الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المتهم

عباس عباس

2019 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


من المتهم؟

طبعاً ليس بحق روج آفا فقط، إنما بحق كوردستان عموماً، كوردستان المدمرة، بحق الكورد المهجَّرة، بل بحق الكورد الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية منذ البدء وحتى اليوم !..
لن أتوقف على كل المراحل التي مررنا بها ككورد، أو على تلك الثورات التي دفع أجدادنا من دماءهم أنهاراً بدون طائل، حتى أسأل نفسي وأسألكم إخوتي أخواتي، ماذا جنينا من كل ذلك؟..
نعم ماذا جنينا سوى عاش الزعيم أو مات الزعيم، وبين عاش ومات هذا القائد أو ذاك سالت الدماء لشهداء لم يتركوا ورائهم سوى أبناء وأحفاد يعاودون الكرة بعد الأخرى للأسف بغباء مطلق!..
منذ نصف قرن يموت الكورد هناك على يد الفرس ونحن هنا في غربه لانعرف حقاً شيئاً عن جغرافية المكان وهي الجزء المهمل من كوردستان، بل حتى اسماء شهداءنا صعبة نطقها فهي فارسية كما في غربها تركية المعنى ولا تنسوا إسمي العربي المسخ!..
نتكلم عن هولير أكثر مما نتكلم عن آمد أو عن مهاباد، نتكلم عن قامشلو وعامودة أكثر مما نتكلم عن وان وديرسم!..ليس لأننا نعشق هذه أو تلك، بل لأن لنا زعيم هنا وهو ليس هناك، عشقنا يتبع الهمجية القبلية والتي تحولت بفعل فاعل إلى قبح سياسي محصور بشخصية كرتونية هو الزعيم المعصوم عن الخطأ!..
لنتذكر قليلاً تلك المجموعة الشابة من كورد روج أفا، وقد حملوا على أكتافهم ثقل القضية منذ البدايات في عهد ثورة البرازاني، عبد الحميد درويش، أصمان صبري، جكرخوين، نور الدين ظاظا...ووو والقائمة تطول!..كانوا ينتقلون إلى الجهة الأخرى من نهر الدجلة على قرب مليئة بالهواء فقط للقاء القائد البرازاني ليس لإطلاعه على حجم المعاناة، بل لتقديم الولاء والدعم لثورته بدون مقابل!..
واليوم ماذا إختلف بعد أن تحقق القليل من الجانب الأسود في الحلم، الحلم الكوردي؟.. حقيقة اقولها لكم لاشئ!.. فما زال الأحياء من هؤلاء وكل الذين كانوا ومازالوا يمثلونهم يجتازون الدجلة ليس على قرب، بل على جسر متحرك لن يجتازونه إلا بعد معاناة وكأننا نجتاز حدود إسرائيل كعرب، بل لنقل الحقيقة كإسرائيلي لدولة عربية!..
روج آفا، سمعت من يسميها ( بروج فالا ) أي الفارغة، نعم الفارغة من أهلها وناسها، ومليئة بقذارة الضابط السوري محمد طلب هلال، طبعاً هناك من يقول بحجة الأمة الديمقراطية، الأمة الكوردستانية الحالمة بجمهورية أفلاطون مع الغمر المستوطنة وكذلك مع أهل الدير والرقة المهجَّرين بحجة دواعش!..
إن قلت بأنني كنت سعيداً بتلك الديمقراطية أكون أكذب على نفسي، بل أخدع نفسي قبل أن أخدعكم، لأن تلك الديمقراطية حللت للشوفينية العربية وعلى رأسها البعث العفن وخير من يمثلهم طلب هلال بتهجير الالاف من خيرة شباب الكورد بعد أن سدت بوجوههم سبل الحياة وفتحت للغمري أبواب النعيم على أرض الأباء والأجداد!..
بين بلدة تربسبي التي أصبحت تسمى القحطانية وحتى مدينة قامشلو أو قامشلي وعلى طرفي الطريق قرى أصبحت متصلة ببعضها لا يسكنها كوردي واحد، بل هي غمرية!.. والمدن أصبحت مكتظة بجماهير الكرة القدم أولئك الذين رفعوا إسم صدام حسين في عام ٢٠٠٤ في الملعب البلدي في قامشلو وراح ضحية الإنكار العشرات من خيرة شباب الكورد وهم يملكون ناصية الإقتصاد والمال بكل جوانبه!..
هل نتهم الذين هاجروا أو هجِّروا من روج آفا، أم التهمة هي لمن حاول أن يقدم طلب الإقامة في ديارنا لهمجي بحجة الإمة الديمقراطية، بينما خيرة شبابنا وبناتنا يستشهدون هناك حيث قراهم ومدنهم والتي كانت محرمة علينا زيارتها إلا كجنود ملزمين أو إجباريين، من منا زار إدلب أو درعا إلا كجندي؟..
كنت هناك في روج آفا بعد عقدين من الزمن لدفن جثمان عزيز حتى بدأت أصوات مدافع كردوغان ترهب الأطفال حين خلت الشوارع منهم بثوانٍ، والحقيقة لم يكن الخوف من جند كردوغان ومدافعه أو من العرب السوريين المشاركين لجيشه والحاملين شعار الجيش الحر، بقدر ما كان الخوف من العربي الذي إحتضنناه بيننا بإسم الأمة الديمقراطية!..والمشكلة نسميهم بالخلايا النائمة وننسى أنهم إنما مدن نائمة وقد حملناهم سلاحنا وسكناهم ببيوتنا!..
في نفس اللحظة التي كانت الشوارع في مدن روج أفا خالية نتيجة الرعب من قذائف كردوغان، كانت هولير في أجمل حللها حيث مطاعمها تقدم أشهى المؤكولات لناس دفعنا قبل عقدين من الزمن أجمل ما كنا نملكه في سبيل تلك الحياة التي يعشونها اليوم، وهم يسمعون أصوات تلك القذائف كما لو أنهم يسمعون صوت أغنية أحلام وهي تغني بالكوردي!..
أتذكر بهذه العجالة الجملة الوحيدة التي نطقها السيد عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي في لقاءنا القصير، وأعتقد أنها الحقيقة المؤسفة : كوردستان لاتحب ابناءها الطيبين!..
وأنا أكملها ياخال عبد الحميد..وهم شهداء أو ينتظرون الشهادة بقلوب مليئة بعشق تراب الوطن!..
سوف لن أبكي تراب قريتي التي ضاعت بقانون شوفيني جائر، بل ابكي تلك الجديلة الشقراء التي تدلت من رأس فتاة كوردية جذها داعشي حقير وهو يعيش بيننا اليوم بحجة الأمة الديمقراطية!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران