الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام السيد: صمت دهراً ونطق كفراً

هيلدا حبش

2019 / 10 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


خرج أمين العام لحزب الله على الشاشة في أربعين الإمام الحسين، ووقف عند آخر التطورات المستجدة، في ظل الإنفجار الشعبي، وتموضع وكأنه يعلو إرادة الشعب، لم يتلمس خطورة الموقف، بعد أن خرجت الجماهير المنتفضة من عباءته قبل غيره، وكسرت حواجز الخوف، جاء ليكمل بخطابه ما بدأ به باسيل وأكمله الحريري، إما هذه الطبقة السياسية العفنة، وإما الخراب الذي سيفرضونه علينا.
إن اللبنانيين قد خرجوا إلى الشارع، بعد أن حوصروا بالضرائب، السرقة، النهب، إنعدام الخدمات، غياب الرعاية العامة، إنعدام فرص العمل وبالتالي إنسداد الأفق بشكل تام، ليس لدى الشعب اللبناني ما يخسره حرفياً سوى قيوده، وأن يتحرر من العهد والمرشد، من الميليشيات.
تجاهل السيد أنه جزء من منظومة السلطة، منذ العام 2005، وبأن حزبه تحاصص الفساد، وهو ركن من أركان السلطة، وجزء لا يتجزأ منها.
و ليزيد الطين بلة، وضع خريطة إقليمية، تجسد الآمال الإمبراطورية لمرجعيته الإيرانية وتجنده ضمن ولاية الفقيه، وضع خطوط حمراء أمام كل أمال الشعب المنتفض، فلا سقوط للحكومة، ولا إنتخابات مبكرة، ولا سقوط للعهد، كما أرسى قواعد "الإيتيكيت" التي يجب أن يحترمها المتظاهرون، فبدا وكأنه يعلن نفسه مرشداً للجمهورية ببلادها وعبادها.
جاء الرد سريعاً من الشارع، تجاهل الشارع كل كلام السيد، ورفضه جملة وتفصيلاً، بقي المنتفضون على مطالبهم بذهاب كل أقطاب السلطة وبحكومة تكنوقراط، قال الشعب كلمته:" زمن اللإملاءات إنتهى، لا تكليف شرعي بعد اليوم"، وبدا الشعب الذي يحتل كل مساحة لبنان بحضور واعي لكل تكتيكات السلطة، التي رفض حضورها بأي شكل من الأشكال، وكأنه تموضع في شعاراته البسيطة، في مساحة ثورية شاملة، فظلت شعارات ك:" كلن يعني كلن، نحنا الشعب الخط الأحمر، الشعب يريد إسقاط النظام"، تتردد كأن شيئاً لم يكن، ليلغي الشارع برده كل مفاعيل كلمة السيد.
ثم في مناورة دنيئة نزل بلطجيو حركة أمل لقمع المعتصمين، وكأنهم في تنفيذ لأمر اليوم لمجابهة تمرد الناس على إرشادات السيد، لكن جدار الخوف إنكسر إلى غير رجعة، و"الشعب عارف طريقو".
إن هذه الجماهير هي إمتداد لحراك إقليمي وعالمي، من شعوب مضطهدة مفقرة ومنهوبة، لم يبق لديها ما تخسره بعد أن أصبح ظهرها للحائط، فليفهم سيد القصر، وسيد الحزب وذلك القابع عند ورشة تدوير الزوايا، بأن الناس وإرادتها أكبر من أكبر راس ونقطة على السطر.
إن إرادة الشعوب هي الغالبة، كل الإحترام للشعب اللبناني الذي إتحد خلف ألامه، ونزل إلى الشارع لينتزع مستقبله من عصابات الحكم، ولكل الشعوب التي تضامنت مع نضاله.
لقد زرع هذا الشعب الأمل في نفوس كل الشعوب التي أنهكها القمع، وشكل شرارة نور في أفق كل شعوب المنطقة، وما بدأ بتونس منذ تسع أعوام مضت لن ينتهي في لبنان، وإنتهى زمن الزعامات، وإنه بالدليل القاطع زمن الشعوب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: احتجاجات في فرنسا بعد تحقيق اليمين المتطرف صعودا مدويا


.. إعلان تأسيس -الجبهة المغربية من أجل إطلاق سراح المعتقلين الس




.. بعد فوز اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي.. الرئي


.. شرطة كندا تصادر علم فلسطين وتعتدي على متظاهرين داعمين لغزة




.. ما هي أسباب تزايد دعم الشباب لأحزاب اليمين المتطرف في فرنسا