل طرد داعش من مناطق في سوريا.
- عليهم أيضا الانسحاب حتى من مدينة عين العرب (كوباني) التي دفع الأكراد من أجل طرد داعش منها أثمانا باهضة في الأرواح، لتحل محلها قوات مشتركة سورية روسية.
قراءة بسيطة ومن دون مجهود للبيان المشترك ستوحي للقارئ أن الرابحين كثر وفي مقدمتهم تركيا: «الولايات المتحدة تتفهم هواجس تركيا الأمنية المشروعة حيال حدودها الجنوبية» كما جاء في مقدمة البيان.
وفي بنود البيان: «كلا الجانبين متفق على استمرار أهمية وفاعلية إنشاء منطقة آمنة، لضمان القضاء على المخاوف الأمنية القومية لتركيا، وضمن ذلك سحب الأسلحة الثقيلة من (ي ب ك)، وتدمير جميع تحصيناته».
ومن بين بنود البيان الرفع الفوري للعقوبات الأمريكية على تركيا. ما يعتبر أسرع قرار لرفع عقوبات على بلد على مدى التاريخ الحديث.
أما الخاسر الوحيد فهي "قسد" أي الأكراد للأسف.
السؤال: إلى متى يظل الأكراد يلدغون من ذات الجحر (جحر التحالفات الظرفية مع لاعبين لا همّ لهم سوى تحقيق مصالحهم واستراتيجياتهم) مرات ومرات وليس لمرتين حسب؟
لا يبدوأن أكراد سوريا اتعظوا من الموقف المعارض والشديد الذي اتخذته القوى الدولية وفي مقدمتهم حليفته أمريكا والأخرى الإقليمية المحيطة بالعراق وفي مقدمتهم حليفته تركيا لاستفتاء 2017 الذي اصر مسعود بارزاني إجراءه في شمال العراق بغية إقامة دولة كردية، رغم الاعتراضات أو أقلها النصائح بتأجيله.
ورغم أن نسبة المشاركة في الاستفتاء المذكور بلغت 72% - وهي نسبة كبيرة إذْ اعتُبرات إجماعا غير مسبوق- وجاءت نتيجة التصويت بـ نعم هي الأخرى غير مسبوقة (92%)، إلاّ أن الإجماع الدولي- الإقليمي قد أجهضها. ما اضطر مسعود بارزاني إلى التسليم أمام ذلك الرفض ومن ثم الاستقالة من رئاسة الإقليم والانزواء بعيدا عن القيادة.
إنّ حق الشعوب تقرير مصيرها، كما كثير من الحقوق التي أكد عليها القانون الدوليّ، لطالما خضعت لتأويلات جعلت منها حمّالة أوجه، تقتضيها مصالح واستراتيجيات الدول الكبرى المتنفذة.
لكن وكما هو واضح، هناك من القيادات الكردية -للأسف- مَن يتاجر بمطالب الأكراد التاريخية المشروعة وبمآسيهم الإنسانية، لتمتلئ خزائنهم وتتوسع اقطاعياتهم، فيما يتواصل عبثا سيل الدم الكرديّ ويضيع معه المستقبل. ليس مستقبل الأكراد وحده. بل ومستقبل كافة شعوب المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو