الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام لا بد منه... بعيدا عن الشخصنة...

عائشة العلوي
(Aicha El Alaoui)

2019 / 10 / 19
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


إن المرحلة التي تمر منها الإنسانية تستدعي منا إعادة ترتيب أفكارنا والبحث عن مخارج حقيقية لبعث الأمل أولا في ذواتنا، وثانيا لنعيد الثقة في من هم حولنا.

خطاب الترهيب أو اليأس أو السب أو العنف أو أي خطاب ينبذ الاختلاف ويقدس الماضي والذوات، لن يستفيد منه إلا من يريد أن يبقي الوضع على ما هو عليه إما لأنه يستفيد من ريع (كيفما كانت طبيعته) ولا يريد له الزوال، وإما لأن في يأس الناس وعزوفهم ونفورهم من العمل المدني والسياسي فرصة لتقوية عزيمة أتباعهم ولتسريع إنزال مخططاتهم التي تهدف إلى الاستلاء على كل شيء. يكفي أن نسأل سؤالا واحدا: من المستفيد من هذا الوضع؟

أقطاب عالمية تتسارع على السيطرة/ التحكم بمصير البشرية تحت مسميات عديدة تارة باسم القضاء على الإرهاب، وتارة باسم الديموقراطية، وتارة باسم حق الشعب في تقرير مصيره وتارة باسم كذا وكذا، وما هي في الحقيقة إلا صراع من أجل السيطرة على الخيرات والموارد الطبيعية، والتحكم في الأسواق المالية العالمية وميكانيزم العملية الانتاجية والتجارية العالمية، والتحكم في المؤسسات العالمية، والسيطرة الثقافية والاعلامية. إن النظام الاقتصادي العالمي كالحرباء.

الحرباء جميلة، كم من "الأطفال" يحبون تربيتها. إنها لطيفة وبطيئة الحركة. لكن لها ميزة التكيف مع المحيط مما يجعل من الصعب التغلب عليها وترصدها، كما أنها تمتاز بأعين تتحرك في كل الاتجاهات. تتحرك العين الواحدة بشكل مختلف ومستقل عن حركة العين الأخرى، بيد أن الهدف هو واحد. طبيعتها تمكنها من صيد فرائسها بسهولة ودون عناء. فهي تنتظر الوقت المناسب، فلا تتعجل الفوز لأن ليس الزمن هو المحدد في حركتها وبقائها؛ ولما العجلة ما دامت فرصة الانقضاض ستأتي إليها في طبق من ذهب!

ما يقع اليوم بالمغرب وخارجه، يتطلب منا التوقف عن إهدار الزمن لأننا فعلا قريبون من الحرباء، وسيتم اصطياد الواحد-بصيغة الجمع- تلو الآخر.

ما يقع اليوم بالمغرب وخارجه، يتطلب منا جميعا؛ من كل غيور عن الديموقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية؛ التوقف عن السب والشتم والمساهمة في زرع اليأس والاحباط، وأن نبادر كل من موقعه في إيجاد حلول عملية وعلمية لمعضلة بلدنا والعالم.

ما يقع اليوم بالمغرب وخارجه، يتطلب منا تحمل المسؤولية كنخب، ومثقفين، ومناضلين، وسياسيين، وجمعويين، و.. في زرع الأمل وإعادة الثقة ومحاسبة أنفسنا والمقربين منا وفتح نقاش جدي ومسؤول لتغيير واقعنا المتأزم والمهزوم.

ليس المهم أن يكون هناك تماثل في الفعل أو انسجام، بل يكفي أن يكون هناك تكامل واحترام في حق الآخر في الفعل والتواجد. للصراع منطق هو بعيد عن منطق الغاب...

لنصنع الغد بروح الأمل والاختلاف... بعيدا عن التنابز والتجريح... 12 أكتوبر 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة